.6.

556 80 33
                                    

.
.
.

كيفَ أطرُد الحزنَ من داخلي؟

************

أمشِي بجانبِ أران، لا أتَحدث، وأشعرُ بالبردِ في كل خليةٍ بجسدي، أودُ الدخول بسباتٍ كدبٍ قُطبي.

همسَ أران :

"مرّ أسبوعان ولازلتُ لا أستطيع تصديق أن يودجين كيّو هو مُعلم التاريخ الجديد خاصتُنا."

همستُ بصوتٍ فاتر :

"ادعُهُ كيّو سينسى، كن مُهذباً قليلاً أران."

تحدَث بملل :

"حسناً، حسناً."

بعدَ قليلٍ من الصمت سأَل بصوتٍ بدا راجياً جداً بالنسبة لي :

"هل ستسطيع حُضور مباراة اليوم؟"

هززتُ رأسي وأردفت :

"سآتي لا تقلق."

همس :

"أنا أعتذر، أعلمُ أني أناني بطلبي هذا، لكني أشعر بأني سأُبلِي جيّداً إن كُنتَ هناك."

"سأذهَب للمشفى ليقوموا بوضعِ قطراتٍ للعين لي، وأتمنى ألا أتأخر، لكني حتماً سآتي."

احتضنَني بشدة واردف هامساً :

" سأكونُ كلَ الألوان لحيَاتك، رِيّو."

أبعدتُه عني وهمستُ باسِماً :

"لا داعي لأن تكونَ عاطفياً هكذا."

...............................

أنا لا أرى من تفرُعاتِ الأسودِ سِوى الأسود.

............

الظلامُ يسودُ المكان، أركضُ سريعاً، تغرَقُ قدماي بالثلج المُتراكم على الرصيف، وأشعر بها تتجمَد، كما أشعُر بأنفاسي تحرِقُ رئَتاي.

لقد تأخرت، تأخرت، تأخرت، تأخرت.

تملأُ الدموع عيناي، وأشعر بشعورٍ سيءٌ جداً بداخلي، أُحاول التركيز على الركض، ربما سأستطيع الوصول ببداية الجولة الثانية من مباراةِ أران.

تباً، تباً، تباً، لقد بَدا كما لو أنّهُ ليسَ على ما يُرام.
أخبرَني بأنهُ يحتاجُني.
أخبرَني بأنهُ سيُبلِي جيّداً إن شاهدتُه.

بِلَا أَلوَانْ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن