كان في جيران أبي عبد الله أحمد بن حنبل، رجل ممَّن يمارس المعاصي، فجاء يومًا إلى مجلس ابن حنبل يسلِّم عليه، فكأن ابن حنبل لم يردَّ عليه ردًّا تامًّا وانقبض منه، فقال له:
-يا أبا عبد الله! لم تنقبض منِّي؟ فإنِّي قد انتقلت عمَّا كنت تعهدني برؤيا رأيتها.
سأله ابن حنبل:
-وأيُّ شيء رأيت؟
قال الرجل:
-رأيت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في النَّوم كأنَّه على علوٍّ مِن الأرض، وناس كثير أسفل جلوس، فيقوم رجلٌ رجلٌ منهم إليه، فيقول: ادع لي! فيدعو له حتى لم يبق مِن القوم غيري.. فأردت أن أقوم فاستحييت مِن قبيح ما كنت عليه، فقال لي:
-يا فلان! لم لا تقوم إلي فتسألني أدعو لك؟
قلت:
-يا رسول الله! يقطعني الحَيَاء لقبيح ما أنا عليه.
فقال لي:
-إن كان يقطعك الحَيَاء فقم فسلني أدع لك فإنَّك لا تسبُّ أحدًا مِن أصحابي.
فقمت، فدعا لي، فانتبهت وقد بغَّض الله إليَّ ما كنت عليه.
#صور_من_حياء_السلف