إرتجف جسدي لولة و أنا أفكر بماذا يمكن لأم أن تفعل من أجل طفلها، وبرغم خوفي كنت أُلاحظ أن المشهد على البحيرة، المتوقف على صورة المغارة أصبح يختفي ، و المياة تعود إلى حالها من كل جانب لتمحوى الصورة في المنتصف شيئاً فشيئاً،
خطرت لي فكرة مجنونة، حينها أمسكت بالفتاة من خصرها لأنطلق بها من مكاننا في الهواء بسرعة قصوى نحو صورة المغارة المرسومة على سطح البحيرة ارتطمنا بالمياة بقوة.
أظلمت الدنيا لأجزاء من الثانية ثم تزحلقت على أرض ولم أتوقف الا عند ارتطامي بجدار ثم يرتطم ظهر الفتاة بصدري بقوة، صرخت وانا أحتضن الفتاة المبتله مثلي وأقول :
"لقد نجحت لقد خرجنا من تلك الأرض التفت الفتاة لتنظر إلى حيث أنظر إلى المرآة، المرآة نفسها التي يرسم عليها مدخل المغارة،و الذي أُجبرت الفتاة على الدخول منه إلى تلك الأرض الخيالية."
أخذت الفتاة تتنقل بنظرها بسرعة في أرجاء الكوخ علمت أنها تبحث عن طفلها.
قاطعنا صوت صرير باب الكوخ لنرى الساحرة تمسك عصاها بيد واحده وتقرع بها الأرض وتقول بنبره غريبة وهي توجه الكلام للفتاة :
" أوه، هذه أنتي. "ثم نظرت نحوي و أضافت:
" يبدو أنك لم تنجحي بمهمتك"ثم مدت عصاها لتتناول بطرفها قفص كان مغطى بوشاح أسود وينام بداخله طفل الفتاة الجميل.
والذي ما أن رأته الفتاة الجالسة بجواري حتى إنتفضت وحاولت الجري بتجاهه لكنها توقفت بقوة حين رمقتها الساحرة بنظرة مرعبه جعلتها تسكن في مكانها خوفاً.
سحبت العجوز عصاها وبقي القفص في الهواء قبل أن يتلاشى القفص و يطفو الطفل بهدوء في الهواء حتى يستقر في حضن الساحرة التي تبتسم وهي تقول :
"أنه يذكرني بولدي الوحيد الذي قتل في هذا الصراع على السلطة الصراع الذي كنتي أنتي السبب في نشوبه."خرج خنجران من تحت رداء الساحرة من تلقاء نفسها وأخذت تدور في الهواء فوق الساحرة التي قالت :
" سم سم"وهي تنظر إلى الخنجران ثم إليّ، لينطلق أحد الخناجر بقوة متجاوز الفتاة ومستقراً بقوة على الجدار بجوار رأسي.
و أمسكت بالخنجر الذي مازال يدور في الهواء بيدها وهي تنظر إلى الطفل وتقول مخاطبة الفتاة :
"لقد اتفقنا أن عليك التخلص من مئة رجل لتستعيدي طفلك لكنك لم تنجحي في هذا و الآن من حقي أن أفعل بهذا الطفل ما أريد."سقطت الفتاة على ركبتيها ونظرها شاخص بتجاه الطفل، الذي تداعب الساحرة وجهه بالخنجر وفجئة رفعت الخنجر في الهواء لطعن الطفل.
حاولتُ الإنطلاق نحو الساحرة ولكن لم أكد أكمل نصف خطوة حتى إلتفت إلي وقالت :
" أنت من فشلت بسببك هذه الفتاة المسكينة من أن تكمل المهمة وتستعيد طفلها."ثم أضافت وهي تضرب بالخنجر على خدها وتنظر إلى الأعلى قبل أن تعود ببصرها نحوي وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة شريرة :
"ربما لم تفشل بعد، ها أنت ذا و تستطيع أن تكمل مهمتها وتقتلك، إن أرادت أن تنقذ طفلها."ثم نظرتَ إلى الفتاة المتجمده في مكانها قائلة :
" أسرعي هل ستفعلين هذا؟، أم ونظرت بتجاه الطفل."لا أدري أين كان عقلي فقد أمسكت بكتف الفتاة وسحبتها لتستدير نحوي ثم عدت بظهري إلى الجدار و أنا أنظر إلى الخنجر المغروس في الجدار.
فهمت الفتاة وقتربت بخطوتين مني ونتزعت الخنجر بصعوبه من الجدار و بقيت ساكنة دون حركة.
لتصرخ الساحرة فيها : " هيا "سقط الخنجر من يد الفتاة ونكست رأسها وهي تقول بحشرجة و الدموع تتساقط من عينيها :
"لا لا أستطيع فعل ذلك."قالت الساحرة بخبث :
" إذا هذا الشاب أهم من طفلك لنرى ماذا ستفعلين الآن."تركت الخنجر الذي بيدها وقالت :
"سم سم"لينطلق الخنجر من يداها و يدور في الهواء فوق رأسي تماماً وفي ذات الوقت طالت أظافر الساحرة حتى أصبحت كالمخالب.
وقالت : سأعد حتى العشرة أما إن تقتلي هذا الرجل قبل انتهاء العد أو سأقتله أنا وكذلك سأقتل طفلك معه."
وبدأت العد :
" واحد، أثنين "أخذت الخنجر من الأرض وضممت كلتا يدي الفتاة على الخنحر ووجهت رأسه نحو قلبي وقلت للفتاة هيا أفعل ذلك حتى لا يذهب موتى سدى أنقذي طفلك.
العد مستمر : خمسة، ستة و الفتاة لا تحرك ساكناً..
:" سبعة ثمانية تسعة "
:" صرخت فيها بأعلى صوتي وغضبي : هيااااا "
اتسعت عينيها وسحبت يديها قليلاً للخلف ثم غرست الخِنجر في صدري.
يتبع
إذا كانت الرواية قد لقيت استحسانكم فأتمنى التصويت ومتابعة حسابي لتصلكم رواياتي القادمة.
@Muheb_7
أنت تقرأ
" المذنبون"
Adventureصـه بدأت : 23 ديسمبر 2020 إنتهت : 5 فبراير 2021 الغلاف من إبداع الرائعة @-cybvru أكيو .