الفصل الثانى

5 0 0
                                    

بدأت رحلة سليم وأحلام آسيا ولا سيما حماسة خالد الملتهبة ؛بدات رحلة الشبان الثلاثة وبدأت معها حياتهم .
ركبوا القطار جميعا وكل منهم يفكر بأمر معين ؛امر يخصه ؛يخصه وحده .
خالد :حسنا يا شباب هل انتم مستعدون ؟
سليم:اجل..هل انتهيت من تلك الافتتاحية الدرامية
خالد بملل :انت حقا بارد.ثم مال على آسيا قائلا:حسنا فهمنا انكما لستما معا؟لكن كيف تتحملينه كصديق؟؟؟
قهقهت آسيا بخفة ثم ابتسمت بصمت ؛عيناها الثابتتان على سليم الذى كان ينظر من النافذة بالهام كانتا تتحدثان نيابة عنها حتى لاحظ ذلك خالد قائلا بصوت منخفض :نار الحب اذا!.
سالت آسيا باستغهام:ما الذى تنوى فعله بعد ذلك
اجاب خالد:البقاء معكم
سليم:ماذا؟
خالد:لقد احببتكم انتم طيبون بالرغم من برودك انت قال مشيرا إلى سليم الذى نظر له بضجر
اكمل خالد:لكنى احببتكم حقا واريد أن اكمل رحلتى معكم هل تسمحون؟
آسيا: بالطبع ايها البطل
سليم:هل جعلتيه بطل بهذه السرعة؟؟
نظرت له آسيا بصمت؛لا تصدق أنه لازال غاضبا منها ؛حسنا هى أخطأت لكنه ايضا أخطأ
قال خالد كاسرا ذلك الصمت الذى دام نحو١٠ دقائق وهى مدة لا يتحملها ابدا:حسنا لنجلس اولا ثم نلعب لعبه .
جلسوا فى مقاعدهم ؛فاخرج خالد فورا البطاقات
او كما تسمى"كوتشينه"
سليم:العبوا انتم انا لا
خالد:ارجوك يا سليم العب دور واحد فقط
بعد محاولات مستمرة مع الأمير سليم وافق اخيرا على اللعب معهم .
خالد :حسنا نلعب لعبة الشايب أو الحكم سنفنط البطاقات ونضع شايب وحيد ومن يقع بيده هذا الشايب يتم الحكم عليه من قبل كل اللاعبين
سليم:لا تعجبنى هذه اللعبة
آسيا:ارجوك يا سليم دعنا نستمتع قليلا
سليم :حسنا فقط من اجلك
لاحظ سليم ما قاله لكنها هى تلك الحقيقة فهو يريدها أن تكون سعيدة ؛بينما لم تعلق آسيا على ما قاله على الرغم من قلبها الذى يرقص فرحا
خالد كاسرا تلك اللحظة الجميلة :حسنا فلياخذ كل منا ٥بطاقات وليسحب كل منا بطاقة من الاخر .
بدأوا باللعب ولهب الحماسة يشتعل ؛وضحكاتهم ترتفع زاعجة لمن حولهم لكن من يهتم؟؟
استمروا باللعب حتى تبقى سليم وآسيا كل منهم كان معه ورقتين سحب سليم ورقة من آسيا تردد اولا ثم ثانيا ثم ثالثا لكن فى المرة الرابعة سحبها ؛اراها لهم بخيبة أمل.
خالد ضاحكا ضحكته العالية:هههه؛من وقع بيده الشايب؟؟سليم .
كانت آسيا غارقة في الضحك كانت أول مرة يراها سليم تضحك ؛تضحك ضحكتها الغريبة ؛ضحكتها التى تشبه ضحكة القرد ؛لكنه احبها ؛احب ضحكتها؛احبها هى .
خالد:صمتا؛دور الحكم جاء ؛والان يا سليم باشا حكمى عليك هو أن تعتذر لاسيا
سليم بغضب:لما؟ ماذا فعلت؟
خالد: كنت غير حقانى وتكلمت معها بطريقة لا تليق بها
سليم:هى ايضا تكلمت بطريقة لا تليق بى
خالد كأنه يفكر:عندك حق ؛آسيا اعتذرى لسليم
آسيا:لما ؟؟انا؟؟
خالد: اجل والا سالقيكم انتما الاثنان من القطار هذا
آسيا بعد تفكير:عندك حق يا خالد.قد اكون أخطأت عندما ارتفع صوتى واعتذر لك يا سليم
سليم مديرا وجهه :انا ايضا اسف يا آسيا ؛نكلمت عن الرجل بطريقة سيئة
شعرت آسيا كان روحها رجعت لها ؛فرحت أنه عاد ؛عاد سليم الذى اصطدمت به فى العربة ؛اللطيف الذى عاملها بود ؛عاملها كأنها إنسانة حقا .
هو أيضا شعر نفس الشئ ؛شعر بأن فتاته عادت له ؛بالرغم من أنهما لم يعترفا ؛فقد تقابلا البارحة؛الا انه اقتنع بسببها أن الحب لا يعرف وقت فقط ياتى هكذا
نظرت له آسيا نظرتها المعتادة ؛نظرة حب .
خالد:ياله من موقف رومانسى حقا ؛انا لا اتحمل هذا الحب الرحمة .قالها بدرامية قاتلة ؛قاتلة من الضحك
نظر كلا من آسيا وسليم باحراج
قال سليم محاولا تغيير الموضوع :صحيح يا خالد حدثنا عن نفسك قليلا.
خالد:حسنا...انا شاب فى الاثنين والعشرين من عمره؛لست غني ولست فقير ؛واثق دائما من نفسى ؛تجرى الفتيات ورائى ؛و الأهم انى املك وسامة يحسدنى الشباب عليها .
قال جملته الأخيرة فى فخر ؛بينما سليم و آسيا كانا يحاولان كتم ضحكتهما على كلام خالد
آسيا محاولة كتم ضحكتها:انت حقا واثق فى نفسك يا خالد لم تكذب
سليم:اليس لديك اى بطولات فى مجال غير النساء
قال خالد بفخر:هل لديك على الاقل انت فى هذا المجال ؟
رد سليم :لا ..ابدا
قالت آسيا:اذا انت لم تحب ابدا؟
تفاجأ سليم من سؤالها ؛لم يتوقع انها قد تسال سؤال كهذا ؛ليس وحده من تفاجأ ؛بل خالد ايضا
رد سليم بشجاعة لم يعهدها الا هذا اليوم:بلا احببت
شعرت آسيا بخنجر طعن فى قلبها بعد سماعها رده
لكنه اكمل يحدق فى عينيها البنيتين:احببت فتاة تصطدم بى فى القطار ؛لذا اجل احببت .
بقت آسيا شاردة لا تصدق ما قيل منه للتو... حتى أنها صفعت نفسها لتتاكد انها لا تحلم لكن لا... لم يكن حلم
آسيا:ماذا تقول؟
قرص سليم خالد ليفهم الاخر ويردف :حسنا اترككما الان؛انا ذاهب لدورة المياه .
آسيا:سليم ماذا تقول ؟؟
سليم:اقول ما شعرت به تقابلنا ليوم واحد ؟اجل .احببتك بسرعة؟اجل .هل احبك يا آسيا؟اجل؛احبك حقا .
"لكنك لم تعاشرنى سوى ليوم واحد ...كيف يمكنك معرفة انك تحبنى هكذا؟؟
ابتسم سليم :"لا اعلم الحقيقة...لكنة ذات مرة قرات ان الحب هو ذلك الشعور الذى يسرى بجسدك ليشعرك بالامان اليس ذلك هو الحب؟
ابتسمت اسيا بدورها واحمرت وجنتاها من الخجل:"اجل ...اظن ذلك"
"ماذا عنك؟هل تبادلينى نفس الشعور؟؟"
أومأت اسيا براسها ليفهم سليم فورا _بالتاكيد فهمت اجابتها انت ايضا_
ظلا ينظران لبعضهما ...لكنها لم تكن نظرة عادية
بل كانت نظرة مليئة بالحب والرحمة والحنان ..الحنان الذى كان كل منهما يبحثان عنه.
قاطعهما خالد قائلا بسرعة :آسف يا شباب على مقاطعتكما؛ لكن هناك أمر يجب أن ترياه فورا
نهضا دون استيعاب ساروا الثلاثة حتى وصلوا مع خالد ؛وصلوا لمكان به اضواء كثيرة ؛طاولات فاخرة
؛نوافذ كبيرة ؛خمر من اجود الانواع ؛واشياء أخرى لا يكفى وصفها .
ظلوا ينظروا بعدم استيعاب غير فاهمين
آسيا:ما هذا يا سليم؟كيف وصلت الى هنا يا خالد ؟
خالد:لا اعلم كنت اتجول فوجدته صدفة
سليم:لا أعتقد أن وجودنا هنا جيد دعونا نخرج
خالد:لما ؟!!لقد آتينا للتو دعنا نستمتع "قالها خالد بينما يجلس على كرسى إحدى طاولات الصالة الفاخرة
آسيا:سليم محق نحن فى مكان غير مكاننا
قاطعهم دخول فتاة وضح من ملامحها انها اجنبيه .
"سليم اشتقت اليك كثيرا "قالتها الفتاة وهى تحتضنه كانها تعرفه من زمن او بالاصح ...كانها تحبه من زمن.
خالد باستغراب شديد:ما هذا؟؟من تلك؟اتلك اختك؟
سال خالد سليم متعجبا مما امامه.
لم يجيبه سليم الذى ترك الفتاة متوجها لاسيا التى كان عقلها بحالة تشوش كبير.
امسك يديها الصغيرتين بيديه ؛محتضنا اياها؛رافعا وجهها بسبابته سائلا اياها:
"انا متأسف ... اعلم انى حتى وان تاسفت سيحترق قلبك بكل الاحوال ...لكنى حقا آسف "
نظرت له آسيا بعدم فهم ؛لكن قلبها اخبرها ان ما سيحدث الآن ...يبدو انه سيكسرها كثيرا .
"لا اعلم ...هل تريد ان تحرقنى انت؟"
صمت سليم.ظل يتاملها ؛فكم سيشتاق اليها؛هو يعلم ان نار الشوق تلك تحرقه وستحرقه ابد الدهر؛لكنه لم يهتم.فقد شعر بتلك الوخزات بقلبه اثر احتراقها هى.احتراق قلب حبه الاول ...والاخير.
"ماذا...تكلم".
افاق من غفلته على صوتها الذى تعالى ليبادر هو قائلا او بالاصح...معتذرا.
"انا احبك ..احبك كثيرا اكثر من اى شئ ؛لذا ارجوك استمعى لى جيدا"
اومات اسيا بتوتر ليكمل:
"آسيتى...احيانا تكبلنا قيود القدر .. من جانب هى قيود لا نستطيع تحملها ؛ومن الجانب الآخر لا نستطيع رفضها.نتعب كثيرا؛ونحترق كثيرا .نتمنى لو اننا لم نولد يوما ؛لكنها الحقيقة التى لا نستطيع الهرب منها ؛ وواقعنا الذى نسجن به ."
كاد ان يكمل حديثه لولا صوته الذى انخفض فجاة اثر رغبته البحتة بالبكاء.
"سليم ...ماذا يحدث الان؟ما الكلام هذا؟ما الامر؟".
ترجته ان يجيبها ؛املا ان يطفى ذلك الحريق الذى يلتهم قلبها الصغير.
"اسيا...سليم الذى عرفتيه ؛ربما كذب عليك بكل شى
لكن اعلمى جيدا؛ان كلمك "احبك" خرجت من عمق قلبه .واعلم انك ربما لن تسامحينى ...لكن سامحينى ارجوك"
قال جملته الاخيرة بتوسل قبل ان يترك يديها متوجها ناحية تلك الفتاة الاجنبية التى لعنتها اسيا فى تلك اللحظة ؛بينما سليم نظر لصديقيه نظرة اخيرة.يريد البكاء لكن لا يستطيع.يريد الهرب معهم لكن لا يمكن ، فكما قال ...بعض القيود لا يمكن اتحرر منها الا بالعزيمة والايمان وهما الشيئان الذى لم يملكهما يوما.
اردف سليم مودعا اياهما:
"ارجوكم سامحونى يا رفاق...احيانا الرحلات التى نحبها لا نستطيع اكمالها حتى...لا اطلب سوى السماح".لم يكد يدر ظهره لهما مغادرا مع الاخرى الشقراء حتى رن ذاك الصوت باذنيه.
"انتظر"
نادته اسيا ليلتفت لها لتكمل هى قائلة:
"استمعت انا ...حسنا ؛لذا اسمتع لى جيدا ....هل احببتك؟اجل.هل اقسمت على ان اهبك حياتى وروحى؟لا انكر ابدا؛وكما قلت انت ...احيانا رحلاتنا التى نحبها لا نستطيع اكمالها حتى.لكن اعلم انى حتى وان سامحتك يوما ؛لن انسى ذلك اليوم و ما فعلته لى هنا والآن .ربما صدقت بكلامك لى ؛لكن ما كان عليك ان تقل ما لا يمكن فعله .و ها نحن نفترق هنا واتمنى لك حياة جيدة ؛لانى بعد كل شى..لازلت لا استطيع التوقف عن حبك ؛ولا استطيع كرهك ؛فكما هناك رحلات لا نكلمها...هناك مشاعر لن نتمكن يوما من دفنها"
قالت كلماتها التى امتلات بالحزن الشديد والتانيب كذلك لسليم الذى لم تتحرك عيناه من على الارض .لم يستطع حتى النظر فى عينيها ...لان ببساطة لا يمكن ان تقتل نفس وثقت بك لتعتذر بعدها كانك لم تقترف اى شى بحقها.فاما تتحمل ثمن ما ارتكبته ؛واما اذهب دون رجعة واسلك ذاك الطريق الذى لن يوازى يوما طريقها.
"لن اقول الى اللقاء تلك المرة...وداعا يا سليم...وداعا"
قالت عبارتها الاخيرة لتشير لخالد خارجة من الغرفة ...تلك الغرفة التى دفنت بها قلبها.فبعد كل هذا لازالت لا تعلم الدواء الآن؛فما دواء جرح القلب الا الحب!.
نظر خالد تلك المرة الى سليم نظرة اسى وخيبة :
"انت تعلم جيدا ما ارتكبته اليس كذلك؟؟أسفى عليك."هم بالذهاب هو الاخر لكنه توقف ليلتفت مرة اخرى الى سليم :"اتعلم ؟لقد اعتبرتك صديقا حقا لا اعلم لما ...لكنى اعتبرتك كذلك".
وجه خالد كلامه لسليم الذى رفع راسه سريعا على اثر كلام الاخر .لم يحصل يوما على صديق هو ايضا؛لياتى ذلك اليوم؛ليخسره هو بيديه وباختياره.
"وداعا ...ومن الافضل الا اراك ثانية"
اردف خالد ليتركه ذاهبا؛حتى خرج من الغرفة تاركا سليم مع تلك الفتاة المجهولة.
نظر سليم لصديقه الذى اختفى فى الظلام نظرة اخيرة متمتما:"ربما كنا لنصبح معا النهاية...لكن بحياة اخرى".

محطة الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن