نَجِم الحوتِ؛ هآرليّز.

[ ١٠ ]

- أستغفر الله العظيم من كُل ذنبٍ عظيم.

..

"الآن؟ وبعد كُل هذا الوقت تريدُ الذّهاب لهم؟ بعد أن رحلوا ولم يرسلوا أيّ رسالةٍ لنا! لماذا سوف نذهب إليهم؟!"

صاح كاي بسبب إنزعاجهِ الكبير من كُل هذا، بَعد مرورِ سنواتٍ على رَحليهم وتركَهم وحدَهم هنا من دونِ أيّ يلتَفتوا لهم، بتأكيد سيجدونَهم متزوجين من أشخاص نرويجين آخرين وقد نسوا تمامًا أمرهم..

"أنظر لنفسكَ، تقف أمام والدكَ وتصرخُ بأعلى صوتكَ، بالتّفكير أنهُ يجب عليّ الحذر بشأن كَلامي مع إبنيّ، الآن وفي هذه النّزاعات بسبب حركة الإستقلال، أن نذهبَ للنرويج أفضل خيارٍ حتى نكونُ بأمنٍ هناك!" والدهُ الّذي بدى مُنزعجًا من تصرفاتِ إبنهِ الّذي لا يُصغيّ لهُ

"عندما غادر أخوتي لأوسلو، أخبرتكَ بأنني أريدُ الذّهاب لكنكَ قلتَ لا، أطعتُكَ بإخلاصٍ حتى بعدما طلبتَ منيّ ترك المدرَسة، عندما كانت أمي على فراش الموتِ منعتَنيّ من رؤيتها، وأحرقتَ جميع صورها لن أسمع أيا من هذا لقد فعلتُ كل ما أردتهُ و.."

"من أنتَ لحتى تُأنبُ والدكَ؟ وكم أنتَ جريءٌ لتَحدث بهذا الشّكل أمام والدُك!" صاح أبيهِ بغضبٍ محتومٍ عِندما رأى بأن الآخر لا يَستمِع إليهِ بأيّ شكلٍ من الأشكالِ حَتى تابعَ كلامهُ بتلك النبرةِ للآخر:

"أنظر إلى خادمكَ، تركهُ والداهُ رفقة أخيهِ على قارعة الطّريق، أنه مجردُ شخصٍ بحياةٍ تعيسة كهذهِ لدرجةٍ بأنهُ قد حاول الإنتحارِ!"

..

يونجون تقدمَ بخطواتٍ ثابتة بعد خروجهِ من المنزلِ بعد عَشية ذلك اليومِ، كان عليهِ أن يذهب ليتفقدَ غُرفة كاي قبل ذَهابهِ للنومِ

فتحَ بابَ الغُرفة حتى لاحَظ جسدَ كاي الّذي كان نائمًا من قبل أن يأتيّ يونجون بالفعلِ، بدى بالنّسبةِ للآخر من خِلال ذلك الضّوء الخافِت بأن وجه كاي كان مائلاً للحُمرة، هل كان يبكيّ؟! أم أنهُ إنزعج قليلاً من شيء ما؟

يونجون لم يكن في المنزل إنذاك لذا لم يعلم ماذا حصل بالضبطِ للسيد الصّغير!

حتى في صَباح اليوم التالي، عندما فَتح الباب مرة آخرى رأى بأن كاي قد واقِفًا أمام النّافذة الخاصة بغرفتهِ، إلتفتَ نحو الآخر حتى يُخبِره بكل ما أراد قولهُ منذُ البارحة:

"إسمَع يونجون، عندما يَحين موعد مُغادَرتنا لن يكون لك مكانٌ في منزلنا الجديد، وأبي سوف يقوم بطردِكَ من المنزل، لهذا السّبب .. أريدُ منكَ أن تغادِر هذا المكان بأسرع وقتٍ قبل مُغادَرتيّ، إذهب لأكثر مكان بعيدٍ جدًا عن هنا!"