المقدمة

141 25 74
                                    

اطأت اول خطوة لي بالمسرح.
ومن أول ثانية حينما رسم شكلي ببؤبؤ الجمهور نهض ليبدأ الهتاف والتصفير. لم ابدي ذرة اهتمام،
ملامحي الباردة هي التي رسمت على ملامحي كالمعتاد.

لم يستغرب أحد ما فقد صار هذا كشرب الماء، ولن انكر الملامح المستغربة التي رسمت على محياهم من اول يوم لي بعالم الغناء، فكما يعلم الجميع المغنون مميزون بابتسامتهم المشرقة ومرحهم.

أما عني فانا بعيدة كثيرا عن صفات سكان عالم الغناء، ملامحي زينت بالبرود واكاد اقسم ان جمهوري لو رأوني ابتسم لاغمي عليهم من شدة الصدمة،انا لا ابالغ.

مرت سنة كاملة منذ مجيئي لكوكب الأرض، وتخفيت بإسم "كاميليا". منزلي بحي بسيط رغم اني أفيض بالمال. لكن ما شأني بالثراء،هل هناك أحد يحتاجه وهو على شكل تحفة موضوعة فوق المسرح تغني وفقط تتنفس.

جميع اغانيها عبارة عن هدوء امتزج مع خيبة أمل حصلت بالماضي البعيد وصنفت من صنف الذكريات البالية.

انهيت اغنيتي لاخرج فورا واعود لمنزلي، لم يستغرب أحد فهذا صار روتيناً يومي.
استيقظ بدون اي يوقظني أحد وانزل الدرج ولا يلقي علي احد التحية افطر وحدي دون تشارك الحديث مع أحد، أبدل ملابسي التي عبارة عن سروال ضيق طويل وقميص يقف طوله الى منتصف خصري..

لا أودع أحدا ولا أنتظر احدا ان يودعني لا يسألني أحد اين ساذهب او متى سأعود ولا ينصحني أحد بعدم التأخر..

أدخل مدرستي واجلس بآخر كرسي في الصف دون ان يأتي لي أحد ويسأل عن حالي وهل هناك جديد.
وكالعادة أكمل يومي وأعود.

دون تلقي اتصال من أحد او مشاركة الحديث مع أحد بالطريق.
أدخل للبيت الذي ميز بهدوءه المألم، لا أحد يعانقني ويسعد بعودتي ويسألني عن تفاصيل يومي، اتناول العشاء واخلد للنوم بلا تسلل كلمة" تصبح على خير"على مسمعي..
باختصار لا احد انتظره ولا احد ينتظرني.
حين اتلقي اتصال باني مدعوة لحفلة لاغني بها.
امشط شعري القصير الذي ميز بلونه الاسود واضع نصفه على عيني واضح نظارتي الشمسية.

ودائما حين أغني تهاجمني الذكريات المألمة
حين قالت لي أختي".. هذه الساحرة ستغير شكلك وستمدك بصوت بغاية النعومة فحين تصلين لكوكب الأرض عليك الغناء للا تتأثر حالتك المادية.. هل فهمت.. كوني بخير"

حينها سالت الدموع من مقلتي أختي وبدوري أنا أحدق بها بهدوء، لم تسل دمعة واحدة من مقلتيي، كيف ستسيل الدموع والقلب ذبل.

كان حينها اسمي نويارا كوين، التي عبارة عن آلة قتل،والذي أعيش معهم الآن كنت ألذَّ اعدائهم وكنت كوابيس ليلهم، وكم كانو يمقتونني حينها، لم استغرب الأمر فأي مشاعر سيصوبونها لشخص قلب حياتهم رأسا على عقب وسلب أحبائهم بدم بارد.

قُــوَتِــي فِــي ظُـــلْـمَـــتِــــــي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن