رحمة

1.8K 42 4
                                    

ذهبت الى غرفتها الصغيرة كي تتفادى مواجهة اخرى معه وتبتعد عن ساحة معركته كي لا ينفذ تهديده ويشوهها اكثر
نظرت للساعة واذ بها الساعة العاشرة والنصف صباحا هو امرها بالا تعمل اي شيئ وايضا هي لا تستطيع أن تنام لأنها نامت يومين و لديها طاقة تكفي ليومين
تكورت على السرير شاردة في حياتها السابقة والحالية ولم تتعب نفسها بالتفكير في مستقبلها فهو لا بد انه التوأم المماثل لحياتها الحالية
* دائما تعمل وتلهي نفسها بالعمل المنزلي لكي تتناسى حياتها القاسية
تتسائل بصمت متى سيمل منها لقد بقي القليل ويكتمل عامين على زواجهما اتراه يطلق سراحها ويطلقها ويرميها لوالدها من جديد..........
توقفت انفاسها لبرهة وهي تتذكر والدها او بالأحرى ذلك الصوان القاسي الذي رماها ولم يهتم مرة بالسؤال عنها

ضحكت بصمت عليه وعلى حظها حقا انها محظوظة بمجموعة من الرجال الملائكة حولها
والدها.... زوجها...... واخيها المغرور
ان الذكر الوحيد الذي تعرفه وتعشقه هو ابنها امير

ابنها واخيها وحبيبها وصديقها هو و اخته هما حياتها

قاطع حبل أفكارها صوت الباب وهو يغلق بهدوء

اه كم تحسده وكم تتمنى لو تستطيع الخروج مثله ولكن كيف وهي تعيش في مكان محاصر برجاله الذين يحضرون طلبات المنزل بعدما تكتبها بدفتر صغير عبر فتحة الباب التي بالكاد تتسع ليدها

نظرت الى حائط الغرفة وهي تتمنى لو كان هناك كتاب لتقرأه او هناك تلفاز ليمضي وقتها قليلا
عبست ولوت شفتيها وهي تتذكر ان هذا البيت يحوي كل شي من الكهربائيات البراد والغسالة والمكرويف والخلاط والمكواة وباقي الضروريات الحياتية
ولكنه يخلو من تلفاز او كتب
ان الشيئ الوحيد الذي تقرأه هو القرآن الذي كان في حقيبتها يوم زواجهم

وحين اخذ حقيبتها كان فيها بطاقتها الشخصية وجواز سفرها وبطاقتها البنكية والبوم صور قديم وقرآن متوسط الحجم

ولصدمتها الكبيرة فقد وجدته في غرفتها هذه صباحية عرسها
لقد تزوجوا واحضرها لشقته وبعدها شرع في ممارسة حقه الشرعي فورا ومن شدة ارهاقها نامت في سريره وفي اليوم التالي استيقظت على شده لشعرها وطرده لها لهذه الغرفة وحينها رأت قرآنها على طاولة السرير

إن سيدها ان هي وصفته بشيئ فستصفه بالقسوة والصلابة كالصخر
الا انه ذكي ولا تستطيع إنكار ذلك ابدا لقد احضرها لهذا المنزل لكي تلمس عجزها بيديها وحرمها من كل مصادر الالهاء لكي يبقى شغلها الشاغل هو التفكير فيه وباخطاءها لقد زرع الخوف منه بقلبها من خلال الضرب والعنف وسقا هذا الخوف بعزلها عن الحياة والحضارة
ولكنها تتسائل ما هي الثمرة التي ينتظرها
هل ينتظر موتها او جنونها او هي مدة ويطلق سراحها
استيقظت من شرودها على صوت الباب وتفاجأت برؤية سيدها
نظرت لساعة الغرفة وجدت انه غاب ساعة كاملة فقط
لفت انتباهها كيس بيده اليسرى
تقدم منها وهنا فاقت من الصدمة وقفت على قدميها بارتباك واضح تستعد لتنفيذ امره

انزلت راسها بينما اقترب هو منها بهدوء جم
وصل لعندها ووصلت انفاسه لوجهها وهي
مازالت خافضة الرأس
وفجاة ابتعد عنها لجهة السرير وضع الكيس هناك وابتعد عن السرير وعنها بهدوء
وسار ليخرج من الغرفة وضع يده على مقبض الباب
وقال بهدوء خطير وظهره لها فلم ترى ملامحه; هذا لكي وفي المرة القادمة حين تحتاجين أدوات اخرى اخبريني
اه.
وهناك طعام لكي في المطبخ تناوليه انا لن اتناول العشاء
واحذركي من لمس الماء ليدك لا تقربي من الماء

وذهب............

راقبت باستغراب رحيله وذهبت مسرعة للكيس لترى ما احضره ذلك الاسد الغاضب
فتحت الكيس بحذر ........ و سرعان ما كانت دموعها تنزل غزيرة في شكر صامت
لهذه الرحمة الغير متوقعة افرغته كله على السرير لقد كان الكيس ممتلئ بالإبر الطويلة والقصيرة للخياطة ومجموعة رائعة من بكرات الصوف ومجموعة من الخيوط الملونة إضافة إلى البعض من قطع القماش الابيض والملون للتطريز بالإضافة الى مجموعة رائعة من الازرار الصغيرة وايضا تلك الحبات الصغيرة من اللؤلؤ الصغير جدا لخياطته على الثياب

لقد كانت مجموعة جميلة جدا كانت بالتأكيد أجمل شيئ حدث لها منذ عامين

بكت بهستيرية صامتة من فرحتها
لم تسعفها الكلمات وصمت لسانها وحكت دموعها
رغبت حقا في ان تذهب اليه وتشكره ولكنها خافت من سخريته
تمنت لو تسأله كيف عرف بانها تحتاج لعدة خياطة جديدة

هي واثقة من عدم اجابته ولو سألته

لذاك ستصمت
احتضنت تلك الهدية الجميلة اليها من جديد وهي تحمد الله في سرها على سعادتها اللحظية

يتبع..............

عقاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن