✨الفصل السادس عشر✨

565 38 11
                                    

الفصل السادس عشر

دخل أليكس إلى تلك الغرفة ليلمحَ آلن
الممدَّد على السرير والعديد من الأسلاك
تتَّصل بجسده الضَّئيل وبجانبه ذلك المُغذِّي
في يده، بينما يقف ليو على يمينه ينظر
إلى تلك الورقة التي تخرج من جهاز
التَّخطيط الكهربائيّ دلالةً على حالة قلب
الأصغر، أردف أليكس بعد أنْ بلع ريقه
قائلًا بخوف : " حقًا، مَن يرى مصائب
غيره تهون عليه مصائبه، جاردن أنا
أسحب كلامي، حالتي أفضل من حالة
آلن بألف مرَّة "

نظر إليه آلن ضاحكًا ببؤس
" أعتقد ذلك "
اقترب منه جاردن بقلق هاتفًا :
" هل تتألم ؟ "
قاطعه ليام بسحبه بعيدًا عن آلن
الذي اعتلت وجهه ابتسامة
شاحبة : " إنَّ الطَّبيب بجانبه الآن،
دعْ خدماتكَ لنفسكَ " أخذ آلن ينظر
لشقيقه الأكبر البائس بزاوية الغرفة
لينطقَ مُطَمئنًا إيَّاه : " أخي بحق، أنا
بخير لا تقلق " زفر المعنيّ الهواء
براحة ليومِئ له برضى.

بعد قليل من الوقت، استأذن الطَّبيب
خارجًا من الغرفة، فاقترب أليكس من آلن
وعلى وجهه ملامح أشبه بجروٍ حزين :
" هل ستلبثُ طويلًا هنا ؟ كنتُ أتمنَّى
أنْ أقضي المزيد من الوقت معكَ "
" آسف، لقد قال الطَّبيب أنَّني أحتاج
بعض الفحوصات " صمتَ قليلًا وأكمل
بسعادة حاول جاهدًا اختلاقها " انظرْ
إلى الجانب الإيجابيّ، لنْ أمكث أكثر من
يومين " نطق أليكس بهمس : " هل أنتَ
متأكِّد، أنا لا أثق بكلام الأطبَّاء "
أجابه الأصغر بنفس النبرة : " في
الحقيقة ولا أنا أفعل، لكن ثق بي، لنْ
أمكث هنا يومًا إضافيًّا واحدًا قطعًا "

ظهر ليام من خلفهما بابتسامة مرعبة
بينما يضع كلتا يديه على خصره
قائلًا : " هل يمكنني أنْ أعرف بماذا تتهامسان ؟ "

لوَّح كلّ من آلن أليكس بالنَّفي
" مستحيل، ستقتلنا " نطقها آلن ليَليه
أليكس : " لا تحشر أنفكَ في كلِّ صغيرة
وكبيرة، إنَّه أمر لا يعنيكَ "

نظر له ليام وما تزال الابتسامة
الشَّيطانيَّة تعتلي وجهه، فمدَّ يده
مُمسِكًا أليكس من أذنه ناطقًا بنبرة
مرعبة : " لا يعنيني إذًا ! يبدو
أنِّي سأعيد تربيتكَ أيُّها المدلَّل،
فأخوكَ الأكبر لَمْ يُحسن ذلك "
نظر له جاردن بحقد وحمحم
ناطقًا بأسى : " ولَمْ أُحسن تربيتكَ أيضًا "
ليام بفخر : " الاعتراف سيد
الأدلة … إييييه لَمْ تُحسن تربية من !
هل يمكنكَ أنْ تُعيد ما قلتَ "
" أكيد، وأستطيع إعادته ألف مرة … "

~ صوت فتح الباب ~
دخل الطَّبيب ليو ثمَّ أخذ يعصر قبضته
كأنَّما هو بركان على وشك الانفجار ليقول
بحنق : " هل تعلمون أنَّ هذا مشفى، حتى وإنْ
كان عن طريق الصدفة، وإنْ لَمْ تكونوا تعلمون
فها أنا ذا أُخبركم، فهلَّا صَمتُم قليلًا ؟ "

همَّ الجميع يهزُّ رأسه إيجابًا بصمتٍ
عجيب، بما في ذلك آلن الذي لَمْ يكن له
أيّ ذنب فيما حدث، وأخيرًا وبعد أنْ هدأ
ليو، نطق بنبرته اللطيفة المعتادة :
" كيف تشعر الآن آلن ؟ "
ما هذا ! يبدو أنَّ واحدًا آخر سيضاف إلى
قائمة غرباء الأطوار في حلم بين صفحات،
تصدِّقون اسم قائمتهم ليس سيئًا، ربَّما إنْ كُتب
في لوحة مع أضواء بالأصفر والأحمر سيبدو
مثاليًا، عذرًا لقد انجرفنا بعيدًا مرَّة أخرى،
هيا نكمل حيث توقَّفنا، عندما أخذ آلن يردف
قائلًا :
" بخير، فقط مرهق قليلًا لكثرة
الفحوصات، متى سوف ننتهي ؟ "
قالها الأصغر بعد أنْ عبس بانزعاج 
" تحلَّى بالصَّبر، تبقَّى القليل "
أومأ آلن ومازال يرسم على وجهه
الملامح العابسة ليضع ليو يده
فوق شعر الصَّغير يبعثره ثمَّ نطق :
" إذًا، هلَّا تأتي إلى مكتبي
الآن سيد ليام " تنهَّد ليام ثمَّ قال بانزعاج :
" حسنًا، لكن هل يمكنكَ أنْ تبعد
يدكَ من فوق شقيقي اللطيف أوَّلًا "
أبعد الطَّبيب يده بسرعة قائلًا : " يبدو أنَّ هذا
الصَّغير يحظى بالكثير من الحماية "
قالها ممَّا جعل آلن يضع يده على
وجهه مخفيًا خجله، قهقه الطَّبيب
قبل أنْ يجرَّه ليام إلى خارج الغرفة.

~ في مكتب الطَّبيب ليو ~

جلس الطَّبيب على كرسيّ مكتبه
ليجلس ليام بالجهة المقابلة بحيث
لا تفصل بينهما سوى تلك
الطَّاولة، رفع ليو نظَّارته للمرَّة
المئة محاولًا كتم ضحكاته،
وجاعلًا من ليام متعجِّبًا لينطق
وقد رفع أحد حاجبيه بغضب :
" ما الذي يضحككَ ؟ "
" آسف لَمْ أستطع تمالكَ نفسي،
حتى أنتَ تمتلكُ ذلك الجانب
الطفوليّ ! لا يمكنني تصديق
ذلك، ليام شديد البرودة يغار
على أخيه الصغير " قالها قبل
أنْ يدخل في نوبة ضحك
أخرى، قلَّد ليام ضحكته بطريقة
ساخرة ليقول بضجر :
" أتسخر منِّي ؟ "

حرَّك الطَّبيب يديه بالهواء دفاعًا
عن نفسه من تلك النَّظرات المرعبة
قائلًا بتوتُّر : " مَن ! أنا ؟ لا أبدًا،
حتى أنَّني لا أجرؤ " تنهَّد الأصغر
بنفاذ صبر " إذًا، ماذا هناك ؟ ورجاءً اختصر"
تبدَّلتْ ملامح ليو في ثوان إلى الجدِّية
قائلًا : " ليام، مبدأ الصَّراحة بيننا، لا
أستطيع الكذب عليكَ، حالة آلن ليستْ
على ما يرام، في البداية كنتُ أشكُّ
من الفحص الأوَّل أنَّ حالته في تدهور،
لكن الآن كلُّ الفحوصات التي قمنا بها
نتائجها سلبية، لكن الجانب الجيِّد أنَّ
حالته ليستْ متأخِّرة، يمكننا أنْ نعالج
الأمر بمزيد من العقاقير وثلاث إبَر
على مدار ثلاثة أسابيع " صمتَ قليلًا
ليكتبَ شيئًا ما في الملف أمامه حتى
أكمل : " صحيح، لا أحتاج أنْ أذكِّركَ
أنَّ بعض هذه العقاقير تسبِّب النُّعاس،
والأهمَّ من كلِّ هذا الررراااحة، إنْ كان
من الممكن أنْ يلازم سريره طوال اليوم
سيكون أفضل، ولا بأس بالمَشي الخفيف لمدة
نصف ساعة أو ساعة، خفيف هل سمعتَ ؟
بالإضافة إلى تجنُّب أيّ من الأخبار السَّيئة
أو ما يُسبِّب الانفعالات، فقلبه ضعيف لا يحتمل "
وأخيرًا أنهى كلامه بقول ": هل كلُّ شيء
واضح ؟ أيّ استفسار؟ "

أومأ ليام بالنَّفي، ثمَّ شكر الطَّبيب بهدوء
وخرج من الغرفة متَّجهًا نحو غرفة شقيقه
ورأسه لا يكفُّ عن تخيُّل أسوء السيناريوهات.

___________________

يتبع ....

حُلم بين صفحات 🌠حيث تعيش القصص. اكتشف الآن