الفصل الثاني
سرّعت "اروى" من خطواتها لتصل له قبل ان يصل لسيارته، سألته بإستنكار فور وقوفها امامه وهي تلهث
- شهد عجباك؟ بجد؟
- وانتِ مالك
- مش استايلك
رد عليها بصدق وهو يرى الحنق يتصاعد لعينيها مع رده
- بس حلوة
هتفت بانفعال
- بس انا احلى منها
- معتقدش
قالها بجانب نظراته الباردة قبل ان يتخطاها ليصل لسيارته ويصعدها، بينما ضمت هي قبضتها بغضب.. هل "شهد" اجمل منها؟ حقاً؟، ضربت الارض بخطواتها الغاضبة وهي تبتعد.. لماذا يرى جميع النساء اجمل منها؟.
بعد دقائق، طرقت "شهد" على زجاج النافذة المجاورة لمقعده الأمامي لتجذب انتباهه فقد كان يتحدث على الهاتف، نظر لها وأشار لها بالجلوس ففتحت الباب وصعدت بجواره، اشار لـ حزام الأمان لكي تضعه ففعلت لكنه كان عالِق.. فمال عليها حتى يصلحه.
قطعت انفاسها دون ان تشعر وهو بهذا القرب، وجدت نبضات قلبها تتسارع حتى ان وجنتيها توردتا!، كل ذلك حدث دون سبب.
ابعد الهاتف عن اذنه مع انتهاءه من مساعدتها في وضع الحزام حولها، فالتقطت انفاسها بقوة وهي تنقل بصرها بعيداً عنه بينما لاحظ هو احمرار وجهها، فأبتسم بخبث ولم يُعلق، فقط سألها
- عنوان بيتِك اية؟
***
جلست "اروى" امام التلفاز تتناول المقرمشات بنهم وعنف، لقد نجح ذلك الأحمق من جديد في إغاظتها، لا تستطيع استيعاب اعجابه بـ "شهد" ووضعها في رأسه.. سيواعدها؟ كيف تحظى "شهد" بهذه الفرصة وهي لا؟.
تركت المقرمشات ونهضت لتنظر للمرآة بشك.. هل "شهد" اجمل منها حقاً!، تباً انه يجعلها تفقد ثقتها بنفسها حتى انها ترى نفسها اقل جمالاً من جميع من واعدهم، تكاد تؤمن انها قبيحة!.
تأففت بضيق وهي تتجه لغرفتها لتحضر عباءتها لترتديها فوق بيجامتها القصيرة وتغادر، ستذهب وتستنشق بعض الهواء النقي في الحديقة المقابلة للعقار التي تسكن فيه.
- ما تحاسبي
قالتها المرأة بغضب بعد ان اصطدمت بها "اروى" فأسقطت الأكياس التي كانت تحملها على الارض، رغم ذلك لم تكترث "اروى" ولم تساعدها بل أكملت سيرها، فهتفت المرأة بإستحقار وهي تلملم أشياءها من على الارض
- واحدة قليلة الذوق
توقفت "اروى" واستدارت لها.. انها مستعدة لخوض شجار، ردت بوقاحة وهي تعود للمرأة
- انتِ اللي قليلة الذوق مش انا
توقفت المرأة وهي تحمل أكياسها من جديد، نظرت لـ "اروى" بصدمة من فظاظتها.. كيف تُحدِث من اكبر منها بهذه الطريقة الفظة!، هتفت بإنفعال
- انتِ واحدة قليلة الادب اهلك معرفوش يربوكِ، دة انا قد أمك
تصاعدت الدماء بغضب لرأسها بعد سماعها لجملة "اهلك معرفوش يربوكِ".. فقد اصطدمت هذه الكلمات بقلبها بقسوة، رغم ذلك ردت بنبرة مرتفعة اشبه للصراخ.. بجانب نظراتها الغاضبة التي تكاد تفتك بهذه المرأة
- فعلاً معرفوش يربوني عشان مكنوش فاضينلي، ماشي!
ثم تخطتها بخطواتها المُتسارعة الغاضبة وبداخلها يغلي، ارادت ان تخرُج لتستنشق الهواء وتهدأ ثم تعود لشقتها لكنها عادت وحالتها اسوء من سابقها.
توقفت فجأة اثر إمساك احدهم لذراعها، كادت ان توبخ الفاعل لكن حين استدارت وجدته هو.. "يونس"، اضاق الاخير عينيه وهو يسألها بإهتمام
- مالِك؟ حصل حاجة؟
رؤيتها له زادت من غضبها فقط، دفعت يده بعيداً عنها وهي ترد بخشونة
- مفيش
ثم أكملت سيرها لداخل العقار فذهب خلفها، ولجت لداخل المصعد الكهربائي وضغطت على الزر الذي يحمل رقم الطابق التي تسكن فيه، دلف "يونس" للمصعد قبل ان يُغلّق بابه وظلت حدقتيه مُعلقة معها.. يحاول ان يفهم ما بها، فأدرك دون عناء انها تريد ان تبكي من حركاتها، فقد احمر انفها وبدأت بـ عض شفتها السفلية.
وكانت كذلك، فقد ضمت كفيها لبعضهما وحدقتيها مُعلقة بالأرقام التي تتغير.. تريد ان تصل سريعاً لشقتها وتغلق بابها فتبكي براحة، كم تكره شعور الشفقة التي تشعر به اتجاه نفسها.
اسرعت لتخرج من المصعد فور وصوله للطابق المطلوب، قبل ان يسألها "يونس" عن اي شيء كانت قد دلفت لشقتها وصفقت بابها؛ حك "يونس" جبينه بحيرة.. ماذا حدث معها لتصبح هكذا؟، اتجه لشقته وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله.. دلف وهو يضع الهاتف على اذنه ليصل له صوت والدته بعد لحظات، قاطع سلامات والدته الطويلة ليتطرق لسبب اتصاله بها
- اروى.. اتصلي بـيها يا ماما
- لية؟ فيها حاجة؟
- مش عارف حصلها اية بظبط بس حالتها مش مظبوطة، ممكن حد ضايقها
- مسألتهاش طيب؟
- مجاوبتنيش
- ماشي، اقفل وهتصل بيها
انهى المكالمة معها وهو يتنهد، ترك هاتفه على الكومود ليتجه للمرحاض ليأخذ حماماً ساخناً.
***
اليوم التالي
أنت تقرأ
نوفيلا "بين شِباكها"
Romanceلا شيء واضح هنا.. ليست قصة حُب عادية تعتقد أنك تعلم أحداثها لكن في الحقيقة!، انت لا تعلم شيء.. مُكتملة❤️