الفصل السادس

2 0 0
                                    

اخذ يتسلل خالد فى الطرقات متجها نحو بيت الشجرة حيث اتقفا هو ولارى ان يتقابلا.
هرول حتى وصل لتلك الشجرة متسلقا اياها ليقفز داخل ذاك البيت الذى بلا من مرور السنوات عليه.
وضع حقيبته على ارضيته الخشبية وهو يجول بعينيه هنا وهناك مستعيدا ذكريات ذلك البيت الذى لطالما قضى وقت طفولته مع امه به.
عاد لوعيه بسماعه صوت ....لم يكن صوت عادى بل كان صوت شخص وكان ذاك الشخص يتسلق البيت ؛اختبا خالد فورا فى سرداب البيت الصغير لفزعه من احتمال كون لارى قد كشف .
لو يكن به فتحات لذا لم يستطع ان يستطلع بعينيه ما يحدث بالخارج ...اغلق عينيه ...كان خائفا من المصير الذى سيلقاه لانه...لانه لم يكن يريد ان يلقاه .
انفتح باب السرداب فجاة ليجذبه شخص من ملابسه ؛استعد فم خالد بتلاوة بعض الصرخات المتتالية التى اخرسه ذلك الشخص واضعا يده عليه.
كان ذلك الشخص هو لارى الذى أردف قائلا" ما بالك؟الا تعلم انى قادم؟"
نظر له خالد ...استغرقته عدة دقائق حتى قفز لوكاس محتضنا لارى والدموع فى عينيه .
انصدم لارى ؛لكنه بادره العناق واخذ يربت على ظهره بخفة؛ليضع يديه عل كتفيه مخبرا اياه"اياك ان تخاف ..فالخوف للجبناء ؛والشجاعة لنا نحن الاقوياء فهمت؟".
اوما خالد فاهما ؛ماسحا دموعه التى كادت تنهمر ليجذبه لارى من يده .
"علينا ان نسرع قبل ان يلاحظا غيابى او غيابك".
اخذا يترجلان من الشجرة حتى وصلا للارض ليسمعا ذلك الصوت الذى كرهه خالد واشمئز منه دوما.
"الى اين تزعمون بالذهاب؟"
توقف الزمن للحظات بخالد ؛ادرك انها نهايتهما التى كان دائما يخاف منها؛نهاية امه التى لا مفر منها...اخذ يسال نفسه :
"احقا تلك النهاية اذا؟هل عانيت طول تلك السنين وتحملت الم موت امى ...لتكون تلك نهايتى؟؟لما؟لما نحن نموت؟لما لا يموت هو؟؟لما لا يموت الوحش؟"انهالت عليه تلك الأسئلة ليجثو على ركبتيه ....انها النهاية.
"لا تلمس خالد انا من ارغمته على الهرب"
نظر خالد ليرى لارى يتحدث بثبات دون خوف ابدا...كيف له ان يكون هكذا؟كيف له ان يكون شجاعا هكذا؟.
لكن ليس دوما ما نراه ونصدقه حق ...كان خائفا ...ليس من موته او حتى من تعرضه للتعذيب او الضرب المبرح .كان خائفا على ذلك الصغير الذى لم يرى شئ بعد فى ذلك العالم الكبير؛حسنا ..قد يكون مظلم لكنه جميل ...كل الجمال.
ظلت تلك الجملة تتردد فى اذن فتانا الذى كادت الدموع تنهمر من عينيه (اللون) لتنتقل الى والده الذى نظر الى لارى بعينين تبين منها خالد وربما لارى ايضا نيته.
"هكذا إذا...فهمت" قالها لينظر له خالد باستغراب لكن لم يعره اهتماما ...وثب لارى بدوره نحو خالد ليضع ذراعه على كتفيه محاولا ايقافه على قدميه "هيا يا خالد"
"اذا ساعود لذلك المكان الذى ثانية؟"
"لا"رد عليه روبرت الذى كانت ملامح وجهه غريبة...غريبة بشكل ملحوظ.
"اذا لاين ساذهب؟؟لا تقل لى انك ستجعلنى اقابل امى اخيرا؟؟"قال الاخيرة بسخرية من ليس لديه شى اى شى ليخسره.
ضحك روبرت ضحكة مطولة ليردف قائلا"فتى ذكى "مخرجا ذلك المسدس الاسود ...ذاك الذى قتل به امه؛ ليصوبه ناحية خالد ...امام قلبه بالضبط.
لم ينتظر روبرت اى مقاومة ...فقد ضغط على زناد المسدس دون اكتراث ان ما يقتله هو ابنه ؛لتخترق قلبه بالفعل لكن ذلك لم يكن قلبه.. بل قلب تضحية...قلب صديق اختار الموت من اجل حياة الاخر ...اجل...كان قلب لارى .
لم تمر ثوانى حتى وقع لارى على ركبتيه فظهره ليمسك به خالد الذى لم يصدق عينيه ؛لتنهمر الدموع على خديه...وضع يديه على صدر لارى محاولا ايقاف النزيف دون فائدة...اخذ فى الصراخ...ذلك الصراخ الذى حبسه منذ يوم وفاه امه.
"لارى ..ارجوك لا تمت ...لا تمت يا احمق ...لا تفعل ... لا تفعل ارجووووك...الله ...لم اخسر جميع من احبهم؟؟؟لما؟؟"اخذ يردد كلامه وسط صرخاته المتتالية .
"خالد .. بنى ...لطالما تمنيت ان تكون ابنى انا"قالها لارى والابتسامة تعلو وجهه...تلك الابتسامة التى عرفها خالد حق معرفة.
ادرك خالد انها النهاية ....قد ضحى لارى بروحه من اجل ان يحيى هو؛لذا يجب عليه الا يسمح له ان يذهب سدى.
"وانا.. انا طالما تمنيتك ابا لى يا لارى...لطالما احببتك ...ساشتاق اليك ...يا ابى"
حاول لارى التحدث وسط أنفاسه المتقطعة ليقول كلماته الاخيرة...كلماته التى لم ينسها خالد ابدا
"انا سعيد...كن بخير دوما..بنى"
قالها لتنقطع انفاسه ؛ويتوقف قلبه عن النبض...للابد .
اسند خالد رأسه على صدر لارى الذى ارتفع صوت بكائه اكثر واكثر.
مرت بضع دقائق حتى رفع خالد رأسه مغمضا عينى لارى واسند راسه على الارض بخفة.
"انت قتلت لارى ...انت قتلت امى...انا ساقتلك"
قال كلماته تلك لينظر سريعا لوالده الذى وقف امامه ...كانت المرة الاولى التى شعر بها روبرت بالخوف ...كانت عينى خالد مختلفة ..لم تكن عينيه المعتادة ...كانت عيون منتقمة.
ادرك خالد حينها انه سيخرج من تلك البقعة اما قاتلا او مقتولا ليقف بثبات امام والده مستعدا للمصير ... المصير الذى كان دائما مجهول ...حتى ذلك الوقت.
______________________________________
"وماذا بعد؟"
نظر خالد لصاحب السؤال الذى كان كالعادة اسيا مجيبا:
"ماذا بظنك؟"
كانت اسيا مدركة لما حدث لكنها لم ترد قولها .
"انت قتلته اذا؟"قالها سليم الذى نظرت له اسيا نظرة بمعنى "كن رحيما "؛لكن لم يعرها سليم اهتماما وظل ناظرا ناحية لوكاس الذى كاد ان يتفوه بالكلام ؛بالماضى الذى لا يعمله سوى الله ثم هو .
ليستوقفه خروج الطبيب ؛ليندفعوا جميعا نحوه متسائلين عن حالة تلك المسكينة؛غافلين عن ما حدث؛تاركين اياه فى صدر ذلك الفتى ذو الخامسة عشر عاما.
