✨ الفصل الثاني عشر ✨

668 60 19
                                    

احم فصل مفاجئ🤡🧡.....

الفصل الثاني عشر

في يوم السَّبت أحد أكثر الأيام مللًا، أخذ الفتى يتجوَّل
في أنحاء القصر واضعًا كلتا يديه في جيب سترته بسبب
ذلك الجوِّ الماطر الذي منعه من الخروج،
أصبح حبيسًا داخل جدران القصر، تأمَّل كلَّ ما
تقع عليه عيناه بلا مبالاة، فغَايته الوحيدة هي تمضية
الوقت، سقط بصره على إحدى الصُّور الموضوعة فوق طاولة في إطار زجاجيّ بغرفة الاستقبال الرئيسيَّة،
أمسكها آلن ليتأمَّلها لثوان، وأردف قائلًا :
" إذًا هذا والدي، إنَّه حقًّا يشبهني " قالها ليسمح بأنامله
صورة والده ثم والدته بنظرات امتلأتْ بالحنين، فالحزن
ثمَّ الضَّياع، لحظة .. هناك شيء غريب ! جميع أفراد أسرته
اجتمعوا في الصُّورة باستثنائه بالتأكيد !
" بالطبع لم أكن قد وُلدتُ بعد عندما
التُقطتْ هذه الصُّورة " أردف بهذا مخاطبًا
ذاته، حاول مواساة نفسه التي تعبتْ من كلِّ شيء،
وبعد المزيد من التأمُّل بصمت، لاحظ ابتسامة
أمِّه التي لم يرَها في حياته، وكمْ كانتِ السَّعادة بادية على
وجهها ! ابتسامة حنون لَمْ يعهدْها من قبل، تساءل في
نفسه، هل كان السَّبب في تغيُّر حالها وتلاشي هذه
الابتسامة ؟ فلطالما كانتْ غاضبة متجهِّمة الوجه وعنيفة معه
" ماذا تفعل هذه الصُّورة بين يديكَ ؟ "
خفق قلب الصغير بشدَّة لتسقطَ الصُّورة من
بين يديه، تحطَّم الزجاج لينتشر في كلِّ مكان،
فتوسَّعت عينيه ليردف بخوف :
" آ-آسف لَمْ أقصـ- "
قاطعه آليكس صارخًا بغضب : " كيف تجرؤ
على لمس هذه الصُّورة، بأيِّ حقٍّ تُمسكها، توقَّفْ
عن العبث بما لا يخصُّكَ  "
هتف الأصغر بألم : " أأ-أنا آسف لَمْ أقصد، كنتُ أريد رؤية
أبي وأمِّـ- "
" :اصمتْ، لا تتجرَّأ على قول أمِّي، أنتَ
لا تستحقُّ أنْ تناديها، فأنتَ سبب حزنها وحزننا
كذلك، أتسمع .. أنتَ السبب، لو أنَّكَ متَّ فقط " 

عند جاردن
بعد أنْ عاد الأكبر من عمله، همَّ يبحث عن آلن
في أنحاء القصر، فهو لَمْ يجده في غرفته، انتبه
لصوت تحطُّم الزُّجاج القادم من الطَّابق السُّفليّ
ليَليه صوت الصُّراخ، أخذ بالإسراع ليتفاجأ
بآليكس يلقي بأبشع الألفاظ على الأصغر !
وأخيرًا دفعه بقوَّة، سقط الأصغر فوق الزُّجاج لتُجرح يداه، فصرخ بألم ممسكًا صدره متجاهلًا يديه الداميتَين !
تقدَّم جاردن بعينين تشتعلان غضبًا، اقترب من آليكس
ممسكًا بكتفيه بينما يهزُّه بعنف صارخًا بحنق : " ما الذي تفعله ؟ متى تفهم أنَّ آلن لا علاقة له بالذي يحدث، وأنَّ سبب كلِّ هذا هو والدكَ، نعم والدكَ الذي عَمِلَ تاجرًا للمخدرات  والمواد الممنوعة، بل ويعمل في السُّوق السَّوداء أيضًا، بينما أمُّكَ هي ليستِ الأم التي تعرفها، فالحقد غيَّرها  لتزيد حياة آلن قهرًا وظلمًا فوق ألمه، وأنتَ تأتي لتضع اللوم عليه، أتعلم ما ذنبه الوحيد ؟ أنَّه وُلد بوسط هذه العائلة "
قالها ثمَّ أنزل رأسه بألم، تاركًا إخوته غارقين ببحر مليء
بالصَّدمات، فالحقائق قد انكشفتْ جالبةً معها أمواجًا عاتية شديدة الارتفاع.

في أحد الغرف

أردف صاحب الشَّعر البندقيّ الذي يصل
إلى نهاية عنقه تقريبًا برزانة :
" إذًا من أين نبدأ ؟ " تنهَّد ليكمل :
" كما قد اتضحَّ لكما أنَّ والدنا
لَمْ يكنْ شخصًا مستقيمًا، عَمِلَ في
تجارة الممنوعات والسُّوق السَّوداء
كذلك، ولَمْ يكتفي بهذا فحسب، بل كان المتسبِّب
بموت خالنا !

ساد الصمتُ حاملًا معه نظرات الفزع
والألم من الصغيرَين، بلع ليام ريقه ثمَّ
أكمل بذات النبرة : " كما أقول لكم، أعماه
الطَّمع ليستولي على شركة خالنا وكل
أمواله، وبعد أنْ بدأتْ أصابع الاتِّهام تشير
إليه خطَّط  لحادث مروريّ أرداه قتيلًا، وفي
النِّهاية شاءتْ عدالة الكون أنْ يموت
نفس الميتة المُرَّة "

أكمل جاردن بعد أنْ صمتَ ليام :
" بعد موت خالنا، حزنتْ والدتُنا عليه كثيرًا، أصرَّتْ
على اكتشاف هويَّة القاتل، ومن هنا شيئًا فشيئًا بدأتْ
تلاحظ تصرُّفات والدنا المثيرة للشكوك، تناستْ فكرة
كون زوجها شريك عمرها بل وحبّ حياتها قد يكون القاتل في البداية، لكن مع الوقت وكثرة الأدلة، لَمْ  تستطع منع
شكوكها، لتبدأ بالبحث عن أيِّ خيط ينفي ما
كانتْ تعتقده أو يؤكده كما تخشى، حتى جاء
ذلك اليوم الذي اتَّضح فيه كلُّ شيء، أخذتِ
الطِّفل الذي بين أحشائها لترحل دون رجعة،
وفي تلك اللحظة، أعمى الغضب والانتقام بصيرتها،
فتوعَّدتْ بجعل ابن زوجها يدفع الثَّمن، متناسيةً أنَّه ابنها قبل أنْ يكون ابنه.


________________________

انتهى ...

ارآكم ؟🥺💞

هل من صدمات 😭؟

اي توقعات ؟🚶‍♀️✨

حُلم بين صفحات 🌠حيث تعيش القصص. اكتشف الآن