الفصل الأول

1.8K 32 1
                                    

الفصل الأول

في المشفى

هدوء يحل علي المكان.... فهي هكذا منذ ما يقرب الساعتين... صامته... في عالم آخر... لا تشعر بشئ مما يدور حولها... فهي الان كعادتها في منتصف الطريق... دموعها تنهمر دون توقف... هي الآن في انتظار خبر تعلمه جيدا.... رحل وتركها... قطع شرودها ذلك المعطف الذي وضع على ظهرها... لتلاحظ اخيرا ما ترتديه.... احقا لم تنتبه لثيابها... فكانت ترتدي ملابس النوم خاصتها...... ضمت ذلك المعطف لجسدها لتتذكر ما حدث

Flash back

كانت تجلس على طاوله الطعام تقص لوالدها ما حدث بيومها حتى انهت حديثها وصعدت لغرفتها لتستريح بعد تعب يومها الدارسي.... لكنها سمعت لصوت افزعها... طلقات نار في منزلهم منذ متى؟!... تحركت من فراشها لتقابل والدها الذي اعادها لغرفتها نظرت في يده فوجدته يحمل سلاحه الخاص..دق الخوف أوتار قلبها... هي ليست المره الأولى التي ترى والدها يحمل سلاحه... لكن قلبها يخبرها بأن كارثه ستحدث ....هتف بها والدها بحده فهي مصدومه منذ رؤيته:حياه بسرعه اداري... معندناش وقت للصدمه عاد

الان تأكدت من ظنونها.... والدها يتحدث بلهجته الام... اخ من تلك اللهجه التي تسمعها من والدها في اوقات المصائب فقط.... تلك اللهجه التي حاولت تعلمها لكنها لم تنجح... فبالرغم من ان والدها صعيدي المنشأ... لكنها تتحدث مثل اهل القاهره... فهي محل ولادتها... وتتحدث التركيه مثل والدتها بطلاقه... فبالرغم من انها لا ترى والدتها الا في المناسبات الا انها حرصت على تعلمها  لتتواصل مع جدتها.... أما عن لغتها الانجليزيه والفرنسيه فهي من دراستها في المدراس الخاصه

فهي
"حياه راشد الأسيوطي... الابنه الوحيده او كما تعتقد هي... في نهايه المرحله الثانويه.... في عامها ال١٨ وستصبح في ال١٩ قريبا.... قمحيه اللون عيناها رماديه شعرها بني مزيج خاص من الجمال"

هي الآن تحتضن جسدها بخوف... تردد ما تحفظه من آيات قرآنية ... تستمع لطلقات النار من خارج المنزل وداخله... وفجأه هدأت الأصوات... لتخرج من مخبأها... لتصدم مما رأته... شهقت بفزع حينما وجدت والدها ملقي على الأرض ينزف بشده وبجواره العديد من جثث حراسه

اقتربت منه بجسد مرتعش.... لتجثو على قدمها جواره

هتفت بتردد :با.. بابي
اجابها والدها بأنفاس متقطعه وهو يمرر يده على وجهها بحنان :حياه... بنتي... خلي بالك على نفسك.... ليكمل ببسمه شاحبه :بحبك يا حياتي

سقطت يده... ليسقط قلبها معه... بدأت تصرخ وتضرب اقدامها في الأرض بعنف... وهي تضم والدها... تردد كلام غير مفهوم.. لتشعر بيد تجذبها... نظرت له لتجده ابن عمها
ابعدها عن جسد والدها ليحمله متجها الي سيارته... ليعود يأخذها معه... لكنه اخذ جسد بدون روح.... فقد ذهبت روحها مع والدها

Bake

خرج الطبيب من حجره العمليات ليزيد قلبها من دقاته
تحدث الطبيب بحزن :للأسف يا عمار باشا... مقدرناش نعمل حاجه... الحاله كانت متأخره... البقاء لله

حياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن