غفرانها

1.7K 94 194
                                    

الأيام تجري ولا تنتظر أحداً ليتبعها
و ها قد مر عام كامل من حياة عزيزتنا........ سلام
عام كامل من السعادة والسرور.... و الحياة
لأول مرة في حياتها تشعر أنها ...... حية
إنسانة تتنفس بحرية..... دون قيود

كانت جالسة في شرفة غرفتها على.... ارجوحتها الزهرية.....
نعم يا سادة لقد حققت حلم طفولتها
اشترت ارجوحة زهرية و غرفة نوم زهرية وسرير زهري و وسائد زهرية ........
آه كم بكت حين حضر العمال وهم يحملون حلمها الغالي.....
ومن شدة سعادتها لم تجرأ على النوم في السرير المرتب بل بقيت جالسة على الاريكة تراقب السرير..... ولكن هيهات

لقد أتت ريمة إلى غرفتها بعد منتصف الليل لأنها تشعر بالعطش ولكن لا تجرؤ على الذهاب إلى المطبخ بمفردها
ولكنها شهقت بصدمة وذهبت إلى السرير تقفز عليه بسعادة

حسنا... لقد فرحت لمنظر ريمة أكثر من فرحتها بحصولها على السرير
ومنذ تلك اللحظة أصبحت ريمة رفيقة سريرها إذ انها رفضت العودة لسريرها الصغير في غرفتها المشتركة مع أخيها إذ رفض كلاهما أن يتركا بعضهما رغم وجود غرفة ثالثة في المنزل

تنهدت براحة وهي ترى الشمس تشرق
راقبت الشروق بقلب مرتاح وقالت بهدوء ;أعطني يا الله الراحة في قلبي و الصحة في جسدي و اللطف في قولي
و سدد خطاي.... أمين يارب العالمين

وقفت داخلة إلى الغرفة حيث ينام صغيراها..... نعم.... ريما و..... أمير
اميرها العنيد الذي يرفض النوم معهما في أول الليل ولكنه لا يتردد في اللحاق بريمة والنوم إلى جانبها بعد ساعة من ذهاب ريما
....... طفل صغير عنيد يتهم أخته بالغباء لأنها تحب الاحتضان وهو نفسه الذي يلف يده حول خصر شقيقته يطلب الأمان منها

أميرها..... البعيد القريب الذي يرفض الثقة بها ويتصيد أخطائها ليقول كلامه القاسي
وكأنه... و كأنه يتوقع الغدر منها في أي لحظة
تتمنى أحياناً كثيرة لو انه يتذكر ماضيهما سوياً ولكنها سرعان ما تتراجع حين تذكر تخليها عنهما لأجل.....
......... لأجل لا شيء
بدأت في تحضير الفطور حين أتت ريما إليها وبدأت تمطرها بالقبلات وهي تقول ; صباح الخير سوسو
وسلام ترد بلطف ; صباح الخير رورو

نعم أصدقائي فالطفلان يناديانها باسمها
وهي لا تمانع

وبعد دقيقة أتى أمير وهو يقول بهدوء ثلجي ; صباح الخير

جلس بهدوء تكرهه دون أن ينظر لها أو يعيرها انتباه

تركت فطورها الذي لم تمسه وذهبت للثلاجة وبدأت بتحضير حقائب الطعام الخاصة بالطفلين بحزن يطغى على ملامحها
قالت ريما بقلق ; هل أنتي بخير سلام؟؟؟

هزت رأسها وقالت بهدوء ; نعم
تابعت ريما بلطف.;ولكنك لم تأكلي
قالت بهدوء ; لست جائعة

أنهت عملها وقالت لريما بلطف ; أنا سأرتدي ملابسي وأنتما نظفا اسنانكما وارتديا ملابسكما استعداداً للمدرسة

عقاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن