ملجأ

1.5K 41 9
                                    


جلست بانتظار.. وحشها وبعد عدة دقائق عاد ومن دون ان يعطيها نظرة واحدة ذهب نحو خزانة الملابس الكبيرة وفتح بابا وبدأ بإخراج ملابس عرفت أنها رجالية وبعدها أغلق باب الخزانة واتجه للحمام بهدوء

هكذا دون أن ينظر إليها دون أن يحدثها بكلمة
شعرت بمرارة داخلها واظلمت عينيها بخيبة قاتلة واحنت رأسها بألم
ماذا كانت تتوقع أن يأتي و يثني على جمالها أو أنه سيجبر خاطر المراهقة التي لم تسمع كلمة مديح او ثناء في حياتها
ضحكة ساخرة توسلتها لتخرج ولكنها كبحتها هي ليست جميلة
هذه حقيقة يجب أن تتقبلها سريعاً لن تستطيع الثياب أن تعطي شكلها أي جمال
لم تكن يومآ جميلة لا وهي سمينة ولا وهي نحيفة
فكرت بسوادوية الجمال له أهله و هي لم تكن من اهل الجمال ويبدو أنها لن تكون يوما
لن تسمع يوما كلمة غزل من رجل

يبدو أنها صدقت بسذاجة كلمات قيس اللطيفة البارحة وصدقت أنها أنثى وأنها جميلة
حمقاء غبية جاهلة لقد كان شابا لطيفا مجاملا وانتي صدقته بكل حماقة
قلبها الأحمق الذي يهفو دائماً نحو كلمة لطيفة هو سبب مشاكلها

هل انتي جاهزة؟ هذا السؤال هو الذي أخرجها من شرودها
رفعت رأسها لتتفاجأ بزوجها يقف بجانبها لا يفصل بينهما متر واحد
لمحته وقد ارتدى بذلة أنيقة ويبدو جاهزا للخروج..............

لحظة ❗❗
متى خرج من الحمام؟ ومتى غير ملابسه؟ كيف لم تشعر به؟؟؟؟

ظلت تحدق فيه كالبلهاء تماما ثم وعت لنفسها وقالت بتوتر ; نعم انا جاهزة

نظر لها قليلاً ثم قال; لقد أخبرتهم البارحة انك متعبة ولهذا لم تتناولي العشاء لهذا إن سألك أحدهم اعتذري فقط عن البارحة

اومئت بتوتر وقالت; حاضر

قال بهدوء ; لنذهب هيا بنا

ثم اقترب منها وأمسك يدها بلطف فتخشبت تلقائياً
يبدو أنه لاحظ تخشبها فتغير لطفه لقسوة وقال وهو يضع عينه في وجهها ; لا تتشنجي وكأنك تعانين من لمستي بل يجب ان تشكريني لأني ألمس قمامة مثلك أنا من يجب الاشفاق عليه والرثاء لحاله
رجل يرى من دمرت أسرته الهانئة ولا يفعل شيئاً لذلك فلترتخي أعصابك قبل أن افقد أنا أعصابي

خناجر سهام سكاكين تنخر في قلبها المسكين
بلا رحمة
غشيت عيناها بالغيوم ولكن لم تمطر بل اكتفت بإنزال رأسها في ذل
ارتخى جسدها قليلاً ولكن روحها تألمت كثيراً
خرجت تنهيدة عميقة من صدره تدل على مدى معاناته في مجرد الحديث إليها

قالت بهدوء منكسر ووجه شاحب ورأس منخفض ; انا أسفة... أنا فقط.... لم أعتد أن يلمس أحدهم يدي... اعتذر

ترك يدها وقال بهدوء ; لا بأس هيا بنا
ومشى ببطء وبدأت بالمشي بجانبه
بينهما خطوة بالجسد ولكن بلدان بالروح والتفكير

عقاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن