✨الفصل العشرين ✨

232 20 9
                                    

... بسم الله الرحمن الرحيم ...


أخذ ليام يتوسَّط إحدى أرائك غرفة المعيشة
وذلك الكتاب لا ينفكُّ عن ملازمته، قلَبَ تلك
الصفحة والتي انتهى من قراءتها للتو،
ولكن دون سابق إنذار انتفض فزعًا
من جاردن الذي فتح الباب وكأنَّه سيُحطِّمه،
دخل الأكبر الغرفة بتعابيره الفخورة والبسمة
تُزيِّن محيَّاه، رمقه ليام بتعجُّب ليهتف :
" مـ- ما الأمر ؟ لقد أفزعتَني "
وضع جاردن يده على رأسه ناطقًا
بدرامية : " ليام ! أنا لا أصدِّق نفسي،
أكاد أطير فرحًا، كنتُ أحادث الكاتب
الذي قابله آلن منذ دقائق، واحزرْ ما
الذي قاله لي ؟ "

أغلق ليام كتابه باهتمام ناطقًا بكلِّ ثقة :
" بالنسبة لخبرتي ودراستي لتعابير
الكاتب عندما قابل آلن، أُرجِّح بأنَّه
وبعد تفكير قصير قرَّر ترك مهنته
واعتزل الكتابة تمامًا، فكتَابة صغيري
آلن تفوقه بمراحل، وهذه تُعدُّ أكبر
إهانة لكاتِب بمستواه ! " وهكذا
أخذ ليام يُحرِّك يديه بالهواء شارحًا
لجاردن بلغة الجسد عن الكاتب من حركة
اصبع قدمِه الصَّغير الذي لَمْ يكنْ يراه
أساسًا، إلى عينيه اللتين رمشتَا لِمَا يُضاهي
الـ 570 رمشة في الدقيقة، وثقته تزداد
مع كلِّ كلمة ينطقها، وإنْ رحتَ تسألُه عن
مصدر أقواله فسيُخبركَ بذات الثقة ( كلُّ تلك
التَّحاليل كانتْ بالاستناد إلى قول العالِم
*ليام المُذهِل ابن أبيه المُهمل* ).

" أخي العزيز ليام، المُضحك المُبكي هنا هو
أنَّ كلَّ حرف خرج من فمكَ كنتَ تعنيه وملامح
الجديَّة التي اعتلتْ وجهكَ هي أكبر دليل "
" وهل تعتقد أنِّي مثلكَ ؟ "
مسح جاردن على وجهه بنفاذ صبر : " اسمعْ
ليام، الكاتب يريد مساعدة آلن لنشر روايته
في واحدة من أكبر دور النشر "
ابتسم ليام بفخر واضح
لينطق : " هذا متوقَّع، لستُ متفاجئًا،
فمِن أين سيأتي بكاتب كَآلن ؟ "

رمش جاردن عدَّة مرَّات ناطقًا : " على ذكر
آلن، أين هو الآن ؟ "
" أوه صحيح كدتُ أنسى موعد أدويته
بعد تقريبًا .. " 
" أتعلم، لَمْ أسمع له صوتًا منذ الصباح،
سأذهب لتفقُّده "

أردف ليام بينما يصبُّ تركيزه على كِتابه
مرَّة أخرى :
" حسنًا حسنًا ماما جاردن "
لَمْ يكترث الأكبر لمحاولات ليام لإغاظته،
بل أخذ خطواته صاعدًا السَّلالم نحو ملاكه
الصَّغير، توقَّفتْ قدماه أمام تلك الغرفة
ليطرق الباب، وظلَّ واقفًا في انتظار
رد آلن الذي طال، راح الأكبر يتخيَّل
وجه أخيه الطُّفوليّ النَّائم في سلام وكأنَّه طفل
لَمْ يُكمل شهوره الأولى، فلعب جاردن في مُخيِّلته دور أمٍّ مهووسة بطفلها، وبعد الكثير من الوقت والتَّخيُّلات
التي لا يُحبَّذ معرفتها لسلامة نظرتكم عن جاردن
" آلن، سأدخل حسنًا ؟ " هتف بذلك ليدخل الغرفة،
فتصنَّمتْ أطرافه للحظات وفتح فمه كحركة لا
إراديَّة عندما وجد الغرفة فارغة تمامًا والنَّافذة مفتوحة
بفِعل الرِّياح، تعمَّق للدَّاخل ولكن لا أحد، فشهق
بفزع ليجريَ كالمجنون يستنجد بليام، صرخ بخوف
من الطَّابق العلويّ دون أنْ يُكلِّف نفسه عناء
النُّزول : " ليام، تعال بسرعة "
صعد ليام بلا مبالاة قائلًا : " ماذا ؟ هل تبرَّأ منكَ آلن ؟ "
" بل أسوء من ذلك "
" طردكَ صحيح ؟ أو رفض أنْ تنام بجانبه ؟ "
" أسوء أسوء "
" إيييييه ! هل هناك ما هو أسوء مِن هذا ؟ "
" آلن غير موجود "
فتح ليام عينيه بدهشة " ولماذا لَمْ تخبري "
" لأنَّكَ لَمْ تدعني أقول ذلك "
" ليس مهمًّا الآن، ابحث عن بلاء ووجع
رأسي، إنْ لَمْ تجده فاعلمْ أنَّ مصيبةً ستحلُّ "
أومأ الآخر والهلع لا يزال يسيطر عليه،
وعلى عكس لطفه مع آلن اقتحمَ غرفة آليكس
دون مقدِّمات ليُصدم للمرَّة الثانية بكون الغرفة فارغة
"ليااااام، ذلك العالَّة البلاء غير موجود "
نطق بها ليُخرجَ هاتفه من جيب سترته
متَّصلًا برقم آليكس وهو يتوعَّد له.

( ملاحظة : سيداتي وسادتي تم وضع الـ (ى) و (ة)
هنا لوجود أسباب تعود للكاتبتان حيث وقعا
ضحية نفاق قوقل ، بث ذلك الحيرة في أنفسنا فتجنَّبنا
افتعال شجار كان سيؤول للحرب العالمية الرابعة لذلك تم
إرضاء الطرفين )

نظر الصَّبيان لبعضهما بارتباك تام،
كان وجه آليكس يميل للزُّرقة بمجرَّد
تخيُّل تعابير جاردن، أمَّا آلن فلَمْ
يختلف كثيرًا عن آليكس حيث أنَّه بدا
كقطَّة خائفة، في وسط نوبة خوفهما وعندما
أخذ آليكس يُحدِّق في ملامح آلن المذعورة،
لَمْ يتمالك نفسه ليضعَ يده على فمه مانعًا ضحكاته
من التَّسلُّل .. لكنَّه سرعان ما تذكَّر مصيبته
لتعود ملامح الخوف إلى وجهه، بلع ريقه
قبل أنْ يضع يده فوق جرس الباب، وأخيرًا
وبعد تفكير عميق وبشجاعة أشدُّ من شجاعة جنود الحرب
ضغط الجرس ليسودَ الأجواء صمت عميق، فُتِح
الباب كاشفًا عن وجه جاردن المصدوم من مظهر
الصَّبيان، فالكدمات غطَّتْ جسديهما بالإضافة
إلى الدِّماء المنسابة من رأس آليكس، وثياب آلن التي كانتْ
شبه ممزَّقة، اتَّسعتْ عينا جاردن بشدَّة فبلع
ريقه ولَمْ يرمش حتى، أغلق الباب بوجه
الأخوان دون أنْ ينبس بحرف واحد، فالتفتَ كلاهما
لبعضها لينطق الأصغر بابتسامة بلهاء :
" ااا يبدو أنَّنا سننام في الشارع اليوم ! "
" لا تقلق، لديَّ زاوية مريحة تحت ظلِّ إحدى
الأشجار للنَّوم عندها "
" أوه، يبدو أنَّكَ ذو خبرة "
هتف آليكس بفخر : " أجل، فأنا معتاد على الأمر "
وفجأةً فُتح الباب للمرَّة الثَّانية، لكن وجه ليام هو
مَن ظهر لهما هذه المرَّة، تنهَّد ليام بيأس قائلًا :
" عرفتُ الآن سبب إغلاق جاردن للباب "
ثم أتبع قائلًا بينما يشير بيده إلى الداخل :
" ادخُلا ادخُلا "


يتبع ...


عذرًا على التأخير 👋 ...

رأيكم + توقعات ؟....

إلى لقاءٍ قريبٍ بإذن الله ❤️..

حُلم بين صفحات 🌠حيث تعيش القصص. اكتشف الآن