بسم الله نبدأ وبالصلاة على رسول الله محمد خير المرسلين شفيعنا وقرة أعيننا صلى الله عليه وسلم .
الحمدلله نستعين به ونبتغي رضاه ، ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله .أما بعد..
كنت مختلية بنفسي أفكر في الحال الذي أصبحنا عليه كمسلمين وماطرأ علينا من تغيرات عجيبة لا أكاد أصدقها أو يستوعبها عقلي ومع شعوري بلأسف الشديد لهذا الحال قررت أن أكتب تلك القضايا التي انتكست بداخلنا، وتحولت الى عادات لاتكاد أيامنا تخلو منها ، وأصبحت روتين يومي نمارسه ببساطة وغفلة عن مدى خطورته.
نحن جيل الأنترنت في زمن السرعة والتطور ، جيل خسر نفسه وعقيدته ودينه ، خسر الغاية والهدف الذي جُبّل عليه ، لاجل دنيا فانية وزائلة لاتساوي جناح بعوضة عند الله ، واتبعنا هوانا واشترينا الحياة الدنيا بالآخرة .
انه زمن انتكاس الفطرة وليس كما يزعمون بأنه زمن التطور والسرعة ، نعم لقد انتكست فطرتنا ، وتلوثت بأفكار الغرب البشعة ، استولت على عقولنا وحياتنا واتبعناهم بتقليد أعمى لانفقه منه شيئ ، ولاندرك الغاية منه ، وها نحن حققنا غاياتهم وأصبحنا نتبع أفكارهم وأسلوب حياتهم ولباسهم وشخصياتهم دون شعور منا والأفظع من ذلك أن هناك أناس يتبعونهم بكامل شعورهم وقواهم العقلية والجسدية وبروح مرحة ونفس راضية ويدعون أن هذا من التطور ، وااا فجيعتاه !أسأل الله التوفيق لي ولكم لما يحبه ويرضاه واستعين به وادعوه أن يغفر لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات في جميع أنحاء العالم ويهدينا ويصلح أحوالنا ويحسن خاتمتنا ويقبل توبتنا ويغفر زلتنا ويردنا اليه ردا جميلا .
(البعد عن الله)
كيف حال قلبك الآن ؟
ينعم بالراحة والطمأنينة أم كدرته الأيام والأحزان؟
كيف حالك مع الله؟
تحبه وتهواه وتذنب على أرضه وتحت سماه؟
بعيد أنت كل البعد عن إلهك إن لم تفعل مايؤمرك به وتجتنب ماينهاك عنه .. بعيد انت إن لم تطعه وتتبع داعيه وتلتزم حدوده.
ياأسفي على زمان أصبح الناس فيه يتسابقون على شهوات وملذات الدنيا الفانية ، يقتلون ويظلمون ويجاهدون في سبيلها ..
الأخ يقتل أخوه ، والزوجة تسمم زوجها ، والأولاد يلقون بأمهم ، والرفاق يخونون رفاقهم، والأم تلقي رضيعها ، والرجال يتشبهون بالنساء ، والنساء يتشبهن بالرجال ، والمعازف والخمر حلال والتعري وسوء الخلق جمال!!
الاختلاط والمصافحة تحرر ، والزنا والمصاحبة قرار والكثير من المعاصي والذنوب و الأهوال..
ياأسفي..
ما السبب وراء ذلك ؟
سأخبركم .. إنه البعد عن اللهأهانت عليكم أنفسكم؟
أهانت عليكم الجنة؟
أأمنتم القيامة وأهوالها ؟البعد عن الله أخوتي حسرة وندم ، فكيف ينعم عبد وهو عن الله وذكره بعيد ، وفي غفلة من الوعيد ، واعماله واقواله يتلقاها المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ..
أغلب الناس الآن في غفلة من أمرها ، بعيدة عن اوامر ربها ، اعجبتهم الحياة برغم قساوتها وصفاتها المريرة ونسوا الآخرة الأبدية التي فيها مصيرهم..
الآن في هذا الزمان نرى العديد من العالم الإسلامي يشكون الفقر والحرب والغلاء والأمراض والحروب والبؤس ، وهذا كله بسبب البعد عن الله ، تراكمت الذنوب والمعاصي وتكدرت بها الحياة ، وكثرت المنكرات ، وكانت النتيجة(نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ) تركوا أمر الله فتركهم من رحمته وتوفيقه.. أعاذنا الله
يشكون الضيق والحزن وهم عن ذكر الله غافلون وعن اياته معرضون وللتوبة مؤجلون..
كيف تشقى في الدنيا وتتعب والله تعالى يقول : (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) ..
ان لم تكن معرض عن أيات وكلام ربك عز وجل فشقيت أيها المسكين..
كيف تنعم في حياتك وتسعد والله تعالى يقول : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) .
ان لم تكن معرض عن ذكر ربك..
زين الشيطان أعمالك حتى أصبحت تراها مستقيمة وتبرر لها وتدافع عنها ، تمكنت الافكار الغربية من عقلك وأصبحت مؤيد لها ..
وماذا بعد ؟!!