"الجزء الخامس"

139 32 97
                                    

العد مستمر : خمسة، ستة و الفتاة لا تحرك ساكناً..

:" سبعة ثمانية تسعة "

:" صرخت فيها بأعلى صوتي وغضبي : هيااااا "

اتسعت عينيها وسحبت يديها قليلاً للخلف ثم غرست الخنجر في صدري..

وميض قوي كالبرق بقي للحظات كنت أتساءل فيها هل هذا هو الموت.؟

اختفى الوميض على صوت وقوع الخنجر الذي كان يدور فوق رأسي على الأرض فتحت عيني ووجدتني بخير و الفتاة التي أختفى الخنجر من يدها ما زالت تضمها على صدري وهي تبكي بحرقه غير مدركة لما حصل، رفعت رأسي نحو الساحرة مستفسراً، لأندهش بتغير هيئتها تماماً، فقد تغير لون رداءها وقبعتها إلى الأبيض و تحولت عصاها الكبيرة المخيفة إلى عصا صغيرة وختفت مخالبها و الدمامل التي كانت تملئ وجهها.

مسحت بيدي على رأس الفتاة التي تبكي على صدري والتي رفعت وجهها إلي منذهله فقلت لها مبتسماً :
"كل هذا البكاء من أجلي؟"
قالت منصدمة وهي تمسح بيدها المكان الذي طعنتني فيه ولا تجد شيء :
"أنت حي"

ثم احتضنتني بقوة وهي تقول مكابره :
"لا ليس من أجلك فقط لم أرد أن أكون قاتله."

ثم أضافت متسائله وهي تبتعد عن حضني محرجه :
" لكن ماذا حدث؟"

أشرت لها بعيني إلى الساحرة التي تغيرت هيئتها تماماً و أصبحت ملامحها تدل على الطيبة و الخير..

التفتت الفتاة وقالت مندهشه ومتلعثمة :
" آنتي الساحرة نفسها؟"

أجابتها الساحرة وقد تغيرت حتى نبرتها المخيفة وأصبحت هادئة :
"نعم أنا هي، لعنة السحر الأسود التي أصابتني انتهت بفضل نبل هذا الشاب، تضحيته بنفسه من أجلك ومن أجل طفلك حررتني من ذلك الشر الذي كان يسيطر عليّ"

ثم نظرت إلى المرآة التي عليها صورة مدخل المغارة، تغيرت الصورة إلى مشهد من الأرض الخيالية التي كنا فيها، وبالتحديد صورة الغابة باشجارها العملاقة.

تلاشت تلك الغابة تماماً وظهر الرجال الذين كانوا تائهين فيها و صاروا يرقصون سوياً، سعداء بنجاتهم من تلك الغابة.

ثم تظهر لهم مرآة تشبه المرآة التي أمامنا و فيها صورة للمغارة فأسرع الرجال إليها و ما أن دخل أول رجل في المرآة، افنفتح باب المغارة على المرآة التي أمامنا وخرج الرجل إلينا ثم خرج رجل أخر و أخر حتى أكتض الكوخ وضطررنا للخروج منه .

أخذ الرجال يتسائلون عما حدث و أين يكونون.

صعدت على صخرة لأصبح مرتفعاً عن الجميع وطلبت منهم الصمت ثم قصصت لهم كل شيء قصة دخولي إلى تلك الأرض الخيالية و قصة الفتاة و الساحرة إلى خروجهم من المرآة.

" المذنبون" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن