[ ١١ ]

63 33 25
                                    

     

- أستغفر الله العظيم من كُل ذنبٍ عظيم.

..

صوت توقف عجلاتِ القطارِ عند تلك المحطةِ المقصودة، تزاحمتْ الأقدامِ بينما أخذ يونجون يخطو ببطئٍ وهو يخرج من ذلك القطار وهو يَحملُ تايهيون النّائم في يدٍ والحقيبة في يدٍ آخرى بينما أبصر إلى إتساعِ المدينة الّتي وصل لها

إعتادَ يونجون على المدن والقُرى الصّغيرة والبسيطة، لكنهُ لم يعلم بأن هناكَ مدنٌ كبيرة بهذا التّطور المُخيف، بدى يونجون كما لو أنهُ ينظر إلى فم حوتٍ ضَخم على وشكِ أن يبتلعهُ

كان رحلتُهم طويلة في متنّ ذلك القِطار، لكن لحسن الحظ بأن كاي قد أعطاهُ صندوق مُدخراتهِ حتى يستَطيع شراءَ بعض الطّعام لهُ ولأخيهِ الصّغير

رغم أنهُ قد فقدَ قدرتهُ على الكلام ولا يجيد القراءة، لكنهُ لم يرغب في إيقاظِ تايهيون حتى يستطيع قراءة لهُ ما يدور حولهُ، أراد يونجون أن يعتمدَ على نفسهِ هذهِ المرة لم يَشاءَ أن يراهُ تايهيون على تلك الحالة الّتي ستُثيرهُ للشفقة..

لكنهُ رأى رسمةَ حَساءٍ بالقرب مِن أحد المَتاجِر عندما سار بضعةٍ أمتارٍ بعيدًا عن محطة القطار تلك، أنفهُ بدأ يستشعرُ الرّوائح الّتي تفوحُ من تلك المطاعِم، لذا تقدمَ بخُطى ثابتة حتى دخلَ أحدهم

كان يرى اللافِتاتُ الكبيرة المُعلقة حتى إكتشف بأنها قائمة الطّعام لأن بجانبها أرقامٌ لا يعرفها، لم يَجد رُسوماتٍ على أيّ منها لذا شعر بالإرتباكِ في كيف في يتحدث نحو العاملينَ

"أهلاً بكَ هنا، ماذا تطلبُ سيديّ؟!" تقدمتْ إمرأةٌ في مَطلع الثّلاثين من عُمرها قامتْ بسؤالِ الآخر الّذي بدى حائرًا قليلاً من كيفيةِ إخبارها عن طلبهِ

إنتقلتْ أعينهُ حول المكانِ بسرعة بَينما نَظر إلى الأطباقِ الموضوع على أحد الطّاولاتِ ليُشير لها بطبقٍ موضوعٌ بالقرب منهما حتى نظرتْ السّيدة نحوهُ لتقول: "حساء دجاجٍ إذًا، هل تُريدُ طبقًا لكَ وللسيدِ الصّغير؟!"

أشارتْ هيَ نحو تايهيون الّذي كان نائمًا على كَتف الآخر لكنهُ بدأ بالإستيقاظِ رويدًا رويدًا بسبب الأصوات الّتي أزعجتهُ من حولهِ، يونجون لم يعلم بماذا يجيبها، هو فقط أشار إلى نفسهِ وإلى أخيهِ حتى أردفتْ السّيدة لهُ:

"إذًا طبقان من حساء الدّجاج! تفضل بالجُلوس حالما يجهز طَلبكَ سيديّ!" رأى يونجون بأنها قَد رفعتْ إصبعانِ عندما قالت بشأنِ الطّبَقينّ حتى أرشدهُ إلى طاولة بعددهما لتخبرهُ بأنها سوف تحضِر الحساء حالما يَجهزُ

نَجِم الحوتِ؛ هآرليّز.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن