14

22 3 0
                                    

كل ألفاظ الوداع مُرّة
والموت مُر..
وكل شيء يسرق الإنسان من الإنسان مُر

" اللَّهمَّ صلِّ علىٰ محمَّدٍ ، وعلىٰ آلِ محمَّدٍ كما صلَّيتَ علىٰ إبراهيمَ وآلِ إبراهيم ؛ اللَّهُمَّ بارِك علىٰ محمَّدٍ ، وعلىٰ آلِ محمَّدٍ كما باركتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيم ؛ إنَّك حَميدٌ مجيدٌ " ﷺ 💛🌻

..
.

..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في احد الأنفاق المظلمة كان صاحب القبعة السوداء يسير وهو يصفر باستمتاع
احدي يديه يضعها باهمال في جيبه واليد الأخرى يمسك بها سيجارة من نوع ما حيث قام برفعها لفمه واستنشق دخانها ثم رماها على الأرض وداس عليها بقوة اثناء زفيره للدخان الأبيض الذي كان يحتل رئته ، رفع يديه للأعلى مسببا فرقعة عظامه ليهمهم براحة ويسحب هاتفه من جيب سترته ينوي الاتصال على شخص ما ليهمس بعد أن أجاب الاخر " همم نفذ الآن "
ضحك ببرود ثم أعاد الهاتف لسترته ورفع القناع على انفه ، التفت ليمينه ومن ثم قد اختفى بين طيات النفق المظلم وصدي خطواته الصاخبة تنتشل الهدوء من المكان

......

"زايدن"

فتح عينيه على مصرعيها وسقط على الأرض بعد أن أبت اقدامه أن تحمله
وكأن هموم العالم قد سقطت فوق كتفه لتثقله وجعلته يتداعي ، ليتحدث بصوت خرج مبعثراً
" ولكنه مات لقد قُتل امام عيني كيف ذلك؟"
" لم يمت يا ماثيو هو لا زال على قيد الحياة"
انقبض قلب مارسي وباقي الشباب بحزن حالما رأو تلك الملامح الباهتة التي ارتسمت على وجهه
دانييل كان على حق ، ماثيو سيفقد ذاته حين يعلم
كان يجب أن لا يعلم بذلك أبدآ..! صمت غريب احتل الغرفة البيضاء وجسد ماثيو بدأ بالارتجاف بطريقة هيستيرية ، وقف من على الأرض بينما يطلق ضحكات صاخبة ومريضة اربكت الجالسين أمامه
" همم هكذا اذا طوال الخمسة عشر عاما كان يخدعني آه على هذا اللعين ويلتاه على عمري الذي ضاع "
نبث كلماته بصوت غريب وراح يجوب أركان الغرفة
بينما الجالسون اختاروا الصمت وتركوه يفكر قليلا
وكانت عدة دقائق قبل أن يتعب من الوقوف ويذهب للجلوس أمامهم مرة أخرى مردفاً بملامح جامدة بعد أن ايقن شيئا ما
" زايدن يمتلك عينان مختلفة اللون والذي قابلته لم يكن يشبهه حتى هل تفهمون ما أقول؟"
رد عليه جوليان " بكل بساطة هو يقوم بارتداء عدسات بذات اللون كما أنه اجري عملية تجميل كان يملك ندبة من أعلى عينه ولكنه اخفاها "

عبس ماثيو بخفة وراح يحرك المفتاح في يده بشرود "همم ليتصل احدكم بالرئيس اذا ... هنالك أمور كثيرة يجب علينا التحدث حولها "
ما ان انتهى من كلماته فاجئه رنين هاتفه الذي صدح بصوت عالي ، أخرجه من جيبه ونظر مطولا للرقم الظاهر أمامه لثواني طويله ظل ينظر حتى انقطع الاتصال وعاد الرقم يتصل من جديد
وقف من مقعده وخرج من الغرفة يليها خروجه من المشفى الي ان انتهى به الأمر في الحديقة الخلفية
زفر أنفاسه بهدوء ودلك مقدمة رأسه ، فتح الخط ووضع الهاتف على أذنه ورد بنبرة متسائلة
" أجل..؟ "
" ماذا..! لا تخبرني انك نسيت صوتي تؤتؤ احزنتني يا مااث "
حالما انهي المتصل كلماته الهامسة رد عليه ماثيو بصوت بارد
" ماذا تريد..؟"
عقب القاءه لكلامه فاجئه الاخر بصوته الضاحك
" همم اذا يبدو أنك واخيرا عرفتني أليس كذلك يا صغيري "
قلب ماثيو عينه على ذلك اللقب ليردف بنبرة حاول جعلها لا مبالية
" صغيرك في الجحيم زايدن لا تعتقد انني سأتركك او انك استطعت كسرى وكل هذه الترهات "
ليكمل بفحيح" صدقني لقد اقتربت نهايتك لذلك استمتع بآخر ايامك "
ضحك الاخر بصوت عالي ضحكة اقل ما يقال عنها أنها مريضة وحسنا بالفعل هي كذلك
" صدقني يا ماث لقد سأمت .. اكتمل انتقامي وأود الرحيل لها في أقرب وقت ممكن لذلك أرني ما عندك صغيري الأحمق "
عقد ماثيو حاجبه باستغراب
" ان_ انتقام ماذا..؟ "
قهقه الاخر بهدوء
" صغيري لسنا جميعنا سيئين ، قد تكون طرقنا لتحقيق الأهداف سيئة ولكن الهدف من بدايته جيد
صدقني أنا لست بنادم عما فعلته ولو عاد بي الزمان لكررت فعلتي مرارًا وتكرارًا "
"
" تعلم انه بامكاني ايجادك وقتلك في هذه اللحظة أليس كذلك زايدن؟ "
ابتسم الاخر ليقول " همم بالطبع صغيري اعلم ذلك بالفعل ولكنك لن تفعل ذلك " صمت قليلا ثم قال بهدوء
" انت تحتاج إجابات كثيرة "
قال ماثيو بصوت مبعثر
" دا_دانييل ل لماذا هو.. ؟"
تنهد زايدن وقال" هو آخر مراحل انتقامي ماثيو " ضحك بصوت غريب ثم قال" هل رأيت مجرما يخبر أحدا عن مخططاته حسنا لا يهم استمتع بآخر ايامك معه فقريبا سابعثه للجحيم "
مسح دموعه الوهمية ثم قال بصوت هادئ" والان اللي اللقاء ماث وأرسل سلامي للصغير الاخر وداعاً "

في ليلة من ديسمبر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن