" ليس هُناكَ ما يُدعی بالمُحال ولهذا خُلق لنا الخيال "
عادتْ بغضبٍ إلی القاعة وهي تحاول السيطرة علی نفسِها لكي لا تقع في مُشكلةٍ ليس لها وقت لحلِّها وكانت الدكتورة في إنتظارها وملامحها لا تنوي علی الخير إطلاقًا وعندما وصلت ليندا صرخت بها بل وشتمتها ولكن أنَّی لليندا الصمت عن حقها وو :
الدكتورة بغضب : ما شاء اللّٰه ما شاء اللّٰه علی من تمطرُ أخلاقًا وأدبا
ليندا : عفوًا أيتُّها الدكتورة ماذا تريدينَ مني الآن ؟
الدكتورة : لا شيء يا عزيزتي ، تخرجينَ من القاعةِ دون إذنٍ مني وتسألنني عن المُشكلة
ليندا ببرود : ذهبتُ إلی العميد وأخبرتهُ بكُلِّ شيءٍ حتی يحكمَ فيما بيننا
الدكتورة : ومن سمح لكِ بهذا ؟
ليندا : أنا
الدكتورة : ماذا قلتِ يا ليندا ؟
ليندا بإستفزاز : أنا سمحتُ لنفسي بالذهاب وأنا تكفي وتكتفي بنفسها فقط
الدكتورة وقد مدَّتْ يدها لتصفعها ولكنَّ ليندا منعتها وو :
ليندا بعيونٍ حارقةٍ تحرقُ الأرضَ وما عليها : أنا فتاةٌ تهمُّني أخلاقي وسُمعتي ولكنْ هذا لا يعني بأنْ أصمتَ عن حقي ومهما يكُ السبب أو الفاعل فلا يهمُّني إطلاقا ، ما أدركهُ جيدًا أنَّ أيّ أحدٍ سيقترب مني سأقوم بتلقينهِ درسًا لن ينساه في حياته ، هل فهمتِ هذا يا دكتورتي مع فائق الأحترام طبعًا...ثمَّ تركتها ودخلتْ إلی قاعتها لتُكملَ مُحاضرتها وكأنَّ شيئًا لم يحدث قبل قليل فلقد عادت إلی مرحِها وشقاءِها المُعتاد ، أمِّا الدكتورة فلقد صُدمتْ من شخصيتها وغضبت منها فتوجَّهت إلی العميد لأنَّهُ قام بمُنادتِها.بعد إنتهاء الدوام عادتْ ميار إلی منزلها وهي سعيدة جدًا وأخبرتْ والدتها بكُلِّ شيءٍ حدث معها وكانت والدتها سعيدة من أجلِها لأنَّ ميار عانتْ كثيرًا في طفولتها ونتيجة لذلك فلقد أختفتْ بسمتها ولم تُعد تضحك كزمانها وأصبحت وحيدة نادرة التكلم وإليكم ما حدث ، فلاش باك ،
تعرضتْ ميار لموقفٍ لا يمكنُ نسيانهُ حتی الممات ففي أحدِّ الأيام عندما لم تتجاوز الخامسة من عُمرِها كانت ميار كعادتِها في كُلِّ صُباح تلعب بألعابِها حيثُ الحديقة مُغلقة وفجاءة دُقَّ بابها من قِبَلِ امرأة فأتَّجهت إليهِ وقامت بفتحهِ لها وعندما اطمئنت هذه المرأة بعدمِ وجود أحدٍ معها خطفتها وعذبتها لأنَّها إنسانة مريضة هي وزوجها وطلبا مبلغ كبير من المال مُقابلاً لها وهددَ زوجها عائلتها بقتلها وللأسف فلقد كانت حالتهم في ذلكَ الوقتِ صعبة جدًا وبسبب تأخُرهم عن الدفعُ في الوقتِ المُحدد ازداد تعذيبها من الذين أُبدِلتْ قلوبهم بالحجارة حتی أصبحت مُشوهة بالكامل وعندما فُرِجَت الحالة وعادت إليهم كانتْ قد تغيرتْ كُليًا فلقد ذَبُلتْ هذهِ الزهرة تمامًا والأسوء من هذا أنَّها تحطمتْ مَرة أُخری عند وفاة والدها
وها هي تعود لسابقِ عهدها من جديد ، باك ،
أبدلتْ ملابسها التي ذهبت بها إلی العمل بملابسها المنزلية وجلست مع والدتها لتناول الطعام وعندما جاء فارس بدأ بالأسئلةِ التي لا تنتهي وو :
فارس : إذن ما رأيُكِ بالعمل يا أيُّتها الضابطة ؟
ميار بتأفف : أنَّهُ جيد
فارس : من الذي يقودكِ في الفريق ؟
ميار : الأستاذ براء
فارس : ومن يكون ؟
ميار بسخرية : وكيف لي معرفة هذا
فارس بغضب : عندما أتكلمُ معكِ إيَّاكِ بأسلوب السخرية هل فهمتِ ؟
ميار بتأفف : سمعنا وأطعنا
فارس : هل تكلمتِ مع الجنسِ الأخر ؟؟ وماذا فعلتِ ؟
ميار : لم أتكلم مع أحد ، إنَّما بقيتُ أتدرب علی المستوی الأول لكي أحصل علی درجةِ القبَول
فارس : وما الذي يثبت لي صدق كلامك ؟
ميار بغضب : تعديل عقلك الذي لا يريد إستيعاب الحقيقة
فارس وقد صفعها بقوةٍ فركضت الوالدة وأبعدتهُ عنها : وكما يبدو فإنِّكِ تحتاجينَ إلی من يقوم بتربيتكِ من جديدٍ أليس كذلك ؟
ميار بغضب : أنتَ تحلمُ بهذا أنا لديّ أخلاق لن تصلَ لها في حياتِكَ أيُّها ال *****
أنتَ من يجبُ إعادة تأهيلهُ من جديد
ولن تصبحَ شيئًا في حياتي وستبقی دوما ال *** وال ***...بعد كلامها هذا تعرضتْ لضربٍ مبرحٍ جدًا من شقيقها المتوحش فارس الذي يُفترض بهِ حمايتها وإسعادها وأنْ يكون العون والسند لها ولكنَّهُ لم يكُن سوی عائق ضخم في حياتها وفقدت المسكينة وعيها فهي فتاة بجسمٍ نحيل وصغير فما بالك إذا تعرضت لضربٌ لا تقوی عليهِ الرجال فبالتأكيد ستنهار لا محالة .
أنت تقرأ
عَماءُ الحُب
Misterio / Suspensoمن بين مليارات البشر اختارهما القدر بالرغم من فارق اختلافهما وكأن الأختلاف خُـلق منهما؟! ليتحدا ويجتمع القلبان ليكونا كيانا واحدا وبعد هذا غيّر القدر مصيرهما ليصبحا أشد الأعداء وتبدأ الحرب عند نمو بذرة الحقد في أحدهما ولكن القدر عائق عليها لا محالة...