" الجزء الثاني"

301 47 81
                                    

قلت متسائلاً : أين نحن وماذا تفعلين هنا..؟

أجابت :
"أنا أعمل هنا..!"

قلتُ بستغراب :
" تعملين هنا، ماذا تعملين؟"

قالت بنبرة جادة وقد أصبحت ملامحها البريئة أكثر قسوة وبرقت عيناها لاتراجع للخلف نصف خطوة
و أن أسمع إجابتها :

" قـــاتلة.!"

كان وقع كلماتها عليّ عنيف للغاية لا أدري لما أميل لتصديقها لتصديق أنها قاتلة.

رغم أني أرى أمامي فتاة بارعة الجمال تفيضُ رقة و أنوثة، إذا لماذا أنا مصدق لها هل السبب أني دائماً ما أتعامل مع الأشخاص على أنهم صادقون إلى أن أكتشف أول كذبه لهم أم أن السبب هي نبرة صوتها و تبدل ملامحها بهذا الشكل.

تمالكتُ نفسي وقلت بصوت ارتجف قليلاً :
" قاتلة؟!"

ردت بجدية وبرود :
"نعم قاتلة، أنا أقتل الرجال."

ثم أمسكت معصمي وأخذت ترتفع بالهواء و أنا أنظر إلى الأرض وخوفي يزداد كلما إرتفعنا عن الأرض.

أيعقل أنها تنوي أن ترفعني ثم تدعني لأسقط أفكر هكذا لكن سرعان ما تتلاشى هذه الأفكار حين أنظر إلى وجهها لا أدري لما أثق بها هل يكفي الجمال لنثق؟.

إرتفعنا في محاذة البحيرة الصافية التي أصبحنا نطل عليها و فجئة ظهر في منتصفها ضوء أبيض على شكل خط يقسم البحيرة لنصفين ثم أصبح خط الضوء ذاك خطين تحرك كل واحد منهما بتجاه  فغير لون ماء البحيرة مابين الخطين إلى اللون الأسود ابتعد كل خط بتجاه حتى أصبحت كل مياة البحيرة سوداء اللون.

ثم ماجت المياة السوداء ليظهر على سطحها فتاة تشبة الفتاة التي تحلق بجواري لكنها تصغرها سناً ، ترتدي تلك الفتاة ملابس أنيقة ومجوهرت وتجلس في حديقة قصر مذهل يمر بمحاذاته نهر زاده بهاءاً ومن حولها الكثير من الفتيات بزي موحد يحرصن على الاهتمام بها.

ثم أتت سيدة أكبر سناً بملامح طيبة وقالت للفتاة : "والدك الملك يطلب حضور سموك."

ردت عليهت الفتاة وهي تنهض من مكانها :
"حسناً مربيتي هيا بنا."

وبينما هما تسيران إلى داخل القصر ويرافقهما فارس كبير في السن بعض الشيء و قد منحته بنيته الضخمة هيبة كبيرة.

نظرت إليه الفتاة وقالت :
"لترتح قليلاً فماذا عساه يصيبني و أنا داخل أسوار القصر."

رد عليها مبتسماً :
" أنها أوامر الملك الذي جعلني حارسك منذ ولادتك ثم أني لا أتعب من حمايتك فأنتي قررة أعيننا."

" المذنبون" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن