الفصل 04 : الدوق سبينسر -الجزء الثاني-

256 20 4
                                    

يعتقد البعض أن الحل الوحيد لتحرير الحزن الداخلي هو البكاء

لذلك يخبرونني أن أبكي كي يتحرر ما في قلبي ...لكن هل أستطيع فعل ذلك الآن؟

هل إذا بكيت من الممكن أن أتحرر من عذاب الضمير الذي أمر به؟

⚜️⚜️⚜️⚜️⚜️⚜️⚜️

ربما مشكلتها لا تخص أحد... ربما ما تمر به لا يعلمه أحد... لكن هل يعرف البالغون ما يشعر به أطفال مثلنا؟؟... هل يعلمون أننا نعاني بطريقة ما في داخلنا لكننا لا نستطيع إخبارهم... ربما هناك فئة من الأطفال لا يتحملون الألم ويبقون يذرفون الدموع أو الشكوى لأي شخص أمامه.... هذه الفئة من السهل التعامل معها... بينما الفئة الأصعب كانت أن يحمل الطفل على أكتافه عبء العالم... أكثر ما تكرهه هذه الفئة أن تكون مثيرًا للشفقة.. كبريائهم ما يجعل تعابيرهم تعبر عن نضجهم المبكر... أطفال تم إهمالهم.. أو أطفال تم تدمير حلمهم... أو أطفال تم سلبهم دفئهم..

إن كانت تريد أن تصنف نفسها من فئة فستكون الأولى والأخيرة... لقد تم إهمالها من قبل والدها.. وسلبوا الدفء الذي كان يغطي حياتها... كانت طفلة ميتة.. تنفسها هو ما يثبت أنها على قيد الحياة... وما يحزنها أكثر هو ذكر سحر الطبيعة... فقط ذكره لمسامعها يجعل عيونها تذبل تدريجيا...

كانت أمام عينه الآن تحاول وبكل جهد ألا تنظر إلى وجهه.. لكن لم يغب عنه نظراتها التي تحاول إخفاءها عن العالم... منظرها وهي تفعل هذا كان يذكره بذلك الشخص... لتردف قائلة مجيبة على سؤاله السابق:

"الأمر ليس كذلك"

"ما الذي تقصدينه؟"

كانت تملك صفات سحر الطبيعة... سحر تعريفه في اسمه... ما يتعلق بالطبيعة.. أرض، غابة، أشجار، نباتات حيوانات وطيور.... عندما نذكر الطبيعة ماذا يجول في خاطرك...الأخضر.. حقل من الزهور ...أو الهدوء... سحر يجلب الراحة إذا تم استخدامه.. التواصل مع الحيوانات كانت إحدى مميزات سحر الطبيعة.... ردها جعل من الدوق يعبس بغير فهم لتنظر إليه أخيرا بعد أن استطاعت كبت مشاعرها الداخلية:

"سحر الطبيعة ، هو سحر الخاص بأمي ، لقد ورثت بعض منه فقط"

رغم محاولاتها استطاع رؤية الألم عند ذكر والدتها.... فأردف وهو يتابع طريقه للأمام

"آسف لأني ذكرتك بوالدتك المتوفاة حديثا"

اتسعت عينا إيزيل ونظرت اليه بدهشة وحيرة واستفهام ...والدتها المتوفاة كانت معروفة لدى الجميع... لكن كيف عرف بأنها ابنة الأميرة موريانا ....'كيف عرف ذلك؟'...
لم تخرج يوما برفقة والدتها... لطالما كانت محروسة من قبل هيروك ولم تسمح لها والدتها بالخروج ليعرفها العالم وكأنها تحاول حمايتها من شيء كان أهم من حمايتها من الكونت بحد ذاته... بالطبع لا هيروك ولا هي ولا إيميلي يعلمون ذلك.. كانت حدودهم فقط الجلوس في الغابة الشرقية معا... أو ربما حينما تسللت مرة أو مرتين برفقة إيميلي وهيروك عندما كانت والدتها تقابل أحدهم...

لأجل كل من أساؤوا لأمي (فصل الانتقام )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن