ابتليت بلون أحمر قاني، هويت رؤيته مترقرقا كشلال فائض منبعه الأعناق، فتنت بالقتل وإراقة الدماء، و عشقت تمزيق الأجساد، أهذا عادي ؟
لا ! بل الجنون بأم عينه ..
أنا سفاح في الليلة الظلماء، أعيدوني لعالمي ..أعيروني خنجري فهو هويتي وهوايتي المجنونة، وأنجدوني من هذا العذاب، ليس جسدي هو صاحب الضرر بل نفس تنغمس في جنون الصرع !
وا غوثاه من هذا العذاب ..
واغوثاه من بياض واضطراب ..
ذروني حارسا ذليلا ووجهوني لإعدام المحكومين عليهم، أو عذبوا جسدي وقطعوه إلى أطراف، فقط ! لأرى الدماء، وإن أبيتم هذا وذاك فاصنعو لحياتي نقطة الإختتام ..
هدوء أطبق على المكان ..
وسكون أيقظ ضجيج الوجدان ..
أفكاري تحوم في فلك الصرخات، ومشاعري تتخبط كسمك فارق مياهه، عقلي يكاد ينفجر من هذه العزلة القاتلة ومن الصمت الذي طال حتى صار دبيبه الخفي يفتك بي !
والبياض رئيس المكان ..
لا لون آخر غيره ..
يحيط بي فتخنقني شفافيته، البياض ! لون صُنع للعذاب، من قال أنه لون النقاء؟ فليتجرع معي يوما في هذا المكان ..
لم يعد لي في هذا المكان المنكر إلا ذكرياتي التي تبيض وتتشوش يوما بعد يوم، ذكريات تغاظيت عنها طويلا ، إلا أنها وجدت مخرجها وسط وطأة هذا الوجوم .
مجرم أنا ..ولكن لست من فراغ ، ولست نادما على جرائمي بل سأسترسل فيها لو كتب لي البقاء، أنا ونفسي
وأفعالي نتيجة ، ونتيجة المائة ليست حصيلة جمع أصفار، بل أحداث متراكمة حجبت عني كل الأنوار فلم أجد أمامي إلا سبيل الإكتئاب، اكتئاب قاتل واضطراب نفسي يفتك بي وبكل من حولي .
أنا الذي لا أنعت إلا بأم يطوقها السباب، وأب سكير يترنح من مكان إلى مكان، لا حق لي في العمل ، ولا في الدراسة ولا حتى الإستقرار ، وكأني خطيئة أنجبها الزمان، فكان نصيبها الإستهزاء والإستحقار، هم من صنعوا هذا الوحش، وهم من أخرجوا جنونه من عرينه، هم الذي أردوني قتيل النفس فغدوت قاتل الأجساد، فليتحملوا أوزارهم دون شكوى .
ألا زلت حقا في هذا العالم ؟ أم هذا البياض دوامة نقلتني إلى بعد آخر، أأمر بأيام بليلها والنهار كباقي الورى ؟ أم أني بين خيوط اللازمان ؟ كم مر من الزمن علي ؟
اضطرب عقلي وتخللته الشكوك ، تبددت مشاعري وذكرياتي ، ثقلت علي نفسي وأرهقها النسيان ، كأني أتلاشى لأصير جزء من هذا البياض الناصع، العذاب الذي افترس نفسي وعقلي، وطمسني رجلا بلا هوية ، تلك الحمرة القانية بهتت حتى غدت وردية وما زالت تتناقص إلى أن أرثيها في جنازة النسيان.
ربما كنت مجرما.. فليخبرني أحدكم كيف أجرم في حق نفسي ! كيف أقتل ..كيف تغادر الروح الأجسام ؟ أريد أن تغفو عيناي إلا الأبد فلا ترى سوى السواد، لا مزيدا من البياض ..
العنوان من عند نفسي الماضيه✨ marselenia
![](https://img.wattpad.com/cover/245850419-288-k385371.jpg)