الفصل الثامن عشر

4.7K 109 2
                                    

نهض بيجاد مبكرا لم يرد أن يزعج سلمي بل تركها نائمة لتنعم ببعض الراحة .. خرج من الغرفة بعدما ارتدي ملابسه و قبل أن يهبط للأسفل توجه لحجرة اخته ليطمئن عليها وجدها نائمة فأغلق باب الغرفة و هبط للأسفل .. أمر الخدم بأن يعدوا الفطور و خرج للحديقة قليلا ليفكر كيف يتعامل مع سلمي و الأهم ليلي كيف يكشف كذبها أمام صديقه و الأهم لما عادت بعد كل تلك السنوات ....

استيقظت من نومها و جلست نصف جلسة تذكرت ما حدث لابن عمها فعادت تبكي مرة أخري و لكن استغفرت ربها و عزمت أن تصلي و تدعو له بالرحمة فهو الآن في أمس الحاجة للدعاء ... بعدما انتهت من صلاتها نهضت و ارتدت ملابسها و لم تنسي حجابها و هبطت للأسفل وجدت الخدم يضعون الفطور ...

سلمي بعيون حمراء من شدة البكاء: دادة هي سارة لسه مصحيتش.

الدادة بحزن: لا يا بنتي انا طالعة اصحيها اهو .. البقاء لله يا حبيبتي ربنا يصبرك.

أومأت لها سلمي بهدوء لا تريد الحديث أكثر من ذلك حتي لا تجهش في البكاء توجهت للحديقة تجلس بها حتي تريح ذهنها من التفكير ... جلست علي مقعد بالحديقة و أسندت رأسها علي ظهر المقعد مغلقة عينيها بهدوء غافلة عن تلك العيون التي تراقبها بحنان .. يود أن يذهب إليها و يضمها لاحضانه حتي يبثها الأمان و لكنه يخشي ردة فعلها ...

اتجه نحوها بهدوء و جلس بجانبها ينظر لها ثم نظر أمامه قائلا بنبرة يشوبها الحزن: عاملة ايه دلوقتي يا سلمي.

فتحت عينيها علي وسعهما و نهضت أرادت الذهاب و لكنه منعها ماسكا يديها بانفعال: سلمي في ايه كل ما اكلمك تسيبيني و تمشي ليه مش عايزاني اخفف عنك ليه بتمنعيني اني اقرب منك بأي طريقة.

نفضت سلمي يديه بعنف: عايزني اعمل ايه مع واحد كداب زيك اتجوزتني بالكدب و بوظت علاقتي مع اهلي و خلتني في أول يوم ليا هنا اني ارجع افتكر حاجات كنت بحاول انساها حاجات كانت بتطير النوم من عيني سنين مش ايام ولا اسابيع ولا حتي شهور و لما بدأت اقول لا ده بدأ يتغير بقي كويس خلاص انسي .. نظرت له و الدموع تتساقط بقوة .. لقيتك في حضن واحدة تانية في اكتر وقت كنت محتاجالك فيه انت اتجوزتني ليههه.

صمتت و الدموع علي خديها ناظرة له بحزن ممزوج بألم بينما هو ينظر لها بحزن شديد لا يعلم ما عليه فعله نعم هو فعل كل ذلك و لكن تغير من أجلها و لكن كيف يبرر لها ما حدث ... ظلت منتظرة رده و لكن لم يتحدث ..

سلمي بسخرية ممزوجة بألم: شوفت مش عارف ترد علشان انت مش بتعرف تعمل حاجة غير انك تجرحني و بس انت بتقتلني بالبطئ.

كان يود أن يخبرها أنه انجذب إليها منذ أن رآها و أنه اتخذ موضوع الانتقام من صديقه حجة لكي يقترب منها يريد أن يخبرها كيف غار عليها ألف مرة حين وجدها تتحدث في الهاتف مع أخاها و حين وجدها تتحدث مع مديرها و حين غازلها مدير الشركة التي عقد صفقة معها مؤخرا ... يريد أن يخبأها حتي لا يتمتع أحد بالنظر إليها هي له فقط هي زوجته هو و ستظل زوجته ... و عندما استعد لقول ذلك قاطع عليهم ذلك دلوف ليلي بملابس جعلته يشمئز منها أكثر ...

فداء لأخي S.Oحيث تعيش القصص. اكتشف الآن