حاول الكبيب نشر روح الراحة قليلا قائلا:
"لا تقلقوا...تلك نوبة عصبية فقط فليس هناك ما يدعو للقلق ؛هى قد افاقت للتو يمكنكم الاطمئنان عليها"أردف الطبيب ليطمئنهم قليلا ؛لم تمر لحظات حتى قطع طمانينتهم .
"لكن ما يثير عجبى؛تلك الكدمات والعلامات على جسدها ؛بالاضافة الى وجهها الممتلئ ايضا بها كان... كأن هناك شخص يتعدى عليها بالضرب كما انها حسب قول انسة آسيا كانت تردد كلمات مثل :ابتعد؛لا تضربنى ..كانها تترجى من احدهم عدم التعرض لها "صمت لبرهة ليكمل قائلا"كل ما استطيع قوله لكم انا تلك الفتاة هناك...قد تعرضت لماضى قاسى ...ماضى قد لا يصدقه احد حتى ؛لذا لا تتركوها ابدا؛ابقوا بجانبها "انهى كلامه كانه يامرهم ...كانه يعلم ما داخل تلك الفتاة؛ليومؤوا له شاكرين اياه شكرا جزيلا.
عم الصمت قليلا ؛لتتحدث اسيا التى طال شرودها فى امر ما لتفرج عنه "اتعلم يا خالد؟"
التفت لها خالد ليحرك راسه متسائلا عما تريد قوله.
_"انا لا أهتم لماضيك .. كل ما أعرفه انك خالد صديقنا .. ولست بحاجة لمعرفة تزيد عن ذلك"
_"انا أكثر الناش حظا بوجودكما معى هنا"
نهض ليحتضن الاثنين .. حابسا لدموعه التى افتتح مجراها .
_"هيا بنا لندخل لنراها حسنا؟"
هم الجميع بالدخول ليوقف سليم خالد ممسكا اياه من كتفه"انتظر انت .. حسنا .. أنا أيضا كما قالت هى لا أهتم لما حدث لك من قبل .. لكن هل ستستطيع ان تخبرنا يوما بنهاية القصة؟".
_"اظن ذلك .. بعد كل يجب أن اخبرك .. لأنك أخى"
امتلا قلب سليم بالحبور فجأة .. ربما لانه حصل اخيرا على اخ بعد امد طويل .
_"حسنا لن انسى"
_"هيا بنا الان"
اومأ الجميع ليدخلوا الى غرفة الفتاة ؛ليجدوا حسناء لم يستطيعوا استبيان جمالها عندما راوها بالاول نظرا لحالتها التى لم تكن يرثى لها.
كانت مستلقية على السرير مديرة وجهها لجانبها وقد شردت بتفكيرها كثيرا...يظن المرء انها سافرت بعقلها ولن تعود ثانية.
قاطعها ذلك الصوت الانثوى الذى سمعته من قبل
"هل انتى بخير الان؟"
التفتت لتجد فتاة وشابين اخرين .نظرت لفتاة طويلا
محاولة تذكرها ؛لتتسع عيناها عندما تعرفت عليها.
لتتفوه بالكلام القليل "ان...انت تلك الفتاة..."
"اتقصدين من وجدتك هناك؟"قالتها اسيا مشيرة ناحية الباب لتفهم الفتاة قصدها .اجتمعت الدموع بعينيها موجهة نظرها بعيدا عن الانظار "ماذا رايتى هناك؟هل قلت انا شى؟"
"حسنا..قلتى القليل لكننا لازلنا نحتاج ان نفهم ما بك ؛ارجوك اريد مساعدتك يا... "
"ناره...اسمى ناره"اجابت بامتضاض.
"اسم جميل "لم تكن اسيا تلك المرة...توجهت الأنظار لذلك الذى تفوه للتو الا اردايا بما جال بقلبه؛لينظر لهم محاولا اخفاء نفسه؛او بالاحرى احراجه؛اجل كان خالد.
"شكرا ..انك اول من يقول ذلك لى"
لمعت عيناه ودق قلبه ليبستم ببلاهة "حقا؟هذا غريب ؛هذا اجمل اسم سمعته بحياتى "نظر له سليم ليضربه على بطنه "اهدا قليلا ايها الفارس المغوار". لتنظر لهما الفتاة بالقليل من التعجب ؛لا سيما عن ذاك الشعور الغريب الذى ملا قلبها لسبب لم تعمله .
"اصمتا انتما الاثنان قليلا حسنا"انفجرت اسيا بهما لينظر كل منها الاخر بنظرة لوم .
"حسنا تحدثى نحن نسمعك"
صمتت ؛صمتت كثيرا لتنفجر فى البكاء والنحيب.
حاولت تهدئتها ليتدخل خالد ..قابلته اسيا بإشارة بيدها بمعنى"لا تتدخل الان".
"حسنا حسنا..مر كل شى ؛مهما رايتى فقد مر ؛فقط اهدئى ارجوك ".
تعددت اسيا محاولاتها فى تهدئة ناره التى بائت بالفشل ؛لتمسح الاخرى دموعها بيديها عن وجنتيها الورديتين .كانت تحاول ان تتحدث ؛كانت تريد ان تخرج ما بجوفها لعدة سنوات؛وها قد سنحت الفرصة.
نظرت ناره لاسيا مستردفة:
"انا ...انا..مللت كثيرا ...من الاحتراق ...مللت من رؤية الوحوش يوميا ...سئمت من تلك للنيران التى انتشلت جوفى؛اتعلمين شيئا؟كنت احترق كل يوم ؛روحى كانت تذهب كل ثانية .لم ارى يوما رحمة من احد.عشت كالعبدة المغفلة ولا استطيع التحمل اكثر من ذلك .تحملت كثيرا ؛حقا كثيرا ؛تحملت ما لا يتحمله بشر ...انا ...تمنيت دوما ان ينتهى لكنه لا ينتهى ابدا ؛دموعى اعتادت على الانهيار حتى انها لم تعد تاتى ؛لقد احترقت بما فيه الكفاية وتعذبت كثيرا ؛رضيت بالوحدة لكنه لم يكفى ...لكن الان كفى ..كفى"قالت كلمتها الاخيرة بصراخ وهى تقفز من فراشها .ارادت الابتعاد .لم تصدق انه تبقى بشر جيدون فى هذا العالم .تريد ان تعيش وحيدة بعيدا عن اى شخص قد يسئ اليها ثانية .
خرجت من الغرفة مهرولة ليلحقها الثلاثة .
ظلت تعدو وتعدو ؛لم تشعر الا بتلك اليدين التى جذبتها من ذراعيها و ضمتها الى صاحبها .
"انتظرى ...انا اتفهمك جيدا.تعذبنا كثيرا وفقدنا احبائنا.انت لست وحدك ؛لانك مثلى ؛مثلى تماما .لكن ارجوك لا تبكى ثانية ؛لا تحزنى ولا تحترقى "كان ذلك خالد الذى خرجت منه تلك الكلمات من صميم قلبه ؛مبكية الاخرى التى تتعذب من نار كادت تلتهم روحها .
ضمها اكثر اليه وقد انهمرت دموعه هو ايضا"اذا احترقتى ؛احترق ايضا ؛لكنى اخمد نار قلبك.اكون دائما معك تذكرى ذلك ...ناره"
تفوه باسمها ليتنفض جسدها باكمله "ارجوك ساعدنى "
توسلت اليه وهى تبكى اكثر واكثر .
كانت كلماته كالفيضان : تهد شى بها ؛لكنها ايضا كانت تضمد جرح كبير داخلها.
تزامن مع تلك اللحظة وصول اسيا و سليم .. اللذان نظرا بأسى وسعادة فى آن واحد.
الفتت اسيا سليم متسائلة:
"نعم"
"اجل؟"
"هل تظنين اننا لنا القدرة على مساعدتها ؟"
"اتمنى ذلك ...اتمنى ذلك".اجابت اسيا مختصرة الحديث .. لأنها أيضا جرحها لم يضمد بعد.
قطع تلك اللحظة نداء .. التفتت ناره الى صاحب الصوت لتجدها اسيا التى نظرت لها بابتسامه خفيفة لتردف"انتى الان صديقتنا لذا اذا اردتى ان تحكى لنا او طلب المساعدة منا سنكون اول من يحتضنك"
"ماذا عنى؟"تساءل خالد لترد اسيا :
"تعلم جيدا أنى أكثر من يتحملك"
"حسنا أعلم .. والآن اصمتى "رد عليها خالد ليشمر عن ساعديه استعدادا ليتعارك معها قليلا؛وهى بدورها لم تتخاذل .
الا انه اوقفهما سليم ليسكنا بمكانهما .. وجه نظره ناحية ناره التى شعرت بقليل من التوتر ليقول:
"أنا أيضا.. اذا احتجتى لى ستجدينى بالتأكيد"
نظرا آسيا و خالد لبعضها بتعجب .. لكنها سرعان ما تبدلت بفرح .
"شكرا لكم حقا على كل شى..انتم اناس طيبون كثيرا" قاطعتهم ناره التى شكرتهم لتكمل"لكنى لا استطيع التحدث لذا ..ارجوكم لا تضغطوا على"
"حسنا على راحتك لكن تذكرى اننا معك حسنا؟"اجابتها اسيا بتفهم لترتاح الفتاة اكثر؛لكن كان هناك ذلك الذى لم يكن راضيا بما جرى ؛راى انه له الحق بمعرفتها ؛فهمها والتعرف على ماضيها .
"هل تريدين ان ترتاحى قليلا فى السرير"سالتها عليها اسيا لترد الاخرى:
"اجل اكون شاكرة كثيرا"
ذهبت الفتاتان الى غرفة اسيا ليستلقيا قليلا تاركين الشابين وحدهما.
"تلك الفتاة مسكينة حقا"تمتم سليم للواقف جانبه
"اجل... لكن لو تحدثت لعرفنا امرها وساعدناها .عجيب امرها تلك الفتاة".
تذمر خالد لينظر له سليم الذى اوشك ان يصفعه على وجهه لعدم تفهمه .. الا يفهم ابدا؟؟.. كونها غير قادرة على التحدث يعنى انها تعرضت لما هو أسوأ ؛لكنه ارخى اعصابه ليغير نظره الى تلك النافذة بجانبهما مردفا"انت لا تعلم دوافعها ولا تعلم ما الذى تعرضت له ؛فقط اعطها القليل من الوقت.الفتاة قد خرجت للتو من صدمة تفهم قليلا يا رجل".
نظر له لوكاس نظرة جانبية ليهز راسه .لكن سليم ادرك انه لازال غير مقتنعا.
"اسمع ...لا توجه لها كلام قد يؤذيها .دعها تتحدث من نفسها فهمت؟"
"حسنا حسنا فهمت انا لست طفل.. حسنا".
رد عليه لوكاس بعدم اهتمام ؛ وعدم ادراك ان سليم يقول له ذلك لكونه طفل كبير بحق.
"حسنا اترك الامر لك .سادخل استلقى قليلا.فقد مرت ساعات ولم انم ابدا ".
ترجل سليم نحو غرفته ليعيد نظره للوكاس الذى ظل منتصبا مكانه ليساله "ماذا عنك الن ترتاح قليلا ؟"
"لا لا اريد...ساظل هنا "
"حسنا على راحتك"
تحدث سليم تاركا ذاك وحده مع الأسئلة والاستفسارات التى حشدت عقله.
مال خالد ناحية النافذة اكثر ؛مرخيا يديه على زجاجها متمتما"ترى من أنت .. من انت يا ناره؟؟"
نطق تلك الكلمة الاخيرة و عينيه امتلات بالاصرار والتصميم على المعرفة .
لم تمر دقائق حتى اعتدل خالد و هم بالذهاب ليخلد إلى النوم .. أو بالاصح ليهرب من أفكاره .. التى ستأتى له حتما فى أحلامه.

______________________________________

محطة الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن