الخاتمة
مر شهر على وفاة "خديجة" و"إسماعيل".. والأوضاع كالتالي..
لـ "شهد"..
كانت صفعة قوية مؤلمة بالنسبة لها.. لقد فقدت والديها معاً!، أصبحت بلا والدين في لحظة! لا تصدق ذلك ولا تريد تصديقه، ما زادها ألماً أنها احزنتهما الفترة الاخيرة بسبب تذمرها وإتهامهما انهما سبب مغادرة خالها "يونس"، حتى انها نعتتهم بالظالمين لأجل "أروى"!.
تشعر بالندم.. تلعن نفسها لأنها اضاعت لحظات سعيدة واستبدلتها بـ هيجانها عليهما بسبب "يونس"الذي تخلى عنهم وانتهى، إذ لم تفعل ذلك ما كانت نادمة الان، كانت ستشتاق لهما ولذكرياتها معهم.. ربما اشتياقها لعناقهما الدافئ لن يكون مؤلم لهذه الدرجة التي تشعر بها الان، ألم يقتلها ببطء ولا تتحمله.
كان "يونس" خلال هذا الشهر معها.. يحاول مواساتها ومُساندتها بجانب أخت "إبراهيم" التي لم تتركها بمفردها، كذلك ساعدها في إنهاء بعض الإجراءات المطلوبة.
بينما الحال لدى "يونس"..
هل كان حزين؟ بالطبع، مهما حدث هي أُخته.. رغم بغضه لتصرفاتها إلا انها كانت جزء من قلبه في يوم من الأيام، تمنى فقط أن ما حدث من بغض منها لم يقع.. فربما حزن بصدق الان!.
ظل مع "شهد" ولم يُفارقها، من ناحية اخرى.. لم يذهب لـ زيارة "أروى" ولم يجعل "نادر" يخبرها بأنه عاد لأرض الوطن، لكن الاخير أعلمه أن حالتها ظهر عليها تحسن ملحوظ وأقبلت على العلاج بصدر رحب وحماس! وقد زادت رغبتها بعد مُكالمة "يونس" لها.. مكالمة الفيديو الذي أجراها معها بعد اسبوع من وصول خبر وفاة أُخته.
اثناء المكالمة.. لم يتطرق للحديث عن اخته التي وافتها المنية.. وهي أيضاً، فقط اخبرها انه سيعود بعد شهر.. واعتذر لإنشغاله وعدم اتصاله بها، ولم تتذمر!.
بينما "أروى"...
كانت سعيدة وكأنها بدأت حياة جديدة!، ترى إشراق الشمس في حياتها بوضوح.. فقد غادرها من دفعاها للقاع المُهلِك، كان هذا اول دافع لها للعودة للحياة.. لإلتقاط انفاسها التي كادت ان تنقطع برغبةً منها.
بعدها وثقت في "نادر" وأقواله التي تخص "يونس" لرغبتها في الحياة.. لرغبتها في الإنطلاق من جديد، فقد فتح العالم ذراعيه لها من جديد.. فلا تريد إضاعة فرصة ذهبية كهذه.
فأتى دافعها الأقوى من جهة "يونس" التي حدثته وجهاً لوجه خلال هاتف "نادر" وبعد غياب طويل، كم كان لمكالمته اثر إيجابي ملحوظ.
سألها "نادر" في إحدى الجلسات التالية.. هل تشعر بالحزن لموت "إسماعيل" و"خديجة"! ولو قليلاً!؛ نظرت له حينها بشرود تفكر.. هل شعرت بالحزن لموتهما!، تبحث عن ذلك الشعور ولم تجده! كيف هذا!.
- مش عارفة.. بس اعتقد لا، مش زعلانة..
علق "نادر" بغرض ما..
- بس انتِ كنتِ بتحبيهم
استقر بصرها عيله واجابته بثبات وإدراك
- كنت بجري ورا شخصيتهم القديمة اللي حبيتها، كنت متمسكة بيهم لأني كنت متعلقة بشخصياتهم القديمة بس دلوقتي اكتشفت اني مبحبهمش!
- وأدركتِ دة بعدما لقيتيهُم هيتخلوا عنك في خيالِك!
اماءت برأسها مؤكدة كلامه واضافت
- حقيقتهم اللي عارفاها كويس غلبت خيالي.. رغم اني كنت عايزاهم يبقوا كويسين معايا.. بس ادركت دلوقتي اني كنت بتأمل في حاجة مستحيلة
ابعدت حدقتيها عنه لتذهب لنقطة بعيدة.. تنهدت مُتحدثة
- رغبتي في ان يبقى عندي أهل لسة موجودة.. بس مبقتش مُتمثلة فيهم
وصلت الابتسامة لثغرها لتزينه بسلاسة، هدرت بنبرة مُرتخية
- مش عارفة لية اتجه تفكيري لكدة دلوقتي.. بعد ما ماتو، بس انا حاسة بـ راحة غريبة!
ابتسم "نادر" وسرد عليها قصة
- في مريض نفسي أتحول لقاتل بسبب أُمه ومعاملتها الوحشة له، بقى يقتل ويرتاح ويشعر بالرضا لتصرفه.. حتى وانه قتل جدته وجده، وكل السلطات كانت بتدور عليه بس معرفوش يمسكوه.. بس هو كان ذكي مكنش غير يسلم نفسه، لسة محسش بالراحة المنشودة اللي عايزها.. وعارف انه هيوصل لها لما يقتل أُمه واللي هي السبب في حالته، وفعلاً قتلها وسلم نفسه.. بعد ما قتلها خلاص مبقاش عايز يقتل حد.. حس بالراحة وانه يقدر يكمل حياته بسلام ولو حتى في السجن
فهمت الان سبب شعورها بالراحة، اتسعت ابتسامتها اكثر وقالت بتحالم..
- انا عايزة اعيش حياة سعيدة أنظمها بنفسي، اني أكوّن عيلة ويبقى عندي بنت اربيها وأحبها واديها كل اللي محستش بِه، هكون وصلت وقتها لرضا تام عن حياتي، عشان كدة عايزة أتعالج
- قولتلك ان في تقدم كبير في حالتك، والتحكم بإنفعالاتك هتبقى مهمتك لما تخرجي من هنا
اتسعت ابتسامتها وهي تؤكد له حرصها على فعل ذلك.
***
مر شهر اخر..
أنت تقرأ
نوفيلا "بين شِباكها"
Romanceلا شيء واضح هنا.. ليست قصة حُب عادية تعتقد أنك تعلم أحداثها لكن في الحقيقة!، انت لا تعلم شيء.. مُكتملة❤️