.
.
.الدموعُ لا تملك لوناً، لكنها تحملُ شعوراً.
***************
أسبحُ بمكانٍ تحفهُ الألوان، تبدو متناسقة كلوحة بديعة، لم أكن أعلم أني إن مِتُ سأستطيعُ رؤيةَ الألوان، أعني رؤيتَها بطريقةٍ لا تؤذيني.
هل سأستطيعُ تقبُلَ الأبيض رغم كونِي أسودٌ باهت؟
أرجوكَ أخبرني ، إن بهتتَ الألوان،
وذابتِ الآمال،
هل ستمسكُ لي نجمة؟
تغلفُها بقبلة وترسلَها إليّ؟
هل ستشعلُ الضوءَ بداخلي؟
هل ستُزهر أزهارَ الربيع في قلبي؟
هل ستمسكُ لي فراشة؟
تزرعُ من أجلي وردة؟
تسقي شجرة؟
هل ستبقَى معي لوقتٍ لا يعلمهُ كلانا؟إنهُ صوتُ والدتي تغني أغنيتَها المفضلة، أصرخُ بكل ما أملك لكني لا أملكُ صوتاً، فمي يتحرك لكنه لا يصدِرُ صوتاً.
أغمضتُ عيناي، أُركز على الصوت، أتحرك مغمَض العينين، أتركُ روحي تقودني لمكانها، إنها قطعةٌ من قلبي.
أفتحُ عيناي حينَ يكونُ الصوتُ قريباً جداً، إنها أمامي، تجلسُ على الأرض، تغني وتنظرُ للقمر، للتوِ لاحظتُ أن هذا العالم يملكُ قمراً ملوناً.
أنا أراها بوضوح، هل هيَ حقيقية؟
تتعكر ملامحي، أقترِبُ منها محاولاً ألَّا أبكي، توقفَت عن الغناء، تنظرُ لي لفترة ثمّ تقف، تُربت على شعري، أهمسُ وأنا أرى ملامحَها التي تشبهُني أمامي :
"أمي، أنتِ حقاً أمي!"
امتدت يديّ احتضنَها، أشعرُ بوجودِها بينَ يدي، أذرفُ الدموع، حمداً لله، لقد التقيتُ بك، لقد رأيتُك.
أُبعدُها عني، أبقى مُمسكاً بها لكي لا تذهب، أهمسُ من بينِ دموعي :
"أمي، أنا أعتذر أمي."
أمسكَت يديّ، جمعَتهَا بيديّها، وضعتهَا قربَ قلبها، ابتسمَت لي هامسة :
"ليسَ عليكَ الإعتذار، ريّو تشان."
أسأل :
"أينَ أبي؟ أودُ رؤيتَهُ أيضاً."
نظَرَت خلفَها، لأرى والدي يقفُ بعيداً عنا، لا أرى إلا ظهره، ابتسمَت لي واردفت :
"إنهُ هناك، ينتظرُ قدومي، أنتَ ستعودُ ريّو تشان، هناكَ من ينتظرُك صغيري."
أنت تقرأ
بِلَا أَلوَانْ.
Teen Fictionأشعرُ كَما لو أنَني نكِرة في هذا العَالم، لَكني وبقربِكَ يا صديقي أصيرُ معرفة، ولا أستطيعُ إنكاري. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قصة قصيرة.