الفصل الثاني و الستون : دموع من دم

21 6 0
                                    

قبل الكارثة العظمى ... احداث قصتنا اليوم تتحدث عن شيء حصل قبل آلاف السنين ... عندما كان العالم قارة واحدة ...

في احدى القرى الفقيرة ... كانت الأجواء تعيسة ... الهم يملأ وجوه سكانها ... السواد يظهر في وجوههم ... و الحزن ... كحزن السماء الرمادية .. لم يكن هناك يوم أكثر سوادا  من ذلك اليوم !

... صادف ذلك اليوم ... الصرخة الأولى لحياة جديدة ولدت في القرية .. ام قامت بإنجاب رضيع للمرة الثالثة ...لكن بعد ولادة هذا الأخير .. توفيت

في نفس اليوم الذي ولد فيه ذلك الفتى ... بعد أن كانت القرية قد عانت من المجاعة و الفقر ... انتشر وباء جديد .. قضى على نصف البشرية في الكوكب ... ليختفي الوباء في نفس اليوم من العام الذي بعده ... عندما بلغ الطفل اول سنة له !

كانت العائلة الفقيرة المكونة من اب و ثلاثة أبناء ، الفتى هو أصغرهم ... تعيش في كوخ مهترئ .. مثل جميع أهل القرية ... لم يكن هناك قانون في ذلك العالم ...

القتل ، السرقة ، الإغتصاب .. كانت من العادات و المسموحات ... القوي يأكل الضعيف .. و الجميع في يد الملك الغاشم ... كان العالم ينتمي لمملكة واحدة .. تحت حكم ملك واحد ... لكن كان جميع سكان هذا العالم يعيش في فقر و مجاعة ... لكن زادت الهموم ...

بعد عامين من ولادة الفتى .. و في نفس اليوم .. جفت مياه الآبار في كل أنحاء العالم و انعدمت الأمطار لسنة كاملة  ... و ماتت نصف البشرية مرة ثانية من الجفاف ...

هطلت اول قطرة ماء في نفس اليوم بعد عام .. اي عند بلوغ الفتى ثلاث سنوات ... لاحظ جميع سكان القرية .. و والده أيضا .. أن الكوارث تبدأ في يوم عيد ميلاده ... و تنتهي في نفس اليوم من العام الذي بعده ...

بعد مرور سنة .. و في نفس اليوم ... امسك الوالد بنصله .. و قام بربط ولده الكبير كالخرفان .. شهد الطفل ذو الأربع سنوات .. ذبحا لأخيه الكبير أمام أعينه ... لم يمتلك الأب خيارا سوى ذلك ... لكي يستمرو في العيش ...

قام الأب بسلخه .. و اخراج أحشائه ... و قدمها للطفلين ... مخبرا اياهما .. أن يبدئان في الأكل ... لمدة عام ... تناولت العائلة ... لحم الأخ الأكبر ..

بعد مرور عام .. و في نفس اليوم ... شهد الطفل ذو الخمس السنوات اعتقال والده من طرف حرس الملك ... و السبب وراء ذلك مجهول ...

فبعد ذهاب والده ... أراد أهل القرية قتل الفتى ! .. حتى اخوه الوحيد قام بملاحقته بالفأس رغبة في تذوق دمه التعيس ... الجميع أراد قتله ... ذلك الطفل الجالب للحظ السيء .. فغادر القرية هاربا ..

واصل الطفل معيشته متنقلا من قرية إلى أخرى ... حينما يتم رجمه .. ينتقل إلى قرية أخرى .. حينما يستيقظ بينما كوخه يحترق ، ينتقل إلى قرية أخرى ... عندما يريد الناس قتله ... ينتقل .. ينتقل ... استمر في هذا مدة سنة كاملة ..

Pride Of Justice ☆ فخر العدالة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن