.10

502 77 9
                                    

.
.
.

أتساءل أينَ اخطأت؟ وأيُّ الطرُق كان يجب عليّ السلوك؟

*************

متى سأذرفُ الدموع، لأعودَ لِما كُنتُ عليه في السابق.

استيقظُت مبكراً مرة أخرى، اعتدتُ النهوضَ باكراً حينَ كانَ أران هنا.

أتأمل اللوحة التي رسمتُها بالقلم الرصاص على ورق بلونِ الرمل لأولِ مرة، سنقوم بتلوينها أنا وأران معاً، الليلة على ما أظن.

اخبَرَني أران أن والدهُ عادَ للمنزل، لقد غابَ طويلاً، لا أتذكر متى آخر مرة رأيتهُ بها.

لكنّهُ على قيدِ الحياة، يستطيع أران رؤيته متى شاء.

أما أنا فحظي عاثرٌ حقاً، لأفقدهُما معاً في ليلة يحيط سوادُها بي منذُ ذلك الوقت وحتى الأزل.

تحركتُ من على سريري، أكرهُ الشتاء، أكرهُه حقاً، إنهُ يُذكرني بضرورةِ دفء العائلة.

أمسحُ وجهي بالقليل من الماء الساخن، لأُبعد آثار النوم عني، ارتدي زييّ المدرسي ومعطفي الطويل، وشاحي وقبعةَ شعري وقفازَاتي السوداء، لأني باردٌ من الداخل يصعُب عليّ تدفئةَ نفسي.

فتحتُ الباب الخلفي، وضعتُ طعام القطة لكنها ليست هنا، ربما غطّت بالنوم، وربما فضّلت الدخولَ بسُبات.

تأملتُ الرسمة للحظة مجدداً ثم أخذتُ حقيبتي، رواية آنزاي سان، سأزورهُ لاحقاً، أو ربما سأسأل كيّو سينسى في ما لو كان يستطيع اعطاءها له، لأني لم أفهم ما قالهُ مؤخراً، وترعبُني فكرة أن مشاعري واضحة أمامَه، ربما أهرب منه.

أعتقد أن معرفة كيّو سينسى وأران بمشاعري تكفي لجعلي أودُ الاختباء داخل قوقعة صلبة مجدداً.

أتساءل كيف يسيرُ تدريب أران؟ هل يجب عليّ إلقاء نظرة؟

لأ أريدُ الذهاب، لا أريده.

توقفتُ لوهلة انتظر إشارة المرور تُصبِح خاصّة بالمُشاة، وحينَ مددتُ قدمِي امسكتنِي يدٌ من خلفي صارخة :

"إنها الحمراء، ألا تستطيع الرؤية."

أنا ضائعٌ بدون أران.

التفيّت لها، لقد كان صوت فتاة، شعرُها الأشقر بارز بشدة، انحنيّتُ برأسي وهمست :

"أعتذر."

همسَت الفتاة :

بِلَا أَلوَانْ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن