BETWEEN GRAY &BlACK

03: استنزافٌ مَشروع.

نوت للقراء غير الجدد: الرواية يتم إعادة نشرها بتغييرات جذرية..

فوت+كومنت'ز تعدل مزاجي= بارت بفترة قريبة جداً💞

●●●

'البحث عن أمرٍ أقلُّ إرهاقاً من البحث عن نفسكِ في متاهات شخصك، ما هو إلا متاهةٌ أخرى'

•••

أصابني دوارٌ شديدٌ لتضعف ساقاي عن حملِ جسدي فسقطتُ على ركبتاي بضعف..

حدّةُ أنفاسي تزيد وجسدي يتآكل من التّعب ، أنا الآن حقّاً لا أمتلكُ سبباً يدفعني على الإكمالِ بهذهِ المهزلةِ المسماةِ 'حياة'بعدَ الآن ، خوفي اللعينُ من الموتُ هو قيدي الوحيد..

انشغلتُ بتهدئةِ تنفُّسي، ولم ألحظ أنّ الصوتَ خلفي اختفى التفتت لأتأكّد من ذلك وكان الشارِعُ خالياً..

حاولت الوقوف بصعوبةٍ لأكمِل ذلك الدربَ الذي طالَ كثيراً للّيلة..

وصلتُ لمنزلي لأفتح البابَ وأدخل لأرمي بنفسي على السرير ، أنا فقط رميتُ نفسي ،وكلّي رغبةٌ بكونهِ حافة هاويةٍ اسافِرُ بعدها إلى عالمٍ أبيضَ بعيدٍ عن كلّ هذا الصّخبِ والجنون...

أنا هكذا عندما أحاولُ أن أنالَ شيئاً ولو كانَ سَكِينَةً ينالُ مني كلّ شيئٍ لأعودَ إلى منزلي فارِغةٌ من أيّ رغبةٍ بالحياة..

أسدلتُ ستائر عينيّ ببطئ ،وأنا متأكدةٌ أن لا أرق سيغلبني اللّيلة، فهل من شيئٍ أشدُّ قوّة من الصّعقاتِ الكهربائيةِ أحيا جثّةً قبلاً؟!

____

استيقظَت في الصّباحِ وشعرَت بارتخاءِ جسدها بشكلٍ غريب، وجدت صعوبَةً بالِغةً في تحريكِ جسدها انشاً واحداً، لشدة هدوئها كانت تشعر بنبضاتُ قلبها تطرقُ بصخبٍ جدران صدرها..

الهالاتُ السّوداءُ حجزت مكاناً لا بأس به أسفل عينيها المثقلةِ جفونها، وجهها شاحب، وشفتاها جافةٌ من أي لونٍ أو حياة..

تطلَّب منها الأمر عدّة دقائق لِتنهَضَ لتواجهَ روتيناً يومياً كئيباً يستنزفُ روحها وملامح وجهها..

انتهت من ارتداءِ ملابسها المدرسية، لتنظرَ مرّةً أخيرةً بالمرآة ..

" أتمنّى أن يتملّكني التعبُ يوميّاً عوضاً عنِ الأفكارِ والكوابيس" زفرت بضعفٍ وخرجت من المنزل دونَ أكلِ شيئ..

____

بعد وقتٍ من سيرها الذي لم تدرك مدى طولهِ حتى، دخلت لثانويتها وكلّ ما في عقلها هو ' كم ساعة بقيت لإغادر؟'
التقت عينيها بخاصّتيّ من تشاجرت معه البارحة من بين رفاقهِ وقلبتها بسرعةٍ وهي تزفِرُ الهواء بانزعاج ملفّق؛ لتوترها من تحديقاته الكارهه..