✨ الرابع و العشرون ✨

73 8 0
                                    


تتلاشى الأيام بعد أن مُحيت بممحاة عنوانها
"أسرِع، فإنَّ الزمان لا ينتظر أحدهم كان ذا حسب أو نصب،
فقيرًا أو غنيًا، صحيحًا أو عليلًا"
وعلى هذه الشَّاكلة كان بطلنا يُسابق العقارب والساعات
متابعًا رحلتهُ في دائرة اللانهاية، يبحث عن منفذٍ للخروج
من أرضٍ لم تكن من اختياره، أسينتصر هو أم أنَّ دائرة اللانهاية ستصبح ذات نهاية.

يدفع بيده ذات العروق المُخضرَّة البارزة كرسيَّ شقيقه المريض، كرسيٌّ صُنع من الحديد البارد معاونًا إياه على التنقل في ممرات المشفى الهادئة، فبعد أن استقالت قدماه من عملها بات هذا خياره الوحيد، وفي الجانب الآخر قرَّر تجاهل أحزانه متبادلًا الضحكات مع أشقائه الثلاثة مُردفًا بذهول : "لا أصدق أنَّكَ قمتَ بذلك"

رفع صاحب العروق المُخضرَّة إحدى يدَيْه بعيدًا عن الكرسيّ المتحرك، داعمًا حديثه بلغة الجسد التي لا يفقه بها حرفًا : "ولا أنا، كان صاحب الدفتر الذي سرقته أعني استعرته غاضبًا للدرجةِ التي أوهمتني بكونه تحوَّل إلى كيس مُقرمشاتٍ، شُدَّ الضغط عليه حتى راح يُهدِّد بالانفجار بأي لحظة، فما كان مني إلا أن أرجعت دفترة أو ربما زوجته لأفرَّ هاربًا بجلدي"

وسَّع الأكبر عينَيْه بصدمةٍ من هول ما سمعه، ليفتح فمه مستعدًا لتوجيه أنواع وأشكال التوبيخ لآليكس، إلا أنَّ رنين الهاتف أنجده هذه المرة كغيرها من المرات، فما كان منه إلا أن قذف قبلة طائرة اتجاه ذلك المتصل المجهول هامسًا : "لن أنسى صنيعك ما حييت"

قوَّس آلن شفتيه ضاحكًا على ردة فعل آليكس تلك، ولوهلةٍ شعر بغطاء دافئٍ يُوضع فوق ظهره وينسدل على جسده بأكمله، التفت ليُشبع فضوله، فقابله ليام بابتسامة عفوية فور أن انتبه لعيون الأصغر التي تراقبه : "أرى يداكَ ترتجفان، أخبرني إن شعرتَ بالبرد مجددًا"

تمسَّك الصَّغير بالغطاء ودفن به وجهه ذي التعابير الخجلة،
فقهقه ليام على حاله قبل أن يُقَاطَعَ بصوتِ ذلك الشاب الذي بدَا في سِنِّه تقريبًا، التفت نحوه بتعجب، وسرعان ما انخرط معه في أحاديثٍ لم يحسب لها حسابًا.

"والآن ما العمل ؟"
"لستُ أعلم، أننتظرهما؟ و لكنِّي مللتُ الجلوس هنا"
ضيَّق آليكس عينَيْه وعلامة استفهامٍ تقفز فوق رأسه.
"ما الذي تلمح له ؟"
تنهد آلن وأرجع رأسه مغمض العينين.
"لا شيء محدَّد، أعني ما رأيكَ أن نغيِّر الروتين قليلًا"
"وإذًا ؟"
"لنخرج من المشفى في رحلة قصيرة"

وفي تلك اللحظة، أغلق الأكبر الخطَّ في وجه من يحادث، غير آبهٍ بمشاعره أو بمدى جدية الموضوع الذي كان يتحدث فيه، بينما ترك ليام ذاك الشاب المسكين واقفًا يضحك مع ذاته كالأبله تمامًا، ليسحب آليكس من ياقته، أما جاردن فقد استلم مهمة إنقاذ الرهينة من قبضة الخاطف الشرير ليتجهوا جميعًا نحو غرفة التحقيقات.

حُلم بين صفحات 🌠حيث تعيش القصص. اكتشف الآن