أنها الان في موقف صعب ، تركت السفينة وهي قلقة مما قد يقول الكابتن ، ومن اتباع المجلس الذين يعلمون الان انها هنا ، ريدن بحوزة السلطات لا سبيل لتخليصه لوحدها ، تحاول أن تفكر في وضعها القائم من الجيد أن الميناء مليء بالعمال التجار و المسافرين من مختلف الأجناس والإعمار وحتى الاشكال لهذا لن ينتبه أحد لها ، لكن لن تعلم ايهم قد يكون تابعا للمجلس ، والأمر الافضل ان هناك رحلات مباشرة من القرية1 لماليفا حيث ستكون بأمان وستجد كين ، لكنها لاتستطيع المغادرة وترك ريدن فهذا يعني أن مهمتها فشلت كما أنها لاتملك ثمن تذكرة المغادرة ...
حل الليل ، تقف في بداية زقاق ضيق تتفقده قبل أن تجلس هناك لترتاح .
لاتملك ثمن غرفة تبيت فيها ، لم تدخل حتى يصطدم بها شخصا من الخلف ، استدارت بسرعة لتراه يعتذر بصوت متلعثم كأنه مخمور عندما رأته يحمل زجاجة فارغة تقريبا ، اطمأنت فهو ليس سوى سكير متجول كان يرتدي معطفا ثقيلا لذا لم ترى سوى تلك العيون الزرقاء الواسعة تحدق بها والقليل من وجهه ابتعد وهو ينظر لها عدة مرات .
جلست في الزقاق خلف بعض الصناديق الفارغة تلف نفسها بملابسها تفكر كيف ستخرج من هذا الوضع ، قطة صغيرة جلست أمامها تلف نفسها بذيلها بفرو اسود وعيون صفراء جميلة ، كانت جالسة امامها طوال الليل كأنها تؤنس وحدتها ، لم تقل الحركة هنا فالعمل في القرية مستمر ليل نهار .
حل الصباح قررت الذهاب لرؤية ريدن في السجن تعلم انه امر خاطىء وخطر ، لكنها إرادت أن تبدأ من مكان ما وصلت لمقر الشرطة لتتحدث مع احد افراد الشرطة الذي يرفض ادخالها لرؤية المتهم ريدن الذي سيتم ترحيله بعد يومين لسجن ريفال مشدد الحراسة ليكون مع القتلة أمثاله غضبت بشدة من كلامه رفعت يدها لتضربه لكنها تراجعت خرجت بسرعة فهي تعلم أن هذا سيزيد الأمور سوءا ، انتبهت أن هناك من يتبعها رفعت وشاحها الذي سبق وسحبته من أغراض أحد الباعة المتجولين فور مغادرة السفينة لتخفي وجهها ، سارت بين الحشود بسرعة فلم يلحق بها ، كانت تفكر بطريقة لإخراج ريدن قبل أن ينقل لريفال فهو سجن مشدد الحراسة من الصعب اختراقه ومن المستحيل اخراج ريدن منه لوحدها .
في نفس الوقت والمكان يطلب دريه من جنوده الأربعة الذين اختارهم كين لهذه المهمة الإنتشار في القرية التوجه للعنوان الذي معهم التنقل كل على حدة في حال تم القبض على أحدهم سيكون البقية بأمان التنقل خلسة هو الأمر المهم ، لم يكن آشيما متواجدا هنا لذا كان على دريه البقاء في المخبأ لمراقبة العمل والتنسيق بين الجنود ، بعد مضي ساعتين يطلب دريه من جنوده العودة حالا للمخبأ ، كانوا مستغربين فهم لم يصلوا لهدفهم بعد هل كشف أمرهم ! هل ألغيت المهمة ! لا احد يعلم ماذا حدث ؟ نفذوا الأمر دخلوا المخبأ واحدا بعد الآخر ليفاجأ الجميع بوجود شخص مقيد على رأسه كيس من قماش اسود ممدد عند قدمي آشيما الذي لم يلتقوه منذ وصولهم للقرية قبل أسبوع .
دريه جالس يدخن سيجارة متوتر خلف مكتب صغير ، كانوا متفاجأين ،
أحد الجنود يسأل آشيما :" سيدي ماذا يحدث من هذا ؟ هل هو أحد اتباع المجلس هل فشلنا ماذا عن المنظمين الجدد ماكان عليك سحبنا ، كدت اصل لهم كنت على بعد مبنى واحد ، أنهم بخطر لاشك أنهم خائفين" .
سأله آشيما :" ما العنوان المكتوب عندك ايها الجندي؟".
أجاب الجندي :" أنه شارع المرفأ ".
سأل آشيما الجندي الآخر :" ماذا عنك ".
ليرد :" أنه زقاق سييرا ".
أشار للجندي الثالث :"ماذا عنك ".
فرد :" أنه شارع كيبر ، ولكن لما نحمل عناوين مختلفة ؟ اعتقدت انا هنا لنفس المهمة ، ماذا يحدث ؟! " .
دريه :" انتم جميعا هنا لنفس السبب ، وهو اختبار ولائكم للحلفاء ، وقد نجحتم بأستثتاء ذلك القارض القذر وهو يشير للمرمي تحت اقدام آشيما ".
رد الجندي :" لا أفهم ! هل تقول أن الحلفاء يشكون بنا ولكن لماذا؟ ".
آشيما :" سأشرح لكم ... لقد تم تسريب معلومات عن مكان كين في المهمات الأخيرة ، وآخر موقع حدث هذا فيه كان الموقع المسوؤل عنه الضابط دريه وفرقته ، لذا عرفنا أن الفئر هو أحد جنوده وانتم كنت المنظمين الاكثر ريبة من بين جنوده ، بسبب خلفيتكم واعمالكم السابقة في العاصمة العسكرية للمجلس .. مثلا أنتما الاثنان من العاصمة العسكرية للمجلس وعوائلكم هناك ، لذا اعتقدنا أنكما ربما تسربان المعلومات لهم وانت .. (يشير لجندي آخر ) نعلم انك كنت في السجن هناك بتهمة التجسس ، لذا شككنا انهم افرجوا عنك مقابل تغيير ولائك ،
والفائز لدينا هنا هو ابن احد ضباط المجلس من الفئة الثانية " .
يزيل الكيس عن رأس روري ، يصدم الجنود ..
أحد الجنود :" كيف تأكدت ! لقد كان معنا طوال الوقت أعني انت متأكد ؟ ".
آشيما وهو ينهض :" عنوان السيد روري هنا هو العنوان الوحيد الذي تعرض للهجوم من قبل مسلحين قبل قليل ، كما أني كنت اراقب تحركاته لابل تحركاتكم جميعا خلال الأسبوع دون علمكم ، لقد التقى مرتين بشخص غريب ربما يكون الضابط المسؤول عنه وهو سيتفضل علينا الان ويخبرنا بأسمه وغطاءه ".
يرفع آشيما رأس روري بيده ينحني عليه وهو ينظر لعينيه :" ستفعل اليس كذلك ؟ " يضرب رأسه بقوة بالأرض ليفقد الوعي مباشرة.
آشيما وهو ينهض مجدداً :" أيها الخائن سحقا لك ، حسنا جميعا ، سيد دريه ، لقد انتهى عملكم هنا انسحب انت وجنودك نحو ماليفا حالا " .
دريه لآشيما :" ماذا عنك ؟ ".
آشيما :" سأحاول معرفة الشخص الذي التقى به روري ، قد يحالفني الحظ وامسكه ايضا ".
دريه :" سأبقى ايضا ، ليس من الآمن أن تتعامل مع الأمر لوحدك ، وانتم جميعا نظفوا المخبأ وغادروا حالا ".
بالفعل قام الجنود بتنظيف المخبأ جيدا فكان المكان كأنه لم يكن مسكونا ليغادروا نحو ماليفا .
انتقل دريه وآشيما لمخبأ الطوارىء ، فالمخبأ الاول كان يعلم بمكانه روري لذا مؤكد أنه أخبر الشخص الذي التقى به بالعنوان ، كان المخبأ الثاني عبارة عن حاوية شحن كبيرة مصفوفة في المرفأ الفرعي مكانا واسعا جدا يستعمل لخزن الحاويات عن طريق الرافعات قبل شحنها لايتواجد فيه ناس الانادرا جدا .