.13.

454 72 14
                                    

.
.
.

هل أستطيعُ الوصول إلى الحزن الدفين بداخلِه؟ هل أستطيعُ طردَ الألم بعيداً عنه؟

****************

الأيامُ في طوكيو باتت باردةٌ جداً، الشوارعُ تبدو موحشة رغم ازدحامَها، والفراغُ بداخلي يترَاكم، أشعر بقلبي أجوف.

لم تعُد كرة الطائرة ممتعة، هذا لأني أعلمُ يقيناً بأن ريّو لم يأتي لرؤيتي، أعلم بأنه يجب عليّ التدرُب لبطولةِ الربيع، لكن ليسَ وريّو لا يتحرك، جثة هامدة على السرير.

كم احتملتَ من الألم ريّو؟

لم يمتلك شيئاً قط، لذا يظنُ أنهُ إن غادرَ هذا الكوكب لم يُحدِث أثراً يُذكَر، لكن ومنذُ عدم تجول روحهِ بجواري باتت عمليةُ التنفس ثقيلة جداً، باتَ الابتسامُ مرهقاً جداً.

مرّ أسبوعٌ كامل، قامت العمة سايّا بنقلِ ريّو لمشفَى في طوكيو لكنهُ لا يتحرك، ولا يستمعُ إليّ حينَ أتحدّث، لا يُراقبني، وليسَ بجواري.

لم أُرد منه اعتذاراً ولا تبريراً قط، كل ما أردُته هو رؤيتُه يقف خلفي، لقد كان خفيفاً جداً، روحُه خفيفة على قلبي، كان الجلوس معهُ ممتعاً بالرغم من عدمِ حديثه، كانت نظراتُه لي تجعلُني أُحلِق بعيداً.

الأمرُ يبدو وكأني من كان يمنح ريّو شعوراً جيداً، كنتُ أعطي وكان يتلّقى كل شيء مني فقط، لكن في الحقيقة كان ريّو من يمنحني كلَّ شيء، والدليل على هذا أنهُ تغيّر، بينما أنا لا أزالُ واقفاً بنفسِ المكان.

إن كان ريّو يستند على كتفي، فقد كانَ عُكازي الذي أقفُ عليه، وأنا الآن لا أستطيعُ الحركة ولا القفزَ والطيران.

امتدّت يدي تُمسِك بيدهِ الهزيلة، على أنفه الصغير جهازُ أكسجين، وعلى يديهِ وقلبِه بعضُ الأجهزة، همست :

"مرحباً ريو، لقد عدتُ اليومَ مجدداً.
كيف حالك؟ هل تحظى بوقت ممتع وأنتَ نائمٌ أكثر من البقاء معي؟"

ازدرديتُ ريقي، أرفعُ رأسي للأعلى كي لا أبكي، هل شعرَ ريّو هكذا حينَ فقدَ والديه؟

تراجعت، يُمنع بقائي هنا، ليسَ هذا جيدا لصحةِ المريض، اتسأل فقط لِمَ انتهى الأمرُ بهذهِ الطريقة؟

خرجتُ من المشفى، إنها تُثلِج، كدتُ أفتح مظلَتي كي أغادر، لكنّي رأيتُه جالساً على إحدى الكراسي، مسحتُ عيناي بطرف معطفي، إنّه ليسَ ريّو بلِ الفتى الذي يشبههُ فقط.

ذهبتُ للجلوس بجوارِه، لقد لاحظَني لكنهُ لم يتحدّث لذا سألت :

"هل أنتَ شقيقُ ريّو؟"

بِلَا أَلوَانْ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن