" الجزء التاسع "

98 28 86
                                    


اذاً هي النهاية المنازل تمنعنا من الهرب و
هؤلاء الجنود سيمطرونا قريبًا بسهامهم حتى نهلك جميعاً.

لكن كيف عرفوا بأمرنا و كيف صعد كل هؤلاء الجنود بهذه السرعة الى أسطح جميع المنازل.

لم تتأخر إجابة سؤالي فقد ظهر الوزير يسير على سور
القلعة يضع تاجه المرصع بالجواهر و اكبرها الجوهرة التي نريدها.

ويتبعه الكثير من الحراس و كذلك يتبعه مطاطا الرأس الرجل السياسي.

إصتكت ٱسناني و أنا اقول بغضب :
"لقد خاننا هذا الوغد ."

ونحن في ذلك المأزق الذي لا نحسد عليه، كان كل أملي منصب على حارس الفتاة، ربما يأتي مع قسمه من الجيش لإنقاذنا، لكن سرعان ما تلاشى ذلك الأمل حين رأيته على أعلى السور مثخن بالجروح ، ويدفعه الجنود  بالرماح ليتقدم صوب الوزير، وقال أحد أولئك الجنود للوزير :
"هذا قائد القوة التي هجمت من البوابة صوب القلعة، لقد كانت قوتنا أكبر من قوتهم بكثير فنجحنا بكسر هجومهم ومحاصرتهم،. فضطروا للإستسلام بعد إصابة قائدهم و أسره."

قال الرجل السياسي وهو يوجه كلامه لي  :
" أنا أسف، لكنكم لم تتركوا لي خيراً بقراركم محاربه الوزير الذي يمتلك كل هذه القوة، و نظر لذلك تنصت على خطتكم، و تمكنت من الوصول  إلى هنا قبلكم  ، لأطلع سمو الملك ( يقصد الوزير) بكل شيء."

ثم أضاف وهو ينظر بتجاه الوزير : بفضلي إكتشف سموه مخطتكم  و أفشله، و أظنه سيكافئني الآن، بمنحي جوهرة التاج لأعود لوطني. أليس كذلك سموك؟

نطق الوزير  قائلاً :
"حتى أنت أيه الحثالة تريد جوهرة التاج، الجميع يريد كرسي الحكم، وكما خنت أصدقاءك ستخونني."

:" ألقوا بهذا الحثالة من على السور."

قالها الوزير موجهاً كلامه لجنوده، الذين سارعوا لتنفيذ كلامه، غير أبهين لصراخ السياسي :
" أريد الجوهرة أريد العودة إلى وطني، لا أريد التاج، صدقني سموووووووك. "

ونقطع الصوت بصوت ارتطام بالأرض.

إلتفت الوزير من مكانه على السور بتجاهنا في الأسفل قائلا:
" ألقوا أسلحتكم وسلموا  أنفسكم،و ربما إذا كنت بمزاج جيد قد أعفو عنكم."

قلت للرجال الذين معي :
" لقد رأيتم بأم عينكم، ماذا فعل بالسياسي، رغم أنه خاننا من أجله و لولاه لما أوقف هجومنا، إن استسلمنا سيفعل بناماهو أقبح، علينا أن نقاوم حتى النهاية ."

سمع الوزير كلامي، فجلس على الكرسي الذي أحضره جنوده، ثم إلتفت إلى ابنه المتواجد على رأس القوة في أسطح المباني، فهم أبن الوزير  الرسالة فرفع يده عالياً ثم ضرب بها مشيراً نحونا، ليطلق الجنود على أسطح المنازل سهام كالمطر علينا ، حاولنا حماية أنفسنا بالتروس، لكن الكثير منا أصيب، كرر الأمر ورفع يده ثم ضرب بها نحونا لتنطلق السهام ويصاب المزيد منا.

كانت المنازل المتلاصقه لا تعطينا أي مجالاً للهرب، نحاول تحطيم أبواب المنازل لكنها مغلقه بإحكام و المواطنين الخائفون بداخلها يرفضون فتح الأبواب، لاسيما بعدما شاهدوا من حالنا السيء فقد أغلقوا النوافذ تماماً و تركونا لمصرينا، رغم أننا نحارب من أجلنا و أجلهم ضد الوزير الذي ظلمهم كثيراً.
قلت في نفسي صدق من قال " من يثور من أجل شعب جاهل، كمن يضرم النار في جسده ليضيء الطريق لضرير".

صرخ بنا ابن الوزير قائلاً:
" هذه فرصتكم الأخيرة للإستسلام و إلا ستهلكون جميعاً."

لم أجبه، برغم أني أنظر لجنودي المثخنين بالجراح و الغير قادرين على تحمل أسراب أخرى من السهام ، قلت في  نفسي، أن نموت هنا ، خير من أن نسلم نفسنا للوزير، فمن يدري ماذا يمكن أن يفعل بنا، تذكرت الأميرة حين قالت لي هذه الجملة سابقاً، أغمضت عيني حين تذكرتها و أنا أهمس أنا أسف لقد خذلتك.

و لأننا لم نجيبه قال ابن الوزير لجنوده بحنق :
" ليوجه الجميع سهامهم نحو قائدهم."

إذا هذه هي نهايتي لكني لست نادم أبداً.

رفع إبن الوزير يده عالياً فوجه جميع الجنود أقواسهم نحوي.

كنت منتظر أن يضرب بيده نحوي، فتنطلق المئات من السهام نحوي، وبينما نظرات الجميع شاخصه نحو ابن الوزير إذا بسهم يصيبه في وسط يده التي يرفعها علياً، انطلقت أبصار الجميع بصدمه نحو مصدر السهم.

فإذا هي ابنة الحارس ما تزال ممسكه قوسها على حاله بعد إنطلاق السهم و اقفه تضع كل قدم على خيل، كان الحصانان يجران عربة فيها أعلام زرقاء كبيرة ، وفيها الأميرة و هي بأبها حلة ، وحولها الرجال القليلون الذين تركتهم لحراستها، وكذلك المسيقيون، الذين تفاجئت بدأهم بالعزف، كان لحناً مألوفاً، سرعان ما تذكرته أنه اللحن الذي كان يعرف حين يحضر الملك.

على وقع ذلك العزف المألوف لهم، بدأت أبواب  المنازل تفتح و يخرج منها المواطنين، ينظرون بتجاه الصوت، وتسمع همهماتهم :
" هذا اللحن، هل عاد الملك."

كانت أنظارهم شاخصه بتجاه العربة و الأعلام و الأميرة و اللحن يذكرهم بملكهم العادل و كيف كانوا بعيش هانئ قبل هذا الوزير.

كان ابن الوزير مصدوماً برؤية الأميرة الفتاة التي نجح بخداعها، الفتاة التي تركت والدها و القصر و الجاه و كل شيء من أجله.

كنت أراقبه لعلي أجد في ملامحها بعض الندم، لعل والده الوزير قد أجبره على فعل كل هذا، ولعله يحبها حقاً.

:"أطلقوا السهام على العربة. "

كانت هذه الصرخة من إبن الوزير كفيله للإجابه عن كُل أسئلتي، فهاهو بعد كل ما فعله بها يريد قتلها.

رفع الجنود أقواسهم صوب العربة التي تحمل الأميرة . 

يتبع

وكالعادة لا تنسوا إضاة نجمتي ⭐

" المذنبون" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن