علامة السيد

1.7K 37 24
                                    

نامت بطلتنا وارتاحت ولو مؤقتا من ألم جراحها الغائرة
اخذت هدنة قصيرة من الحرب الدامية التي تعيشها
والتي كالعادة خرجت منها بخسارة  جديدة

ولكن لا بد من الاستيقاظ لا بد أن تكمل عقابها لآخر الطريق
فتحت عينيها بوهن، ولفترة  دقيقتين بقيت شاردة في السقف تحاول استيعاب كمية الألم الموجودة في جسدها
كيف ولماذا؟؟؟؟؟
أسئلة تلعب في رأسها ودون جواب واضح
بعد فترة بقيت تنظر للسقف بجمود شديد لم تشعر إلا بدموعها تجري بألم على وجنتيها
لقد استوعبت ما حدث.................. ولكنها متأخرة كالعادة
ابتسمت بسخرية مريرة على غباءها

كم مرة سيخذلونها وتعود لتثق بالناس؟

هي غبية وستبقى غبية
لمعت عينيها بحزن ورفعت يديها وبدأت تمسح دموعها بوهن

يجب أن تنهض لتستعد لشماتة السيدة ندى وجواد وزوجها و........ قيس
ذلك الأخ الذي لطالما تمنته و حلمت به والذي يبدو أنها ستموت دون أن يكون لديها أخ وسيبقى حلما يداعب خيالها.

منذ هذه اللحظة ستكسر صورة العائلة ولن تصدق منذ الأن تلك الكذبة التي تسمى الدفئ العائلي
بالنسبة لها لطالما بردت ولطالما ادفئت نفسها و طفليها لم يساعدها أحد ويبدو انه لن يساعدها أحد

يجب أن تفهم وتستوعب هذه الحقيقة

بدأت برفع نفسها عن السرير و هي تتأوه  من الألم الذي ضربها في  ظهرها
بدأت تنزل عن السرير ببطء وعلى وجهها إمارات الألم والحزن

نظرت للساعة واذ بها الساعة 5 فجراً مازال الوقت مبكرا ستأخذ حماماً دافئاً وبعدها سترتاح حتى موعد الفطور

ومنذ اليوم ستسعى فقط للابتعاد عن هذه العائلة و تنفيذ أوامر وحشها
لن تعارضه لن تغضبه لن تواجهه
ارتجف جسدها بذعر لمجرد التفكير في رؤيته ...........

ستسعى فقط كي تبقى حية فأطفالها بحاجتها ستقاوم حتى ينتهي عقابها

لمت الشرشف عليها كي تداري عُريها وبدأت تحاول الوقوف كي تصل للحمام
وقفت بعد معاناة و بدأت تمشي باتجاه الحائط و حين وصلته استندت عليه لتصل الحمام

وبعد فترة كانت في حوض الحمام تلسعها جروحها الدامية وهي تستقبل الألم برضى غريب
هي تستحق
هو محق.. .. جواد محق..... السيدة ندى محقة
هي.... قاتلة
هي...... دمرت عائلة كاملة بدم بارد
هي...... لا تصل لمستوى الحيوانات

هذا عقابها هي السبب هي التي لم تصمت وادخلت من لا ذنب له في معاناتها

بقيت في المياه الساخنة تنكوي حتى تخدرت حواسها وفقدت الإحساس بظهرها وجروحها
هنا هي نهضت بضعف وارتدت رداء الاستحمام الأبيض الذي وجدته في الحمام ثم بدأت السير البطيء كي تصل للسرير
خرجت ببطء والماء يقطر من شعرها خافضة رأسها مقاومة الدوار الذي يعصف بها 
وصلت سريرها واحتضنت نفسها كالجنين  وهي تأن من الألم العاصف بشرايينها، هي تتألم و بشدة

عقاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن