16

19 4 0
                                    

..سَيُجْبَرُ كَسْرُ قَلْبِكَ وَسَتُزْهِرُ رُوحُكَ مِنْ جَدِيْد
_ الاء

واهتف بالحب أهلا رمضان 🌙♥️
كل سنة وانتم طيبين رمضان مبارك عليكم 🌕🌙💗

صلو على النبي 🌙❤️
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"بااام قتلتهم"
انهي كلماته بضرب كفيه سوياً بقوة متوسطة
نظر دانييل له بسخرية وهو يرفع طرف شفته للأعلى " حقاً..؟ ظننتك كنت تلعب معهم الغميضة"
ضحك كاين بصوت عالي بينما ماثيو اعتلت ملامح وجه الفراغ
حقا دانييل... ؟
" حسنا لا يهم أخبرني ما الذي سنفعله بخصوص زايدن  " سأل دانييل بملامح حازمة
على أثر السؤال ابتسم ماثيو بجانبية ليقول بهمس
" لقد انتهت اللعبة بالفعل "
بادله دانييل تلك الابتسامة ليسال
" هيا يا صاح ما الخطة اذاً "
" هو يريدك اذاً لنعطيه ما يريد "
نظر له دانييل بفزع وباقي الشباب نظروا بصدمة
ليقاطعهم جوليان قائلا  
" مهلاً مهلاً تعطي من لماذا لم أفهم ..؟!   "
استقام ماثيو وحرك ذراعيه بقوة طفيفة مسبباً فرقعتها
"  نعطي دانييل لزايدن "
" وهل تراني كيس بطاطا ايها اللعين اتريدني ان اموت ايها الأحمق  "
كان هذا دانييل الذي صرخ بغضب من خطة ماثيو
قلب ماثيو عينه بضجر وتثائب بينما يلقى جسده بجوار دانييل على الفراش
" تنحي قليلا اريد النوم " نظر له دانييل باستفهام ليقوم بضربه بقدمه مسبباً وقوعه من الفراش " انا مريض ايها المخبول انا مرريييض "قال آخر كلماته بصوت عالي وهو ينظر لماثيو الذي يدلك ظهره أثر السقطة
" حسنا لا تغضب ، زايدن يريد أن يقتلك اليس كذلك؟"
اومئ دانييل له بينما الشباب يحولون نظرهم بينهما
" وايضا نحن لا نستطيع الإمساك به لأننا نزال لا نملك دليلاً يدينه كما وأننا لا نعلم مكانه الحالي"
استقام ماريوت ليسال بينما يدلك كتفه  " اذا انت تريد استدراج زايدن بواسطة دانييل  أليس كذلك؟ " ليكمل مارسي بعد أن فهم ما يقصده ماثيو
" تقصد أن نستخدمه كطعم لجلب زايدن.؟ "
فرقع ماثيو اصابعه معاً بينما يشير لمارسي
" هذا هو ما اقصده تماماً "
انهي كلماته بابتسامة واثقة لتختفي بسبب الحذاء الذي ارتطم في وجهه وصراخ دانييل العالي ليس وكأنه مريض
" تريد أن تستخدمني كطعم ايها الاخرق ماذا ان قتلني "
فرك ماثيو وجهه بألم بينما الآخرون يحاولون كتم ضحكاتهم ، نظر بسخط لدانييل قبل أن يجيبه " ومن قال انه سيراك حتى تعلم اني لن افرط في حياتك او حمايتك يا ابله "
كتف دانييل ذراعيه معاَ وارجع ظهره على الوسادة خلفه ليقول بهدوء
" حسناً ما الخطة "
ابتسم ماثيو بخبث وأشار للشباب بأن يقتربو منه وبعد أن جلسو حوله هو ودانييل قال
" بكل بساطة سنقوم بــ ..  "

.......

قام زايدن بشد المعطف على جسده قبل أن يتكور حول نفسه ويسند رأسه لشاهد القبر ليغمض عينه وينام بالقرب من زوجته وطفله وشهقاته التي تحبس أنفاس الكون من حوله لا تزال تخرج بدون قصد منه 
لربما مرت ساعات منذ أن نام ولكنه للان لم يستيقظ بالرغم من كون جسده يرتجف لبرودة الجو وبلل ملابسه بفعل المطر لتجعله يتجمد ولكنه لا يستيقظ أو بالأحرى ، هو لا يريد الاستيقاظ
قال أحدهم ذات مرة
النوم هو الطريق الاسهل للهرب من مشاكلك
ولكنه أيضا الطريق الاسهل لتعقيد الأمور
هربك من ما تشعر به يدل على ضعفك ، خوفك ، وارتجاف روحك المخزي ، يدل على كونك جباناً غير قادرٍ على المحاربة والقتال
سواءاً كنت على حق او خطأ اياك والهرب من مشاكلك اياك ان تستمر على خطأك وذنبك
فقط إياك ان ترفع رايآت استسلامك لضعف اعتراك لـ لحظاتٍ قصيرة
الحياة يا صديقي ما هي إلا حروب مستمرة ، انتصارات وهزائم دائمة
خسارة وربح واقع
ان كنت مخطأً فقط اعتذر وان كنت على صواب لا تستسلم 
" سيدي يجب أن تستيقظ ستمرض "
رجلٌ مسن كان يقف فوق زايدن المتكور حول نفسه ويرتجف كطفل وحيد وبائس ويمسك بيده مظلة يحاول حماية جسد المستلقي من مطر الشتاء الممرض
كانت لحظات قبل أن يفيق زايدن بعيون متورمة وملامح شاحبة وهو ينظر للمسن بنظرات قد يئست من العيش ، اكفهرت ملامح العجوز بحزن قبل أن يمد يده لزايدن يساعده على الوقوف
كل هذا حدث بصمت
" هذه زوجتك؟"
اومئ زايدن على سؤال الرجل
" تعلم يمكنك أن تشاركني ما يثقل كاهلك  ، يقال ان الحديث مع الغرباء يداوي الروح الهالكة ويجبر الكسور المزمنة "
نظر له زايدن بصمت قبل أن يتحدث بصوت غلبه الحزن والبؤس  " يا ليت هناك غريباً قد يستيطع سماع قصتي البائسة ، ليتني استطيع ان أروى حكايتي بدون أن أرى نظرات خوف او شفقة
الحديث يجلب الهم ويؤرق الروح بذكريات الماضي السوداوية ، الحديث قد يداوي الروح ولكنه سيزرع في قلبك الخوف من أن يفصح الغريب عن سرك المكنون في جوفك
يا سيدي ما الحديث إلا لمن كان له صاحب يغنيه عمن حوله ، شخص يأتمنه على كل شره وسواده "
ضحك العجوز وتلك التجاعيد التي تدل على كبر سنه وضحكاته الممزوجة بتعب من تجارب الحياة المريرة قد لفتت انتباه زايدن بشكل كامل
متى كانت آخر مره قد ضحك أحدهم أمامه او تحدث معه أحدهم بلا خوف منه؟
" اسمعني يا ولدي تبدو كشخص لاقي من علقم الحياة ما أمات قلبه وجعل مرارة روحه تخرج في أفعاله ،  حديثك يخبرني انك ارتكبت ذنوباً لربما لن يغفرها لك البشر ولكن يجب أن تعلم انك لست وحدك من يعاني كلي آذان صاغية إن أردت الحديث "
ابتسم زايدن بسخرية قبل أن يقول بنبرة باردة

في ليلة من ديسمبر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن