حل الصباح لتسقط اشعة الشمس على وجهها الطفولي البريئ، جعلتها تحرك حدقتيها أسفل جفنيها لتنهض بتململ من مكانها، فركت عيناها ببطئ ثم جالت بهما ارجاء المكان تحدق بالمكان التي قضت فيه ليلتها بوجه منتفخ متشبع بعلامات النعاس.
لقد كان المكان عبارة انبوب ضخم للمجاري قديم و مهجور مليئ بالاتربة و الاوساخ، احتضنت دبها الصغير بكفيها الصغيرتين لتقول بصوت ناعس: يلا بوبي نروح ندور على مامي و بابي" أصدرت معدتها سمفونية معلنة على حاجتها للاكل لتربت بيمناها على معدتها لتردف : بس انا جيعانة اوي ! !.
حملت حقيبتها الصغيرة و ارتدتها خلف ظهرها ثم سارت في شوراع باريس.
كانت تمشي و تحدق بذهول في الابنية الشاهقة و المناظر الطبيعية الخلابة، اعجبتها نافورة المياه و الحديقة الاطفال العامة، توقفت لبرهة ما ان رات ام تعدل ثياب صغيرها الذي كان يبتسم لها بسعادة وهو يتناول من علبة المثلجات باستمتاع، لتطبع على خده قبلة ناعمة و تعانقه بعدها، ذلك المشهد جعلها تتذكر والدتها و تزداد افتقادا لها.
كانت تخطو نحو المجهول شاردة الذهن قبل ان تصطدم باحداهن وتقع على الارض متالمة " او اعتذر صغيرتي هل انتِ بخير" تحدثت سيدة في العقد الخمسين من عمرها وهي تدنو منها لتساعدها على النهوض، طبعا صغيرتنا لميس لا تجيد استخدام اللفة الفرنسية لذا لم تفهم ما قالته لها السيدة.
وقفت لتحمل دبها الذي سقط منها " اين والديكِ؟.... هل أنتِ وحدك هنا؟ " سألتها مجددا، و لكن دون أن تحصل على رد من لميس لانها لم تفهمها بل عانقت دبها و بقيت ترمقها بنظرات خائفة لتركض بعدها مبتعدة عنها.
ركضت بسرعة غير آبهة بنداءات تلك السة لتصطدم مجددا بشخص آخر" و بعدين معاكو بقااا" تذمرت و هي تمسح على جبينها مكان الالم لكونها اصطدمت بشي صلب، رفعت راسها عاليا لتجد رجل يرتدي زي غريب بالنسبة لها ضخم الهيئة بالمقارنة مع حجمها الصغيرة و يلف خصره حزام غليظ تثب عليه جهاز اتصال لاسلكي و عصا سوداء " هل هناك مشكلة سيدة لاروس؟" قالها بنظرات متشككة للصغيرة.
" أظن ان هذه الصغيرة ضائعة روبرت " اجابته و هي تخطو نحوه، اما لميس فكانت تنقل بينهما النظرات المبهمة لتقرر الركض مجددا الا ان ذلك الرجل قد امسكها على حين غرة " سيبني بقولك... سيبني " صرخت لميس ببعض من الخوف وهي تحاول التملص من بين يديه، لتقوم بعض يده ما جعله يتكرها متالما، لتفر هاربة بعدها.
بعد دقيقتين من الركض تمكن روبرت من الامساك بها مجددا و هذه المرة قام بحملها " نزلني بقولك... نزلني... والله هشتكيك لعمو الضابط... و هيديلك بوكس على وشك المنقط دا و يعورك " كانت تصرخ بشدة و تتحرك بشكل عشوائي ما لفت انتباه الجميع اليهم " يبدو ان هذه الصغيرة ليست من هنا... هل فهمت ما قالته؟ " قالت بعد ان لاحظت ان لميس تتحدث بلغة مختلفة ليجيب: " لا و لكنني اعلم من يمكنه فهمها سأخدها الى مركز الشرطة لابد ان اهلها يبحثون عنها الآن " اومات له لتنصرف السيدة تاركة لميس برفقته.
![](https://img.wattpad.com/cover/208574754-288-k287282.jpg)
أنت تقرأ
سحر ماجدولين | أحببت أعمى 2 و 3 (مكتملة)
Romansaقصة بطابع جديد واحداث مشوقة. #1. آثار #1. الكأس رابط متين يجمعهم منذ الطفولة، رغم اختلاف افكار و ميول كل واحد منهم، الا أن ذلك الرابط المقدس جعلهم يتحدون معا كيد واحدة كما لو أنهم اخوة من أم واحدة .... أربعة أصدقاء اتحدوا معا ضد مصاعب الحياة تحت...