18

72 8 31
                                    

 

طالما كان شعور قوي بداخلي يدفعني لأن اقطع الحبل الذي انقذ به نفسي القديمة التي تصارع على الحافة..

لكنني لم اقوَ يوما على ذلك، بكل مرة أردتُ اسقاطي للأبد كي لا اسقط مرة أخرى .. أسمع صوتاً يحذرني بذعرٍ غير اعتيادي..

بأنه ورغم ملاقاتي المتكررة للمتاعب وعسر الحال، تلك الذكريات هي كل ما اعرف. الالم الذي بها هو كل ما شعرت وكل ما أعرف كيف أمارس شعوره.

شيئ بقي يحذرني انني لو فقدتها سوف أفقدني، اضيعني بالكامل، ولن اجدني ابداً..

سأقضي ما تبقى من عمري أبحث بكلِّ شخصٍ عن مزايا اضيفها للشخصية التي اريدها ان تكونني، وعندها...

سأكون لا شيئ.

لذلك تراني دائماً ورغم ما أحمله من مشاعر سلبية تجاه ذاتي أعيد سؤال نفسي، هل كان التخلي عني سهلاً لتلك الدرجة؟

إجابتي مشتتة.
لا.. لأنني احتفظت بالشتات الذي بقي مني رغم صعوبة الأمر، في محاولة ألا أخسرني بكاملي، ونعم.. لأنني ظلمت نفسي وفعلت بعض الأحيان بلا أدنى ندم...

_____

"أين هاتان الفتاتان بحقّ السماء؟"

نطقت ميليسا بتذمر وقضبت حاجبيها فيما تطالع هاتفها وترسل رسائل لمن عنتهما. توقفت لتنفخ وجنتيها بضجرٍ وتسائلت ان كانت فيرونا لا تزال مترددة بشان تكوين الصداقات هنا بسبب أمر اللعنة الذي يتناقله الجميع.

"هل هي بخير؟ اين قد تكون يا ترى؟ انتهت الاستراحة ولم ارَها!"

"أجل انا بخير!"

جفلت ميلي حين سمعت فجأةً صوتاً بجانبها. وضعت قبضتيها على قلبها وأمالت رأسها تنظر باستغرابٍ حين وجدت جيني تجلس على درجات السلالم جانبها تماماً، ومتّكِئَةٌ بجسدها على الحائط وخديها متوردان قليلاً.

فتحت جيني عينيها تسأل باستغراب "لكنني رايتك في الاسترا-- اوه، المعذرة، كنتِ تتكلمين عن صديقتكِ الجديدة!"

انزلت ميلي يديها لجانبي جسدها حين بدا لها أنّ الاخرى بحالة ثمالة مجدداً. نظرت حولها بحرصٍ قبل أن تستفسر: "جيني ما الذي..؟"

وقفت جيني تقترب من مكان وقوف ميليسا:
"لكن الم تكن ذاتها التي اخبرتكِ ان 'تنشغلي بشؤونكِ اللعينة' وتبتعدي عنها؟ ماذا يجري لكم بسبب تلك المختلة!"

سكنت ميليسا لتلقيها ذلك الكلام اللاذع من المُقابِلة، وأغلقت انفراج شفتيها حين رأت فيرونا توقفت خلف جيني بمسافةٍ وتحمل تعابيراً فارغة من الاهتمام.

BETWEEN GRAY &BlACKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن