✨ الخامس و العشرون ✨

116 12 0
                                    


في تلك السيارة السوداء يقبع الأخوان الأكبران لعائلة ديفيد في جو أشبه بسماء مُثقلة بالغيوم السوداء الرمادية، عدا أنَّ قطرات المطر كانت تأبى الهطول مريحةً إياهم.
"لم يطرأ أي مستجد في حالة آلن ؟ أقصد متبرع"
ذكر الأصغر بنبرة هادئة : "لا جديد"
"وبالنسبة لصحته أتحسَّنت ولو قليلًا ؟"
تنهَّد الأصغر مجددًا ليقول بينما هو يحدق في الطَّريق أمامه : "جاردن أنا أعلم جيدًا مدى اطِّلاعك بحالة آلن ولربما أفضل مني حتى"
صمتَ عاضًّا على شفته السُّفلى مكملًا : "فأنت تعلم مدى انحدار صحته وخصوصًا بعد آخر عمليةٍ أجراها منذ أسبوع ونصف تقريبًا"

ضرب جاردن مقود السيارة صارخًا بحنق : "لستُ أفهم إذا لِمَ يستمر بإجراء العمليات على الرغم من كونه لا يتحسن بتاتًا"
أعرب ليام بصوت حزين مرجعًا رأسه إلى الخلف : "العمليات التي يجريها ليسَ الهدف منها تَحسُّن حالته، بل الإبقاء على قلبه يعمل وحسب، وللأسف هذا أقصى ما نستطيع فعله حتى نجد متبرعًا له وهـــذا إن .."
بترَ جاردن جملة ليام طالبًا منه عدم إكمال جملته الموجعة،
وما إن طلب منه ذلك حتى عاد الصمت مجددًا ليسيطر، فما الذي يُقال ليقولوه، ها هو أخوهم الأصغر يقف على نهاية الحافة وأيديهم تعجز عن الوصول إليه مهما حاولوا.


كان آلن جالسًا على كرسيه المعدني البارد، والذي احتضنه طوال فترة مكوثه في المشفى ليغدو له سندًا وخير رفيقٍ في أزمته، أرخى جذعه وتنهَّد بعمق مغمضًا عيناه، غزاه الإرهاق وتمكَّن منه.

كان يشعر بجسده يَهِنُ يومًا بعد يوم، ومع العلاجات الكثيرة والأدوية التي لا تنتهي هذا كله لم يُشكل لديه فرقًا ..

دَعك جبينه وفتح عينيه ببطء ليجد آليكس واقفًا عند رأسه يطالع بعينيه قَلَقًا، ابتعد قليلًا ووضع راحة يده على جبين بطلنا قائلًا : "ما بالك ؟ أنت بخير ؟"

أمسك آلن يد أخيه وأنزلها برفقٍ لِيتدلَّى أنبوب المحلول المتَّصل بشريانه فوق الغطاء، ابتسم بدفءٍ و طمأنه أنَّ كلَّ شيء على ما يرام.

جلس آليكس بجواره على إحدى مقاعد المشفى، لَم تفارق عيناه وجه أخيه الباهت الذي يراقب حركة الناس بشرودٍ تام، بلع ريقه ليقرر تغيير هذه الأجواء.

أخرج هاتفه من جيبه وهو يحاول تذكُّر الأمور التي تشدُّ انتباه آلن، فتذكَّر الكُتبَ وعالمها، فتح إحدى المواقع المتخصِّصة في نشر الكتب وبيعِها، وما إن أضاءت الشاشة أمامه حتى ظهرت له صفحة الكاتب الذي يفضِّله آلن، فلم يتردَّد للحظةٍ في دخولها.

وأما عن آلن فقد كان يُمعن النظر في حركات آليكس الغريبة، يشعُّ منه الحماس تارةً تلو الأخرى وهو يعطي هاتفه جُلَّ تركيزه، حاول رؤية الشيء الذي يستحوذ على هذا القدر من الاهتمام لكن عبثًا، فرمقه بعبوسٍ مردفًا : " آليكس، ما الذي يشغلك إلى هذا الحد ؟"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 25 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حُلم بين صفحات 🌠حيث تعيش القصص. اكتشف الآن