[ ١ ]

829 82 58
                                    

    
- أستغفر الله العظيم من كُل ذنبٍ عظيم.

..


أزرَق.

كُل ما كان يَحومُ حولهُ كان أزرَق اللون لا غيّرهُ.

"يُمكننيّ سماعُ صوتُ الماء!"

حالما كان يسبَح تاركًا جسدهُ يُحلِق ويُحمَل على يَد الأمواجِ القصيرة ويستَمِع بهدوءٍ إلى حَفيفِ الماء وهو يُداعِب صوانَ أذنيهِ بينما يلمِسُ بكُل لطافةٍ الشّعب المُرجانية ويحاول العُبور بين الأسماك الصّغيرة

ثمَّ، ما جَذب إنتباهَ يونجون وهو يسبحُ شيئًا ما يتسَرب بجانبهِ، كان أحمر اللون جذبَ كامل إنتباهِ أخذ يُحرك أقدامهُ في المياهِ ليعلم مصدَر حتى اللونِ العَجيب، صَعد للسطحِ ليستنشقَ الهواءَ الّذي ضرب رئتيهِ فجأةً بينما الضّوء الخاص بالشّمس الحارقة قد أعمى بصرهُ

خَطى قليلاً نحو اليابسة ذو الرّمالِ السّحريةِ مُتَتبعًا أثارَ الدّم، بَظى مُحاوِلاُ في تنظيمَ مجرى تَنفُسهِ، وإذ بهِ يَتفاجئ لرؤيتهِ لحوتٍ ضخِم على تلك الأرض ميتًا وغارقًا في دماءهِ

في بعضِ الأحيانِ، حينما يُتركُ يونجون وحيدًا ويخرُج من المَنزل حتى يتَجول في المدينة كانتْ وظيفتهُ الإبلاغ عن كُل شيءٍ يراهُ ويسمعهُ إلى الشّاب الصّغير الّذي يعتنيّ بهِ، ومع ذلك، وجدَ دانييل نفسهُ هذهِ المرة غيّر قادِر على الحديثِ

حَقيقةً أن يونجون قد فقدَ أحد فرّدَةِ حذاءهُ الجديد وإضطرَ للعودة إلى ذلك المنزلِ حافيّ القَدمينِ، وحتى أنهُ قد حصل على تهزيءٍ وتوبيّخ من قبل رَئيسة الخدِم على عدم قُدرتهِ بالإحتِفاظ بالأشياء جيدًا، إلا أن يونجون كان مُتقبلاً تمامًا لكلُ هذا!

في الواقِع، هكذا كانت جميع أيام يونجون الإعتيادِية.

يستَيقظ منذُ الفجِر وبعد إستعادَة الماءِ لحوضِ الغسيلِ بدِلاءٍ كَثيرة وكبيرَة، كان عليهِ أن يذهب ويُوقِظ الشّاب الصّغير

وأثناء كل ذلك، كان يستمع إلى حَديث رِجال ونساء المدينة من الأحوال السّياسية والإجتماعية وغيرها ما يدور في أذهانِهم ويُسمَع إلَى جميعِ النّاي المارّيينَ

"لقد قالوا بأنهُ قد كان هناك صوت إطلاق نارٍ البارحة!"

"أَهُم من جماعَة حركَة الإستقلال؟ البعضُ منهم مات بعد آخر مظاهَرةٍ أمامَ قصرِ المَلك، ألم يتعلموا درسهم وإستَسلموا للواقع؟!"

"لماذا قد أعطيكَ مالاً كثيرًا لأجل هذا؟!"

"إن كنتَ لا تعلم سيديّ أنهُ موسم صيدِ الحيتانِ، لذا السّمك لم يعُد وفيرًا هذه الفترة!"

نَجِم الحوتِ؛ هآرليّز.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن