" نتوقع من الاشياء أن تكون كما نريدها ، و أحيانا هي أكثر مما نريد و لكننا نفتقد الحواس الصادقة لإدراك الماورائيات ، فنطلب
سطحيتها بدل عمقها ، و سرعة ظهورها بدل الاستمتاع بتفاصيلها ،و هذا ما ترفضه قوانين الطبيعة و تعتبره أسرار الكون الجميل
إهانة لروعتها فلا تظهر للجميع ، " يمكن ان تكون اجمل شيء في العالم دون ان يراك احد" ، إنها لمسألة عويصة أن تتشبث بجانب
من الجانبين ، الخير أو الشر ، الأسود أو الأبيض، لكن المعادلة الحقيقية تكمن في التفريق بينهما ، يمين - يسار ،" القدرة على التفريق
" هذا ما نولد به فطريا و نفقده شيئا فشيئا طوال فترة تواجدنا على الارض ، فتارة يبدو أن الأبيض أسود و تارة أخرى يبدو أن الشر
هو الخير ، انها كتلك المعركة الأبدية داخلنا بين شياطيننا و الملائكة ، حرب لنفوز بها ليس علينا ان نهزم احدا بل ان نترفع عن كل
شيء ، و ما بين المعارك البسيكوفلسفية ينفصم المرئ عدة مرات قبل ان يعود لرشده اخيرا ، مرضى الإنفصام الحقيقيون هم فئة
خرجت نقاشاتها الى الملئ و لربما أنا واحد منهم بعذر الفن ، لكن الحقيقة الواضحة ، أننا جميعا عرضة لتلك الحروب ، فنختار أن
نحب اليوم تحت تأثير وقائع آمنا بوجودها و حقيقتها ، و نرى غداً
كم أننا كنا حمقى لتصديق السراب ، و من ثم نعود بعد غد مشتاقين الى أيام مضت ، لطالما تأرجح الانسان بين الرفض و القبول ،
بحثت عن طريق ثالث ، سبيل لا يقيد هذا البشر بخيارين فقط . انها مفاوضات القلب و العقل ، فما هو السبيل لإرضاء الطرفين؟
و الأهم ، إرضاء المخلوق البشري البسيط ؟"