.11.

496 71 25
                                    

.
.
.

كنتُ قوياً، لكن الخسارة حطمَتني لأشلاء.

***************

لم أعد أخاف التحطُم، ولا أنتظر أن تُجمع قطعي الصغيرة المتفرِقة، أؤمن بأني اتحطّم لأن الندم يغمرُني، ولا سبيل للخلاص منه.

غادرنَا طوكيو في الساعة الحادية عشرة صباحاً، ربما سنصل في الساعة الواحدة او الثانية ظهراً.

أشعر بالضيق، لم أُفكر قط أنّي سأعود إلى هناك، ولم أفكر أني سأزورُ قبرَ والداي، هل يحقُ لي؟

سندتُ رأسي على النافذة، الصداعُ يرافقني منذُ البارحة، لم أستطع النومَ جيداً، أُفكر بأران كثيراً، هل سيتأذّى لأنهُ معي؟

تحدَّثت سايّا نِي قائلة :

"أين ذهَبَت لوحتُك الجميلة؟"

"وضعتُها في نادي الفنون صباحاً، سأُشارك بمسابقة للرسم."

امتدَت يدها تعبث بشعري :

"أنتَ شقي، تضعها حينَ لا يوجد أحد في المدرسة؟"

لأني أشعر وكأني سأتاخر هناك، ولا أريدُ أن يضيعَ مجهود أران بمساعدتي بتلوينها.

قفَزت القطة الرمادية من الحقيبة لتجلس بحضني، ضحكت سايّا نِي واردفت :

"هل أحضرتها معك؟ ألم تقل بأنها ليست قطتُك؟"

ماذا لو غرقت تحت الثلوج مره أخرى؟

"ظننتك ستتركها مع صديقك."

"غادر في الصباح، لديهِ مخيم تدريبي."

"أيُّ رياضة يمارس؟"

"كرة الطائرة."

"هذا رائع، وأنتَ لِم لا تلعَب معه؟"

أغمضتُ عيناي مُسنداً رأسي على النافذة :

"لا أُريد."

أشعر وكأن مشاعري تُغرقني في محيط ولا أستطيع التنفُس، لم أشعر بالخوف هكذا منذُ مدة، هذا مؤلم.

عبَثت بشعري مجدداً وشعرتُ بالانزعاجِ لكني لم أفتح عيناي، سمعتُها تتحدث :

"أتعلم أُحب ملمَس شعرك فهو ناعمٌ جداً، لكني أكرهُه لأنهُ يغطي عيناكَ الفضيّة."

أنا لا أُحبُها.

"إنها رمادية."

بِلَا أَلوَانْ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن