الجزء السابع عشر

2.6K 121 8
                                    

بقلمي :اسماء مكتفي

🍁
🍁
🍁
🍁
🍁
🍁
🍁
🍁

فتحت هبه عينيها في الصباح بألم .. تحس بصداع عنيف ينخر جدران رأسها .. حاولت النهوض ، لم تستطع ..  اقتربت ببطئ نحو زجاجة الماء الموضوعة بجانب السرير على المنضدة .. ارتشفت بعض المياه تروي عطشها بعد نومها الطويل .. تحاملت على نفسها و اتجهت الى الحمام تغسل وجهها .. اطلعت الى المرآة تنظر الى  كدمات  وجهها المنتفخ ..

تتجه نحو الباب  ..  تريد الذهاب لخدمته ككل يوم .. تذكرت ما حذرها به البارحة -منشوفكش قدامي هاد السيمانة ولا نسمع حسك- تراجعت ببطئ الى الوراء ترتجف بخطواتها .. تكورت على سريرها مجددا .. ازداد الصداع برأسها .. اغمضت عينيها لتعود الى نومها كأنها لم تنم منذ مائة عام .

*************************

أما مريم .. فقد تغيرت بشكل تام .. اصبحت ملابسها اكثر احتشاما .. تغيرت تصرفاتها .. تذهب الى عملها ثم ترجع الى تلك الغرفة المتواضعة فور الانتهاء منه .. لم تعد تلتقي  بأحد .. تشكر هبه بإمتنان في سرها .. تندم على الحقد الذي كان يشتعل  بداخلها عندما كانت تبادر بنصحها لتغير من نفسها .. 

و في عملها ، كانت تلاحظ شابا يأتي دائما الى محل عملها كل اسبوع بصحبة ابنته الصغيرة .. يتودد الى مريم بنظرات لا تراها الا على وجه عاشق ينظر الى محبوبته .. لم تفهم مريم تعبيرات وجهه .. فهو بالنسبة لها مجرد زبون تساعد ابنته في اختيار ما تريد بلطف .. يدفع ثمن ما اختارته ابنته .. تسلمه اكياس مشترياته و تنتهي معاملتهما عند هذا الحد مع ابتسامة  على وجهه ..

مريم في سرها : سعدات هاد البنت بباها شحال مفششها ..

ابتسمت بألم و هي تتذكر اباها  :هه ماشي بحال اللي عندي ..

******************************

مرت يومين لم يرجع فيها اسامة ذالك القصر حيث توجد هبه .. ضل مع الادهم متجنبا ان تلتقي عينيه بعينيها .. كان يحكي له عن كل ما يضايقه ككل مرة يأتيه فيها .. يحكي له عن احزانه .. اخفاقاته .. نقاط ضعفه و قوته .. يحتضنه و يبكي امامه احيانا اذا تراكمت ذكراياته داخل قلبه .. امامه هو فقط .. لا يمكن لأي مخلوق ان يعرف ما يجول داخل رأسه ، حتى لو كانت تهب داخله العواصف .. لن تستطيع معرفة شيء عن ما يجول في باله .. ستجن و انت تحاول فهم شيء منه .. لن يقابلك الا وجهه البارد ..

************************

رن هاتف القصر..

اتجهت نحوه الدادة رقية مسرعة لتجيب: الو قصر اسامة المالكي..

كريم بمرح: دادة رقية لاباس عليك .. معاك كريم اش خبارك..

دادة رقية : أهلا اهلا فين غبرتي .. صافي نسيتي دادة رقية مبقيتيش كتسول..

الفارس و السمراء (رواية مغربية🇲🇦 مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن