في أحد الاحياء القديمة بعاصمة المملكة
حيث تقطن مريم والداتهاوإن جاءكم الليل يسأل عني
قولوا له أنهكه التمني،
رحل أبي فرحلت روحي عني،
وفقدت جزءاً منيمررريم
انا مريم عمري 19 سنة لقد تركت الدراسة بعد وفاة ابي منذ أربع سنوات، وها انا اعمل لتوفير حاجياتنا اليومية فوالدتي أمراءه اصابها الفشل
الكلوي واصبحت مقعدة، وبدأ المرض ينهش جسدها النحيل،
اما والدي فقد توفي وانا بعمر 15 سنة ولم أستطيع توديعه ولا رؤيته ولا دفنه
اكتفيت انا ووالداتي بإقامة العزاء في منزلنا الصغير المتواضع القديم المتهالك الذي كاد ان يسقط عدة مرات ولكن دائما نجد الايادي الخيرة تعمل على ترميمه على الرغم من الغنى الفاحش لعائلة والدي ووالدتي أيضا ولكن ها نحن نعيش حياة اقل ما يقال عنها تحت خط الفقر فمنذ مغادرة ابي للحياة انقلب حالنا الى الأسواء ولكن دائما نقول الحمدالله..
وللعلم لم يحضر أحد لتعزيتنا سواء أحد جارتنا وهي كبيرة بالسن وذلك لأداء واجب العزاء جزاها الله خيرا .يا ألهى لماذا اصبحت الدنيا قاسية هكذا؟!
اعمل واجتهد ويتم خصم جزء من حقي والحجج عديدة
ولكن لا يسعني سواء ان اصمت وتمضى بي الحياة، فقد تركت الدراسة فلم يأبه احدا من معلماتي بالسؤال عني؟!
مع العلم انني من المتفوقات دراسيا؟
توفي والدي فحرمت من رؤيته وتوديعه نعم هو السبب (اباه والمسمى بجدي ) لن اسامحه ما حييت وسياتي يوميا وسألتقي به ؟!!
تبراء جدي من والدي لسبب تافهة
ليس بالعذر له ان ينفيه من حياته
ومن حياة اهله جميعا، وعندما علم عن وفاته لم يكلف نفسه عبئا آن يبحث عني، وانا بدوري قمت بتغير سكننا مباشرة بعد ثالث يوما من العزاء حتى أستطيع ان اعيش حياتي بهدوء بعيدا عنه وعن عائلته والتي يحمل اسمي لقبهم البغيض ولو كان الامر راجعا الى لا شطبت ذلك اللقب واكتفيت باسم والدي سلمان؟!!
عندما قررت مغادرة الحي القديم كان لسبب في نفسي فانا لا اعلم قد ينشآ في عقل الجد فكرة ان يطالب بانضمامي الى قافلة عائلته الكريمة بحجة انني فتاة ولكن بكل تأكيد إذا خطرت تلك الفكرة الخبيثة فهو فقط يريد ان يقهر والدتي بي وليس حبا لي؟؟!!
مع العلم ان والدتي ايضا تبراء منها والدها وجميع اهلها لنفس السبب الذي نفي والدي بسببه، مسحت جبينها من العرق الذي يتصبب واكملت عملها فقد انضمت كعاملة نظافة باحد مشاغل التجميل القريبة من منزلها حتى تستطيع توفير ضروريات الحياة وتكون قريبة من والداتها التي تحتاج الى اخذ الدواء بأوقات محددة والمخصصة لمرضي الكلى.في لندن بالمستشفى
بعد مغادرة القمرا زفر محمد بضيق فهو الان يعيش حالة صراع
وكانه طائر واغلق عليه القفص من جميع الجهات حياته ليس كاى حياة مرض المزن ووحدة القمرا وبيع نفسه يالله لا يعلم ما الذي يستطيع فعله لعله ينقذ ما يستطيع انقاذه، او لعله يخفف من تلك الذنوب التي اهلكته وخاصة ذنب تلك الفتاة لا يعلم هل ستحلله وتسامحه ام لا ؟ رن هاتفه ليقطع افكاره فعقد حواجبه ثم
تنهد وجاوب بتعب / هلا هلا ... اخبارك
........ / بخير وينك قلت ابيك ضروري قلت خلاص اليوم تشوفني
محمد بهدوء / انا متقصد اخليك ترتاح
...../ خلاص شوف متى اقابلك على العموم انا جيت للمستشفى ابغي أتأكد ان زوجتك فعلا مريضة وشفت القمرا ؟!
محمد يهز راسه بالإيجاب / يعني سبقت الاحداث الا تشوفها
...../ محمد البنت خذت قلبي والله لولا الوعد والعهد الى بينا لأخذها بالحضن واكون لها الجدار الى يحميها تدري عشت عمري محروم
محمد بتأكيد/ خلك عيني الى ما تنام وراقبها بس لا تعرف من انت لين اقولك وان توفيت ففيه وصيه امنتك تنفذها وبوفارس بتواصل معك في حال صار لي شيء
..../ ابشر ابشر يا الله قوم اجهز وبشوف كوفي صاد وبكلمك نتواجه