حل الصباح وهي تنتظره بصبر قليل ، نزلت مسرعة للبحث عن العنوان ..
_هيه اينجل تناولي الفطور .
اخذت اينجل قطعة من فطيرة كانت ريوكو تحملها راكضة خلفها وضعتها لقمة واحدة في فمها ثم قالت شيء غير مفهوم بسبب الطعام في فمها لكنها بدت ك :"شكرا".
خرجت تبحث عن عنوان شركة التسليم ، تنقلت طويلا في المدينة الغريبة عليها ، بين شوارعها وازقتها لكن دون جدوى .
عادت مجدداً لتبحث وهذا ما استغرق وقتا أطول ، لم تنتبه أنها قد فوتت موعد الغداء منذ زمن .
شعورها بالاحباط سيطر عليها ، نظرت لشارع مشاة يقود لحديقة عامة فارغ الأ من عربة طعام سريع ، ذهبت لهناك طلبت وجبة برغر جلست على مقعد قريب لتأكل ، انتبهت لاقتراب رجل يرتدي معطف طويل مع قبعة ونظارات كأنه يخفي نفسه ، طلب وجبة برغر كبيرة ، جلس جانبها على المقعد لعدم وجود آخر تناول نصف الوجبة تقريبا ثم أسند ظهره على المقعد وأرجع رأسه للخلف كأنه يعاني التعب والاحباط .
أكملت وجبتها نهضت لترمي البقايا في سلة المهملات المثبتة بجانب المقعد . بعد بضع خطوات سمعت صوتاً جهوريا
_ أنت .. لقد أسقطت هذه .
استدارت لتجد الرجل خلفها تماما لم تنظر أو تتكلم معه .
سحب يدها ناحيته ووضع الورقة التي اسقطتها دون علم منها داخل يدها .
_لا اعلم أن كنت صبيا أو فتاة بسبب تلك القبعة والوشاح .
قال ذلك وهو يمد يده ليبعد القبعة عن رأسها ، امسكت بمعصمه بقوة تراجعت للخلف قليلا سحبت يدها الثانية من بين اصابعه ...
_ توقف ... .
كانت تستعد للقتال تفكر أنه أحد اتباع المجلس نعم لقد تعرف عليها .
بعد أن رأى ردت فعلها هذه أنزل يديه تراجع خطوة
_ آسف هل انت بخير؟ لم أقصد اخافتك اردت ان اعرف مع من اتكلم ، انت تبدو نزق اليوم ام أنك هكذا طوال الوقت؟ . قالها بأستغراب ثم أكمل
_ان كنت تبحث عن العنوان المكتوب فأنا أعرف أين يقع استطيع أخذك لهناك .
بصوت خافت بعد أن أنزلت يديها
_آسفة هل حقاً تعرف العنوان !.
_ نعم سأرشدك ..
سار أمامها لتتبعه ببطء مستعدة . لم يسيرا طويلا حتى استدار ناحيتها...
_ لقد وصلنا هذا هو العنوان المكتوب .
رفعت نظرها لتتأكد .. كان مبنى صغير عليه لافتة(شركة ساي للتوصيل السريع) .
_ نعم ، شكرا لك ، اعتذر عما حدث قبلها .
_الاعتذار وحده لا يكفيني لقد عاملتني بعنف وجررتني حتى هنا وانا اشعر بالتعب الشديد .
*قال ذلك بنبرة تملل كأنه يسعى لشيء جديد او حدث غير روتيني ليومه العصيب .
_ أتريد المال ؟ لا املك منه حاليا لكن أعطني عنوانك سأرسله لك ، اعدك .
*بنفس النبرة المتململة المتعالية الباردة
_ لن تستطيعي العثور عليه انت سيئة في هذا ، كما أني لا اريد المال .
* بتعجب
_اذن؟! .
_ يمكنك أن تريني وجهك ، أنه أمر بسيط غير مكلف اليس اجرا بخس على تعبي ! .
لم ترد ، شعرت بالغرابة والإحراج ، كانت مترددة من طلبه .. رأى ذلك فزاد فضوله لرؤية ملامح صاحبة هذا الصوت الدافىء ..
_ أو يمكنك أن تبقي مدينة لي ... .
رفضت ذلك ، فهي لاتريد أن تكون مدينة لشخص لاتعرفه كما لم ترد الارتباط بأحد .
* بتجهم
_حسنا .
بدأت بأزالة الوشاح عن وجهها ببطء كأنها مجبرة ، هو بعناية وفضول يراقب ... أزالت القبعة ، لكنها لم ترفع رأسها أو عينيها أقترب منها بفضول ، ثم انحنى أمامها فطول قامته أجبره على ذلك ، بقي يحدق لوهلة ثم مد يده لشعوره برغبة للمس هذه اللوحة الربانية ، لكنه توقف و استدار .
*بصوت كئيب
_ شكراً لك ، لقد كنت سخية جدا معي .
*ابتعد دون أن يضيف كلمة أخرى .
أعادت القبعة والوشاح دخلت بسرعة لمبنى الشركة تدعو أن يكون العمل لايزال شاغرا .