وينك يالامان ( الوصية )
ليتني أقدر أرد اللي رحل
ولا أمحي بيدي كل اللي حصل
..
آه يا كبر السما وكبر الحنين
خايف الأيام تتوقف هنا
خايف ارحل قبل ماذوق الهنا
خايف تكون آخر أنفاسي أنين
..ابتسم لي ثم قال يا الله نقول بسم الله ...
الوصية الأولي
نفتح الاولي ونقول بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اغفر لنا وارحمنا واعفو عنا وتجاوز عن سيئاتنا ..
اللهم اجعل الجنه اخر قرارنا اللهم امينصمت المحامي عندما انتبه للقمرا التي انزلت راسها قليلاً وهي ترفع كفوفها النحيلة وتُتمتم
( "اللهم ارحمهما و اغفر لهما و انظر اليهما بعين لطفك و كرمك يا أرحم الراحمين ، اللهم أبدلهم دارًا خيرًا من دارهم و أهلاً خيرًا من أهلهم و ادخلهم الجنة و أعذهم من عذاب القبر ومن عذاب النار
"
وبصوتً مسموع أردفت / اللهم أمينتنهدت وقلبها يتقطع حزنا لفقدانهم / تفضل عمي
أكمل المحامي بصوتً مسموع
انا محمد العالي اقر واعترف وانا بكامل قواي العقلية بما يرد بهذه الوصية
،
،
لقد ولدتُ الابن البكر لابي الذي لاحًقا طلق والدتي لأرحل معها واستقر في موطنها البعيد وقد كنت أتردد على والدي في العُطل الرسمية بين الحين والآخر، تزوج أبي من أُخرى وأنجب له ابن، وانشغلتُ بحياتي عن الجميع فأمي أُصيبت بالفشل الكلوي وتحتاج إلى رعايةً خاصة وأنا من يقومُ بالاهتمام بها وفي عُمر العشرين قدر الله أن أُصاب بمرض عابر وقمت بعمل بعض التحاليل الطبية العابرة لأكتشف أنني عقيم وحلمي بأن أكون أب صعب المنال ومع ذلك لم أقنط من رحمة الله تزوجت لمرتين وسافرت لعدة دول أبحث عن أي علاج ولكن قدر الله وما شاء فعل لم أستطع الإنجاب واضطررت للطلاق مرتين وبأحد الحفلات الخيرية حيث نشأت على محبة عمل الخير التقيت بصالح بن محمد ال صالح وربطتنا اتصالات قوية خاصةً أنني مستقر مع والدتي في موطنهاَ وعلم بقصتي ليعرض على الزواج من أُخته لأيخبرني أنها مثل حالتي تُعاني من عدم القدرة على الإنجاب ولكن تحتاجُ إلى إنسان يشاركها تفاصيل حياتها وافقتُ واشترطتُ ان لا يُقام زواج وسأدفع لها تكاليف الزواج كاملةً وهي حرة فقط حفل عائلي محدود عُقد قراني بحضور والدي ولكن أخي لم يستطع الحضور بسبب انشغاله بأمور أُسرته .أُخذت زوجتي وغادرت إلى موطن أمي، مزنه لم تكن زوجة بل كانت حبيبةً وأُخت وأُم كانت العوض الصالح وبعد مدةً بسيطة وصلني خبر تعرض أخي وأبي إلى حادث ، أخي الذي لم أرى ذُريته ولم تجمعنا الحياةُ سوياً إلا في مرات محدودة توجهتُ مسرعاً إلى المشفى ولم أصل إليهم إلا بعد ساعاتً طويلة لأجد أبي يُصارع الموت تقدمتُ ودخلت لابي لأسمعه يقول لي بصوت متقطع / اسمعني أنا متزوج بالسر وعندي ولد صغير اسمه كائد عمره تقريباً خمس سنوات وهو ساكن عند خالته امرأة كبيرة بالعمر وما تجيب عيال لأن أمه توفت وهي تجيبه بتحصله في المكان الفلاني واسم خالته منيرة أخذه وربه تراه وصيتي حافظ عليه توفي والدي وتوفي قبله أخي الذي لم أستطع اللحاق به ، وفي مكاني بالممر الضيق بكيت بشدة ليرتفع صوت بكاي وكأنني طفل فقد كل ما لديه، ولم أفق من هذه الصدمة حتى يأتني اتصل مزنه لتخبرني بتفاقم حالة أمي الصحية لأعود في الحال إلى موطن أمي واترك أمر الدفن والعزاء لأهل والدي حيث لا تربطني بهم أي صلة ..