✨ الفصل الثالث ✨

831 65 35
                                    

احم استمتعوا ❤️😿...



الفصل الثالث


أخذَ آلن ينزلُ السُّلمَ بخطوات قصيرة
مع استناده على الجدران  بسبب إرهاقه
وتعبه، سُمع لخطواته صرير خافتٌ يدلُّ
على قِدم درجات السُّلم، وعندما اقتربَ إلى
الدَّور الأرضيِّ تدفَّقَ إلى سمعه صوت
سعالٍ حادٍّ ممَّا بعثَ القلق داخله،
همَّ بالسَّير نحو مصدر الصوت
وها هو يقف أمام غرفة أمِّه، وجد الباب
شبه مغلق ليقرِّرَ اختلاسَ النَّظر ليجدَ
أمَّه جالسةً على الأرضيَّة الباردة تُمسكُ
بصدرها وتسعلُ بحدَّةٍ، كادَ يجزِمُ أنَّ روحها
تخرجُ مع كلِّ واحدة، قبضَ على يده
قهرًا بسبب عدم مقدرته على شراء الدَّواء
لها متناسيا صحَّته المتداعية.

خرجَ من منزلِه متَّجهًا نحو عمله،
يرتدي أحد قمصانه التي لا تناسب برودة
الطَّقس، بعد عدَّة دقائق من السَّير وقفَ
أمام أحد المقاهي، وضع يده الجافَّة من
برودة الطقس على المقبض ليفتحَ الباب
ويلجَ إلى الدَّاخل.

وقفَ أمام خزانتِه وتناولَ مئزره الأسود،
ربطه على خصره ليبدأ بغسل
الأواني، تارةً يقفُ ليأخذَ أنفاسه وتارةً
يضعُ يده على حوض المغسلة من أجل
أنْ يعيد توازنه لينجوا من السُّقوط.

وأخيرًا حانَ وقت راحته ليتنفَّسَ
الصّعداء، لكنَّ فرحته لم تَدمْ،
نطق مدير المطعم بلَكنةٍ قاسية :
" اليوم بسبب ازدحام المطعم لنْ تكونَ هناك
راحة، وستعمل كنادل ".
أردف آلن بصوت منخفض : " لكن .."
لمْ يكملْ جملته بسبب صوت المدير
الذي عاد للعلوِّ مُجدَّدًا قائلًا بغضب :
" إنْ لمْ تكنْ تريدُ أنْ تعملَ يمكنكَ
الاستقالة بكلِّ بساطة "
بلعَ آلن غصَّته وبخطوات مُتعبَة أخذَ
يخرجُ من المطبخ ليبدأ بأخذ طلبات الزبائن.

بعد أنْ تناول قائمة الطَّعام مع
دفترٍ وقلمٍ ليكتبَ الطَّلبات، راح
يأخذ طلب الزبائن، وقف أمام
شابٍّ يبدو في العشرينات من عمره،
شعرُه بندقيٌّ يصل إلى رقبته
وعينيه بنفس اللون، بدا مندمجًا في كتابة
شيء ما، لهذا لمْ ينطقْ الأصغر بشيء حتَّى
انتبه الأكبر عليه، ليبتسمَ ثمَّ ينطق :
" آسفٌ، لمْ انتبه عليكَ، كنتُ مندمجًا "
هزَّ آلن رأسه بالنَّفي وأردف : " لا بأس "
ثم أتبع قوله : " ماذا تريدُ أنْ تطلب سيدي ؟ "
أردف الشَّابُّ : " هذه أوَّلُ مرَّة لي هنا،
هل يمكنُ أنْ تطلبَ لي على ذوقكَ الخاصِّ ؟ "
" هل أنتَ متأكِّد ؟ لا أعتقدُ أنِّي الشَّخصُ
الصَّحي… "
لمْ يكملْ جملته بسبب الدُّوار الذي
باغته جاعلًا منه يضعُ يده على
الطَّاولة لمنعِ وقوعه، فَزِعَ الأكبر لينهضَ
من مقعده بخوفٍ وقلق ثمَّ نطق :
" أيُّها الفتى، هل أنتَ بخير؟ "
أمسكَ آلن رأسه بألم وأردف : " بـ ... بخير"
همَّ ذو البُندقيَّتين بمساعدته على الجلوس
ثمَّ هتف بقلق : " لا تبدو كشخصٍ بخير،
وجهكَ شاحبٌ، وجسدكَ ضعيفُ البنيةِ،
متى آخر مرَّة أكلتَ فيها ؟ "
" امم .. ليس من فترة طويلة، أعتقد من
يوم ونص أو يومين … لا أتذكَّر "
شهق الأكبر ثمَّ وضع يده على فمه من
الصَّدمة، كيف لفتًى بهذا العمر أنْ يعملَ
بدون طعام ؟ "
" أين والديكَ ؟ "
نظرَ آلن إليه بحزن، ابتلعَ غصَّته
وبقيَ صامتًا لثوانٍ، وأخيرًا نطق
بحزن : " أمِّي مريضة .. أمّـا أبي، فقدْ
تخلَّى عنِّي قبل أنْ أولدَ حتَّى "
شعرَ ذو البُندقيَّتين بالعطف على هذا
الصَّبيِّ، أرادَ أنْ يأخذه إلى صدره لعلَّه
يخفِّفُ قليلًا من ألمه، تردَّدَ قليلًا 
ليضعَ يده على رأسه بلطف ثمَّ نطق
بحنان : " الآنَ سأحضر لكَ طعامًا،
أريدُ منكَ أنْ تاكلَ جيِّدًا، حسنًا ؟ "
اكتفى الأصغر بهزِّ رأسه إيجابًا
رغم أنَّها ليستْ عادته أنْ يُنصتَ
لشخصٍ غريب بهذه السهولة،
لكنَّ هذا الشُّعور الذي لمْ يشعرْ به
من قبل جعله يرضخَ لذلك،
بعد أنْ طلب ذو البُندقيَّتين الطَّعام،
جلس آلن أمام الطَّاولة بخجل بعد
أنْ تناوله، وأردف بذات الخجل
الذي بدا على وجهه : " هل يمكنني أنْ
أعرفَ مَنْ أنتَ يا سيِّدي ؟ "
قهقه ذو البُندقيَّتين ثمَّ هتف : " اسمي ليام،
وأنا طالب طبٍّ، وأنتَ ؟ "
" أنا آلن … "
صمتَ قليلًا ثمَّ ابتسمَ قبل أنْ يتلقَّ تلك الصَّفعة،
أمسكَ آلن خدَّه بألم بينما
يحدِّقُ في مديره بانكسار، نهضَ
من مقعده والتزمَ الصَّمت،
" تهربُ من العمل إذًا ! "
رفعَ يده محاوِلًا صفعَه مرَّة أخرى،
ولكنَّ ليام وقف أمامه وبغضب قال :
" كيف تجرَّأتَ على صفعِ فتًى
صغير بعمر العاشرة فحسب ؟ "
أردف المدير بسخرية : " ومَنْ أنتَ أيُّها
السَّيد "
نطقَ ليام ببرود : " من عائلة ديفيد "
فتحَ المدير عينيه بصدمةٍ ليقولَ :
" اا .. آسفٌ سيِّدي، سامحنِي "
تنهَّد ليام ورمى بضع ورقَات نقديَّة،
أمسكَ يد آلن الصَّغيرة النَّحيلة
واتَّجه إلى خارج المطعم "

أمام باب المطعم همَّ ليام بلفِّ وشاحِه
على رقبة الصَّغير بعد أنْ رفضَ
أخذَ سترتِه، وبعد لحظاتِ
صمتٍ قال الأصَّغر بينما وجهه احمرَّ
خجلًا : " سيد ... أقصد ليام،
عمري خمسة عشرة عامًا " 
" اااا ... ماذااا؟ تبدو أصغرَ من ذلك بكثير "
أتبعَ آلن بذاتِ الخجل : " يُقالُ لي هذا كثيرًا "
قهقه ليام، وها هو يفركُ شعرَ الصَّغير البُندقيِّ
هاتفًا : " عليكَ أنْ تهتمَّ بطعامكَ أكثر "
قالَ آلن في محاولةٍ منه لتغيير الموضوع :
" شكرًا لمساعدتكَ، أمَّا الآن فعليَّ الذَّهاب قبل
أنْ يتأخَّرَ الوقتُ أكثر "
ودَّعه ليام وشعوره بالقلق نحو الفتى
الصَّغير لمْ يفارِقه.

يتبع.


_____________________________________

رأيكم 🥺؟؟

اي توقعات ؟😿

تعليق لطيف يسعدنا 😣❤️❤️

اريد اخبارك بأن هناك احتمال ان نغير ايام النشر الى كل خميس و اثنين 🧡🙂..

فقط احبكم🧡

مشترك مع _naan_story_

حُلم بين صفحات 🌠حيث تعيش القصص. اكتشف الآن