.9.

555 77 19
                                    

.
.
.

أشعر بأني أقفُ على الحافة، أنتظر دفعة صغيرة لأسقُط في الهاوية.

*************

لم تُجمَع قطعي، بِتُ مبعثراً لقطع صغيرة على الأرض، لا أحد يستطيعُ جمعي، أنا أخافُني، أشعر بالرعبِ مني، كم سأتحمل من الألم بمفردي!

أتحرك كالدمية، لا طاقةَ بمنزلي اليوم فأران عادَ لمنزله، عرضَ عليّ القدومَ معهُ لكني رفضت، لا أريدُ أن أبدو كلعنةٍ تُرافقه.

همستُ للقطة أمامي :

"مثيرٌ للشفقة، أعلم هذا."

ارتديت معطفي، سحبت حقيبتي بملل، أخذتُ إستمارة المشاركة التي قمتُ بتعبتها بالأمس أنا وأران، لستُ متأكداً مما سأفعله، لكن أران اخبرني أنهُ يجب عليّ فعلها.

ليس الأمر وكأن ثقتي بأران عمياء، أنا اعتدتُ وجودَه بجانبي، اتكِئ على كتفهِ بكل ثانية أتعبُ بها، بكل لحظة تُحزنني أجده معي.

مع أني لا أضحك، لا اُقهقه ويرتفع صوتُ ضحكاتي، وبالكادِ ابتسم، إلا أنه بجانبي، لم يصرخ بوجهي أني غريب، مخيف، مثيرٌ للشفقة والاشمئزاز، لا يخافُ رسمي، ولا لونَ عيناي.

أنا أنانيٌ جداً.

أُراقب السماءَ هامساً :

"إلهي، ما الذي فعلتُه لأحصل على أران كصديقٍ لي؟"

ربما يكونُ فقدي لوالداي، خوفُ الناس مني، واحتقاري لذاتي، وربما القدر فقط.

وقفتُ أمام بابِ الملعب أراقب أران مع الفتى ذي النظارات، اللعنة أنا لا أتذكر اسمه.

أخبرني أران بأن الفتى ذي النظارات يلعب كمُعد، وأن لديهِ مهاراتٍ مُبهرة، لقد وصفهُ بالعبقري وهذا نادر.

اتسعَت عيناي حينَ رأيته يُعد الكرة لأران بطريقة مثالية، شعرتُ بها مثالية وأنا لم ألعب كرة الطائرة قط.

آهه، هاهي ذا، فردُ أران لذراعيه كالأجنحة ليُحلق عالياً ويضرب الكرة بسرعة كبيرة أكادُ لا أراها.

لمعَت عيناي وقفزتُ لا إرادياً وأنا أصرخ :

"كان هذا مُبهراً أران."

اتسعت عينا أران عند سماعه لصوتي وابتسم، ليسأل بتعجب ولا تزالُ عيناي تلمع :

"ما الذي تفعله هنا ريّو؟ "

لازلتُ مبهوراً :

بِلَا أَلوَانْ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن