أراك في أحلامي (See you in my dreams)

4

الذكريات .... شيء فوق الإرادة ..

فوق القلب .. فوق المشاعر.. لهذا هي لا تنسى .

- خوليو إغليسياس .

..........

كانت الأمور على ما يرام حتى دخلت سيرينا سكوت للنادي متجهة إلى طاولة خريجي الجامعة حتى صعق جوزيف بجمالها الذي لاتزال محافظة عليه، فهي الأن أمرأة الحادية و الخمسون و لكنها لاتزال تملك السحر الذاته التي كانت عليه و هي في عمر الحادية والعشرون.

..........

:::فلاش باك:::

منذ حوالي ثلاثون عاماً.

كان كلاَ من جوزيف و يامن بعمر الثامنة عشر ربيعاً، حيث انهما احد طلاب الدفعة الجديدة بالجامعة، و في تلك الليلة كان هنالك حفل تنكري بمبنى الجامعة، ذهب كلاهما بأزيائهم التنكرية، حيث تنكر جوزيف بشخصية فنان الروك العالمي (ديفيد بوي)، اما عن يامن فقد تنكر هو الاخر بشخصية الفنان العالمي (فريدي ميركوري) المغني الرئيسي لفرقة الروك (كوين).

دخل كلاهما للمبنى و انبهرو بأجواء الحفل، انطلق يامن في الرقص على الألحان الموسيقية المذاعة بالحفل و استطاع التعرف على الكثير من الفتيات كعادته، اما عن جوزيف فإنفرد بالجلوس لوحده مع كأس مشروب (الكوكا كولا) الغازي، و لم تمر لحظات طويلة حتى دخلت احد جميلات الجامعة، طالبة السنة الثالثة سيرينا سكوت متنكرة بشخصية (كات وومان)، انذهل جوزيف بجمالها و كان ينظر اليها طيلة الحفل و هي ترقص مع صديقاتها، لم يكن لجوزيف الشجاعة لذهاب اليها و بدء الحديث معها.

و منذ تلك الليلة و حتى تخرج سيرينا من الجامعة لم يكف جوزيف عن الإعجاب بها .

..........

انغمس جوزيف بالتفكير في ذكريات الماضي و ما حدث فيها، حتى قطع تفكيره صديقه يامن.

يامن :- انظر يا جو السيدة الجميلة سيرينا تنظر اليك طيلة الحفلة.

جوزيف :- اوه ، ارجوك كف عن الهراء لقد مر ثلاثون عاماً عما حدث.

يامن :- لا ترتكب حماقة الثلاثون عام الذي مضى و اذهب و تحدث اليها، فكما سمعت بأنها ارملة الان، من المؤكد بأنها تبحث عن رجلاً يصغرها بعد زواجها من رجلاً بعمر جدها، انت لازلت شاباً و هي لا تزال جميلة، اظن بأنك تستطيع استغلال الفرصة.

جوزيف :- ارجوك كف عن...

و اتناء حديث جوزيف لصديقه يامن قاطعتهم سيرينا بطلبها بأن تجلس بجانبهم.

و بعد مرور ساعة،كان لا يزال جوزيف برفقة سيرينا و لم يكف كلاهما عن الحديث سوياً، حيث اخبر جوزيف سيرينا عن طبيعة مهنته، و اخبرته سيرينا انها فور تخرجها من الجامعة تعرفت على رجل الاعمال الراحل توماس غرين و لم تمر الاسابيع على تعرفها حتى عرض عليها الزواج، فلم تأخد اية مهنة الا بعد وفاة زوجها كصاحبة احد اسواقه المحلية في لندن.