" المذنبون"

" الجزء الثالث"

كانت المشاهد لا تزال تعرض على البحيرة، الفتاة تتراجع إلى الخلف محاولة الإبتعاد عن الوزير حتى لم يعد لها مكان تهرب إليه،فقد أصبح حاجز الشرفة خلفها و الوزير يمد يده يحاول أخذ الصبي منها بقوة وبعد شد وجذب شدت الفتاة الصبي من يد الوزير بقوة كبيرة حتى وجدت نفسها تهوي مع طفلها من شرفه القصر لتقع في النهر الذي يجري بقوة.

~~~~~~~~~~~

الفتاة التي تحلق بجواري إنتقلت لتقف أمامي وتقول لي وعيناها ممتلئة بالدموع وبصوت متحشرج :
"دعك من النظر في البحيرة و لأكمل لك أنا ما حدث بعد ذلك أخذتني مياة النهر أنا وطفلي، وما إن فتحت عيناي حتى نهضت فزعه أبحث عن طفلي في هذا الكوخ المظلم وعادت لي روحي حين وجدته نائم في مهد صغير،حاولت أن أمد يدي لأخذه لكني تفاجئت بذلك المهد يتحول لقفص أصبح طفلي محبوساً داخله وقد بدأ بالبكاء جوعاً.
حاولت فك ذلك القفص دون جدوى سقطت جاثيه أمام القفص بعد أن أنهكني التعب وكنت لا أزال اضرب القفص بحجر بيدي المنهكه، حينها دخلت عجوز تتوكى على عصى تفوقها طولاً وقد تحودب ظهرها وملامحها تثير الرهبة و على رأسها قبعة طويلة وترتدي رداء اسود يفوقها طويلاً، تسحبه خلفها كان مظهرها غريباً ومخيفاً"

قلت ُلها متوسله :
" أرجوك أفتحي القفص لأخذ طفلي..
لكنها لم ترد عليّ"

أستمريت بترجيها :
" أرجوك الا تسمعين بكاءه انه جائع "

لم تعرني أي انتباه ولم تنظر لي حتى بل ذهبت لتضع تلك المكونات الغريبة في ذاك القدر الكبير الذي يغلي.

ومع إرتفاع صوت بكاء طفلي اندفعت نحو تلك العجوز بقوة، التفت إلى بملامحها المرعبة و قرعت الأرض بأسفل عصاها لتدفعني موجه قوية من الطاقة بعيداً حتى ارتطم ظهري بقوة على جدار الكوخ، و أنا منكسه رأسي من شده ارتطامي بالجدار سمعت صوت خطواتها تتجه نحوي.

رفعت ذقني بطرف عصاتها وهي تنظر إلي بغضب وقالت :
"لقد كنت حكيمة أداوي الناس بأعشابي، لكن بعد هروبك وموت والدك ساء حال البلاد، وحدثت الكثير من الأمور الشنيعة وقتل جنود الوزير ابني كما قتلوا الكثير و الكثير من أجل السلطة، و أنا الآن كما تريني ساحرة.

أضافت واسنانها تصتك :
"أنتي سبب كل هذا لولا هروبك ما قتل كل أولئك الناس لولا هروبك ما قتل ابني"

قلتُ بصوت خافت و حشرجه :
"ظننت اني أدافع عن حبي أني أهرب لأنجو به"

ضربت الكوخ بقوة بعصاتها بجوار وجهي وقالت :
"لأنك حمقاء ولأن رجل خدعك وتسببتي بكل هذا سيكون عليك أن تتخلصي من مئة رجل حينها فقط سأعيد لك طفلك."