24: بُقعتي الآمنة لا تَسَعُ كلينا.

64 8 37
                                    

'كم خسِرَتْ لترى في كل رغباتها خسارة؟'

ــــــــــــــــــــــــ

"أنا معجبٌ بكِ، ڤي!"

توسعت عينيها باندهاش وقليل من الحرج، صمتها أعرب عن رغبة أنانيّة بها تريد الاقتراب منه كما يفعل الآن! التمست صدقه الذي جعل قلبها يخفق بشكلٍ غريب وأصبحت أنفاسها حبيسة رئتيها.

وقف أمامها ودنا برأسه ليلامس أنفه خاصتها؛ فأنزلت نظرها لشفتيه كما يفعل، ولم تشعر بعدها سوى بالتحامهما. أغلقت عينيها حين خلل أنامله خلف أذنها تبادله قبلته الرقيقة.

غير زاوية القبلة وبدأ يعبث بشفتيه قليلاً وهي تاركة إياه يفعل، تحت أنظار الذي تتقد عينيه شراراً.

باللحظة الذي مدّ يده ليضعها على خاصرتها، وضعت يدها على كتفه لتدفعه قليلاً، وتفصل تواصلهما. توقف هو ونظر لها للحظات لم تبادله بها، حيث أزاحت بصرها مقتضبة الحاجبين وكأنها ندمت.

ساقته أفكاره لمكانٍ شهدِ فيه على قبلةٍ لها سبّبت لها الأذيّة، وغلبه يقينه أنها لا تزال لا تثق به وتشعر بعدم الامان جانبه؛ لكونه تذكرةً مباشرةً لحياتها ونفسها السابقة التي لا تريد أن تقربها بشيئ.

لكنها نفت ذلك وأخرجته من أفكاره حين قالت بصوت هادئ:

"هيَ تحبّك!"

انقلبت تعابيره كليّاً لكنها لم تترك له مجالاً طويلاً ليفكر.

"لا أريد التدخل بينكما، لكن أظنّ أنه من الأفضل لو راجعت رغبتك الحقيقية يونغي. ان كانت لديك فرصة لتصليح شيئ بين شخص تعلم أنك تعني له ويعني لك، لا تخسرها!"

غادرت تضع يديها في جيوبها، وهو بقي متسمراً بمكانه ينظر للبقعة التي كانت تقف عليها.

اخفى جونغكوك نفسه لرؤيته اقترابها، وهي التفتت قليلاً تمنحه خيطاً أمتن:
"هي كانت حقا قلقة عليك، لدرجة طلبت مني لقائك!"

هي ألقت كلامها الأخير بنبرة الصوت التي أتت تكلمه بها ورحلت. رص على أسنانه بضيق. وهو الذي ظنّ أنها تأثرت بالمشاعر التي خاضها كلاهما قبل أجزاء من الدقيقة..

كانت تظن أنها تساعده برؤية احساسه الداخلي، وتلفته عن تجربته القاسية، لكن ما لم تعلمه أنها فعلت العكس لذاتها وعادت لتقيد نفسها بحكم تجاربها.

تعلم أنها بسجن، وتعلم أنها ليست حرّة بما تختاره وبحجم القيود التي توقفها. لكنها لا تستطيع رؤية السبب الواضح لكونها هكذا. هي تعرف أن عليها الابتعاد عن الجميع لتبقى ببقعة ضيقة آمنة. فقط.

BETWEEN GRAY &BlACKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن